fbpx
اللواء ركن أحمد سيف اليافعي: سنُجبر الميليشيات على الخضوع والرضوخ للشرعية وللقرارات الدولية.
شارك الخبر
اللواء ركن أحمد سيف اليافعي: سنُجبر الميليشيات على الخضوع والرضوخ للشرعية وللقرارات الدولية.

يافع نيوز  – محمد عبدالله الصلاحي

قال اللواء ركن أحمد سيف اليافعي: أن المعضلة الكبرى التي واجهت الشرعية منذُ بداية الانقلاب عليها أن كل الألوية العسكرية التي كانت تتبع الجيش اليمني والحرس الجمهورية والتي هي بحدود (70) لواءً عسكرياً على امتداد الخارطة العسكرية ومسرح العمليات جميعها أيّدت الانقلاب، بكل ما تمتلكه من عدة وعتاد كبيرين، فيما لم يتبقى بحوزة الشرعية سوى جزء قليل من بعض كتائب عسكرية غير مكتملة القوة والعدد، وهو ما شكل صعوبة في بادئ الأمر لدى قوات المقاومة في مواجهة هذه القوات العسكرية الكبيرة، قبل أن تكتسب المقاومة خبرات عسكرية من سير المعارك إضافة إلى تسلّحها بما أمدتها به قوات التحالف العربي.

وأوضح اللواء اليافعي في حوار أجرته معه قناة (الإخبارية السعودية) في برنامج (المشهد اليمني) أن إيران مدّت أياديها إلى اتجاهات أربعة، إلى سوريا وإلى العراق وإلى لبنان وأخيراً اليمن، بحيث أن الهدف من دخول إيران إلى اليمن هو استهداف المملكة العربية السعودية، عن طريق تشكيل قوس من الحدود الجنوبية للمملكة من داخل الأراضي اليمنية، مما يعني سعي إيران لإفشال المشاريع الاستراتيجية التي أقدمت عليها السعودية في السنوات الأخيرة على البحر الأحمر، وهي المشاريع التي سعت من خلالها المملكة أن تتفادى ما يُمكن أن تُحدثه إيران من مخاطر في مضيق هرمز وبالتالي حماية صادراتها من النفط.

وأكد اللواء اليافعي أن إيران أرادت من مد نفوذها إلى اليمن بما فيها التحكم بسواحلها المائية ومضيق باب المندب استباق التطلعات السعودية في تأمين منافذ آمنة وحيوية على شواطئها في البحر الأحمر، وهو ما سعت لتنفيذه على الواقع عبر أدواتها من الميليشيات الحوثية وميليشيات المخلوع، مبيناً أنها نجحت في هذا وأسقطت كل اليمن قبل عام وأكثر قليلاً من الآن تماماً، لكن القرار الذي اتخذه الملك سلمان وانطلاق عاصفة الحزم كان القرار الذي قطع اليد الإيرانية في اليمن قبل أن تتمكن ويستفحل أمرها.

وأوضح اللواء اليافعي أن عاصفة الحزم أنتجت واقعاً عسكرياً مغايراً تماماً لما قبلها، فعلى صعيد الجبهات الجنوبية وبالتحديد المحافظات التي تتبع عسكرياً المنطقة العسكرية الرابعة باتت محررة بالكامل باستثناء الجزء القليل من تعز، بعد أن كانت هذه المحافظات قد سقطت عسكرياً في بداية الحرب، ولكن الجُهد العسكري الكبير الذي بُذل من المقاومة والجيش الوطني وبدعم قوات التحالف العربي تكلل بالنجاح، وأستطاع مقاتلي المنطقة العسكرية الرابعة من جيش ومقاومة تحرير محافظات عدن ولحج وأبين والضالع.

وفي جبهة تعز، قال اللواء أحمد سيف: أن المقاومة تقوم بأعمال بطولية مع تقدم كبير تُحققه هناك، رغم أنها تواجه عدو ذا عدة وعتاد، مع اعتبار كونه عدو منزوع الأخلاق يستهدف البشر والشجر والحجر في تعز، مع إطباقه الحصار عليها ومنعه عنها كل مستلزمات الحياة، مُؤكداً أن ميزان المعارك في تعز يعكس تقدماً للمقاومة الشعبية المُدعّمة بقوات المقاومة من لحج وعدن، بالمقابل تتعرض الميليشيات لانهيار كبير رغم التفوق العسكري الذي تمتلكه، ما جعله تُعزز قوتها بلواءين عسكريين تفادياً للهزيمة من قِبل قوات المقاومة والجيش الوطني.

وقال اللواء اليافعي: أن الميليشيات الحوثية بمقابل هذه الانتصارات التي حققتها قوات المنطقة العسكرية الرابعة من جيش ومقاومة، حاولت كثيراً إعادة تموضعها في بعض المواقع التي خسرتها، وجلبت لأجل هذا تعزيزات عسكرية كبيرة سعياً منها في محاولات يائسة وبائسة في الوصول إلى باب المندب، لكن محاولاتها لم تُحقق ولو القدر اليسير من التقدم باتجاه باب المندب، بعد إيقافها في مناطق تمركزها دون تحقيق أي تقدم.
وفي جبهات مأرب والجوف والبيضاء وصنعاء إضافة إلى ما تبقى من محافظة شبوة بالتحديد في بيحان، فهي تشهد سيراً للمعارك مع استمرار تقدم المقاومة فيها وتحقيقها مع إمكانية تحقيق الانتصار الكامل في بعضها كـ بيحان ومأرب والجوف.

وعن قاعدة العند، تكلم اللواء أحمد سيف قائلاً: أن الأهمية التي اكتسبتها قاعدة العند هي من امتداداً للموروث العسكري الكبير الذي كانت تُمثله في الحرب الباردة، وكونها كانت بمثابة قاعدة استطلاع كبيرة تشمل كل المنطقة والسواحل البحرية في المحيط الهندي، إضافة إلى الأهمية من موقعها الجغرافي المتوسط لخمس محافظات هي (عدن، لحج، أبين، الضالع، تعز)، ومن حجم تجهيزاتها العسكرية والبنية التحتية فيها، ومع ما كان يتوافر فيها لدى الميليشيات الحوثية من قوات عسكرية كبيرة في القاعدتين الجوية والبرية فيها، مؤكداً ان سقوطها في يد الميلشيات الانقلابية كان بعد انضمام كل القوات العسكرية المتواجدة فيها إليها وتأييدها للانقلاب، وهو ما جعل القاعدة العسكرية بحكم موقعها المتوسط لخمس محافظات نقطة منع للإمداد العسكري من وإلى هذه المحافظات فيما بينها أثناء سير المعارك.

وأوضح اللواء اليافعي أنه بعد تحرير عدن، كانت الخطوة الأهم لتأمينها هي تحرير قاعدة العند، وهو ما جعل المنطقة العسكرية الرابعة تحشد قواتها من جيش ومقاومة صوب العند، قاطعين بهذا مسافة (240) كيلو في عملية التفاف ومباغتة نفذتها قوات المنطقة العسكرية، تجنباً لحدوث أي طارئ، وبعد التحرير قامت قوات المنطقة بنزع ما يقرب من (23) ألف لغم من زرعتها الميليشيات في قاعدة العند وفي بقية المواقع العسكرية.

وعن الحديث عما إذا سيلجأ الحوثيون إلى وقف إطلاق النار، أكد اللواء اليافعي أن الحوثيين لا يعترفوا طواعية بأي هدنة أو وقف لإطلاق النار ولا ينقادوا لأي عمل سياسي أو اتفاقات من هذا القبيل، لكن القوة العسكرية تجبرهم على الخضوع والقبول بالهدنة وبالقرارات الدولية والرضوخ للشرعية، وأن مساعيهم في خلق نفوذ إيراني في اليمن فشلت ولن تتحقق.

وعن دمج المقاومة في الجيش قال اللواء أحمد سيف: أن التوصيف الأدق لهذه العملية هو تشكيل وبناء جيش جديد، كون الجيش لم يعد له وجود بعد انضمام كل ألويته إلى القوى الانقلابية، وأن الهيكل القتالي للمنطقة العسكرية الرابعة تشكّل من جسد المقاومة.

وبخصوص التعيينات الرئاسية الأخيرة، قال اللواء أحمد سيف: أن الفترة السابقة شهدت عرقلة وتأخّر في تحقيق أي انجازات في الملف الخدمي وفي ملف إعادة الإعمار، ومرد هذا لأسباب: منها أن وجود جزء كبير من الحكومة خارج البلد أدى إلى ركود في إنجاز هذا الملفات، وهذا الركود حُسب على الحكومة، مع وجود ظروف قاهرة واستثنائية، موضحاً أن هذه الملفات ستكون كبيرة على عاتق رئيس الوزراء الجديد أحمد عبيد بن دغر الذي تمنى له تحقيق النجاح رغم صعوبة مهمته.

واختتم اللواء اليافعي حديثه قائلا: أن القتال في اليمن هو واجب أبناء اليمن بدرجة أولى، مع خالص شكره لكل الدعم الذي قدمته دول التحالف العربي والذي شمل كل النواحي والمجالات

أخبار ذات صله