fbpx
علي سالم بن يحيى .. قصة كفاح.. أيقونة نجاح

أذا كان للمعاناة موطن فهو موطنها واذا كان للشقاء صديقا صدوقا فهو صديقه الصدوق وأذا كان للكفاح والصبر وقوة التحمل وشدة البأس قصة فصاحبي هو قصتها وأذا كان للنجاح أيقونة تعريفيه فصديقي العزيز وزميلي الوفي علي سالم بن يحيى هو أيقونته.

بحمد الله وتوفيقه تكلل جهد سنوات طوال من العناء والسهر والمثابرة ، تكلل جهد وعناء المئات بل الالاف من ساعات المطالعة والبحث والجمع والتوثيق والتلخيص ، ساعات وأيام وليال كانت مليئة بالألم مشبعة بالمعاناة بكافة صورها تكلل كل ذلك بنجاح منقطع النظير ظهرت فيها حكمة المولى عز وجل بتعويض عبادة الصابرين وتجسدت خلالها آياته العطرات وما يضيع الله أجر من أحسن عملا.

نعم لقد كان مشوار زميل الحرف والمهنة الاستاذ علي سالم بن يحيى نحو المؤهل العلمي والدرجة العلمية الرفيعة مشوارا طويلا وشاقا على دربا وعرا ملئ بالمطبات والحفر والمعوقات مزروعا بالأشواك الكفيلة بنسف أحلام السائر عليه غير زميلنا أبو عماد الذي تسلح بالصبر مستعينا بالله الذي لا معين غيره مدفوعا برغبه جامحه في التحدي وقدرة صبر وتحمل خارقه مكنته من المضي قدما صوب منصة التتويج التي شهدتها قاعة كلية الآداب بجامعة عدن.

في مدينة عتق التي جاء اليها من قلب الريف الشبواني طلبا للعلم الذي تعذر الحصول عليه في قريته الجبلية النائية ولدت موهبته وتكونت ملامح شخصيته وبين ثناياها داعبت أنامله القلم لأول مره ومنها أنطلقت سفينة خربشاته الصحفية في فضاء الصحافة المحلية الواسع.

بداية موفقه فتحت أمام قلمه الناشئ باب بلاط صاحبة الجلالة على مصراعيه في وقت كانت فيه وسائل تقديم نفسك وإيصال نتاج موهبتك قليلة جدا وما توفر منها كان مكتظا بأسماء وأقلام كبيرة ذو شهرة وشأن كبيرين في الوسط الاعلامي والصحفي على وجه الخصوص إذ يعتبر الدخول في مجتمع مملوء بالكبار والضفر بموطئ قدم فيه يعد مغامرة محفوفة بالمخاطر ، مغامرة لا تتعدى فرص نجاحها الارقام الاحادية.

من عتق سافرت خربشات بن يحيى بطرق عدة ومختلفة ، سافرت كرسائل بريدية ومراسيل مظرفة بواسطة المسافرين وسائقي سيارات الأجرة ومن ثم عبر مناولات فاكسميليه وبمجرد وصولها لمبتغاها وجدت نفسها على صدر صفحات الصحف المحلية معلنة عن ميلاد قلم جديد وأسم جديد وفكر وأسلوب جديد أيضا.

في منتصف تسعينيات القرن الماضي بدأت رحلة أبو عماد مع القلم والكتابة الصحفية ، بدأ كما أشرت بفكر وأسلوب لم نعتاده طرح بأسلوب السهل الممتنع يصل لقلب وعقل القارئ بسرعة الصوت وبنفس القدر من السرعة يتشرف بملامسة حياة وواقع القارئ الذي يتجه فور إفراغه من قراءة نتاج أبو عماد يضعه ككاتب صحفي في قائمة المفضلات.

لم أسترسل طويلا في تشخيص حالة بن يحيى الصحفية وسرد مراحل تطورها ووصف وتقييم المستوى الرفيع والراقي الذي وصلت اليه كما اني لم أعرج نحو مكانته وموقع ترتيبه في السلم الصحفي المحلي كوني لأحتاج لذلك لسبب وحيد وبسيط الا وهو معرفة الجميع بذلك قبل أيام وبالتحديد صبيحة يوم الاثنين 28/مارس كان زميلنا العزيز على موعد هام ومصيري مع لحظة تقييم جهد سنوات من عمره المديد بأذن الله ، صباحا مختلف عن كل صباحاته صباح مصيري بكل ما تعنيه كلمة مصيري.

كانت باحة الكلية التي احتضنته أربع سنوات متتالية مكتظة بالطلاب من الجنسين وكانت القاعة الكبرى فيها مملوءة بالأساتذة الكبار من عيار استاذ مشارك وأستاذ مساعد وما دونهما وكانت يومها تحتضن أصدقاء وزملاء بلغت مكانتهم في قلبه مبلغا.

قاعة مملؤة عن آخرها بالناس من مختلف الاجناس والاعمار والمستويات كلهم حضروا ليشهدوا صباحية التقييم ولحظة التتويج فيما كان المحتفى به قلقا لكنه لم يدع ابتسامته الصادقة تفارقه بل كان كريما في إظهارها بجلا سخيا في توزيعها بإسراف على كل من حضر في القاعة.

أطلق مشرف الرسالة صافرة البداية مقدما أبو عماد للحاضرين بإيجاز شديد موجها اليه ومن معه ممن تولوا مهمة مناقشة تفاصيل الرسالة العلمية التي صنفت بالأولى التي طرقت بابا ضل مغلقا بالخوف من بطش النظام وتصنيف وكلاء توزيع صكوك الوطنية .

ألتقط زميلنا العزيز مايك المنصة فبدأ في شرح وتوضيح وتفسير مضمون رسالته ودوافع اختياره موضوعها بثقة الكبار التي لم يجد المناقشون أمام ما جاء به عبرها غير التصفيق أعجابا والابتسام موافقة والاحتضان أعلانا حصوله على درجة الماجستير بامتياز .

فحسن اختيار موضوع الرسالة وشجاعة طرح قضية تجنب الكثير قبله التطرق اليه بما تمثله القضية الجنوبية من حساسية لدى الكثيرين في النظام الحاكم وحتى في الجامعة نفسها وخطورة اختياره لهكذا موضوع وقضية على مستقبله العلمي ومغامرة خوض غمار اختياره ونيل النجاح في الأخير كل تلك عوامل لم يغفلها القائمون على جائزة راشد للتفوق العلمي بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بل كانت بالنسبة لهم معايير كافية لمنح جائزة التفوق العلمي لزميلنا العزيز علي سالم بن يحيى الذي تم منحه أياها عبر تكريمه في احتفالية كبيرة شهدتها قاعة كلية أداب جامعة عدن صباح يوم الاثنين 4/ابريل الماضي .

فألف الف مبروك أبا عماد ومزيدا من التألق والإبداع وتحقيق المزيد من النجاح .