fbpx
التعديلات المثيرة للجدل

علي صالح الخلاقي:

في تصريح لي لإحدى الوكالات الإعلامية حول التعديلات الأخيرة، قلت بأنها أثارت الكثير من الجدل والتباين في الآراء بين مؤيد ومعارض، وفي تقديري الشخصي ربما تكون لدى الرئيس عبدربه منصور هادي رؤيته وحساباته من إقدامه على هذه التعيينات في هذه الظروف الصعبة، بالتنسيق والتفاهم مع التحالف العربي ، لكنها بالنسبة للشارع الجنوبي غير مرحب بها، خاصة وأن اسم علي محسن الأحمر قد ارتبط في ذاكرة الجنوبيين باجتياح واحتلال الجنوب صيف 94م حينما كان الذراع الأيمن لعفاش، وقد اعترف بعظمة لسانه بذلك الاحتلال بعد اختلافه مع المخلوع، كما أن بن دغر قد عُرف بتقلباته السياسية، وقربه الحميم من عفاش حتى وقت قريب، وهو ليس البديل الأفضل لبحاح الذي أطاح به القرار، وكان بإمكان الرئيس أن يحسن الاختيار لشخصيات نظيفة تحظى بالقبول العام سواء في الجنوب وكذلك في الشمال، لا أن يتم تدوير نفس رموز الفساد والاحتلال، ممن قامت الثورة ضد المنظومة التي كانوا من رموزها وأعمدتها.. ومع كل ذلك يجب على الجنوبيين عدم التعويل على مثل هذه التعديلات التي لا تلامس جوهر القضية الجنوبية، بل عليهم التمكن من تثبيت موقعهم على أرضهم التي أصبحوا أسيادها وعليهم إحسان إدارتها واستعادة مؤسسات الدولة وسيادة النظام والقانون وفرض أنفسهم في أية تسويات قادمة بوحدتهم وتوحيد الحامل السياسي المعبر عن قضيتهم التي أصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه.
وكمراقبين لهذه التعديلات التي فاجأنا بها الرئيس عبدربه منصور هادي نقول: أن الحكم عليها سابق لأوانه وتبقى العبرة بالأفعال والنتائج التي قد تبرهن على صحة مثل هذه التعديلات من عدمها، فقد تتغير الكثير من المواقف خاصة مع ظهور مستجدات جديدة فرضتها التطورات الميدانية واختلاف موازين القوى على الأرض بعد عام من عاصفة الحزم التي عصفت بالمليشيات الحوثية وقوات المخلوع..وقد تتحرك قوات الشرعية التي ما زالت ترواح (محلك سر) لاستكمال كسر شوكة الحوثيين في محيط صنعاء ومناطق نفوذهم التي ما زالوا متشبثين بها رغم الدعم الكبير الذي قدمته قوات التحالف ورغم الضجيج والتهويل الإعلامي لمعجزة قد يحققها الجنرال العجوز على خصومه الحوثيين..وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة..