fbpx
دباسة العسل..

بقلم : عبدالقادر زين بن جرادي

سلام لبلاد السلام حضرموت..

لم تزل كرة الجنوبيين في الملعب الحضرمي ، الذي يشكل في نظر العالم الخارجي والعقلاء الجناح الجنوبي الاكثر عقلانية وهدوء ، ولديه المرونة الكافية للتفاوض ، فهو إلى حد الآن لم يحاول الزج بحضرموت في صراعات مسلحة ، بالرغم أنها لم تزل تخضع لسيطرة جنود الحليلي التابع لقوات الأحمر ، التي أعلنت ملسنيا إنظمامها للشرعية، وتتقاسم مع القاعدة مناطق حضرموت التي تتلقى الآن بعض معسكراتها ضربات جوية، لكنها ليست من قبل الشرعية ولا دول التحالف.

الحضارم لم يشكلوا فرق مقاومة ، لا مسلحة ولا سلمية ، ولا اعتقد أنهم سوف يفتحون ساحات حضرموت لفصائل المقاومة الجنوبية ، ولا لأي قوة من أجل تحرير حضرموت ، لانهم يقرأون الأحداث .

أن ما يحدث في اليمن بشكل عام هو اختلافات سياسية تزول بالمفاوضات والحوار ، وبتقاسم مشترك للسلطة، وأن البلاد تتجه إلى دولة اتحادية ، لهذا فهم يعملون على تجنيب حضرموت الغنية بالثروات البرية والبحرية ، الدمار والخراب وسفك دماء أبناء حضرموت المسالمين .

عملوا بصمت وكبحوا جماح كل القبائل الحضرمية ، حتى تلك القبائل التي تهوى السلاح في الماضي وتأقلمت مع المجتمع الحضرمي المسالم التواق للسلام والتنمية والبناء .

لقد كان لهم عبرة فيما آلت إليه أوضاع مثلث الصراعات الدائمة في ساحات عدن ، حيث تم تحريره بسيول من الدماء وقوافل من الشهدا والجرحى ، وماصاحبه من دمار وخراب ، وما تليه من عدم وفاق وانفلات أمني ، وغيره مما لايخدم السيطرة على الأرض المحررة وتأمينها وإعادة بنائها ، وفرض نفسها في مقاعد خارطة مستقبل اليمن .

ولا أستبعد ان الشكل الاتحادي التي تعمل حضرموت جاهدة على الحفاظ على شكل الإطار الخارجي لليمن ، ولكنها تريد أن تكون بذاتها اقليما مستقلا ، ينعم بالسلام والأمان ، يسهل بناءه سريعا ، لانه لم يدخل في هوجاء الدمار ، حتى القاعدة في حضرموت عاقلة لم تخرب وتفجر وتعتقل وتقتل وتتدخل في تغيير أوجه قيادة الدولة في حضرموت .

تلك هي حضرموت التي نشأت في القرن الثالث قبل الميلاد ، لم تزل تحتفظ بحكمة معالجة قضاياها ، وتملك مرونة عالية ، صبرها طويل ، ونفسها أطول ، نشرت الإسلام في شرق آسيا وجنوب شرقها ، وفي شرق افريقيا وجنوب شرقها ، بمساحات اوسع مما نشره الفاتحون بالسيف ، نشروه بأخلاقهم وصدقهم وأمانتهم ، فاصبحوا ملوك وسلاطين تلك الدول ، واصبحت تلك الدول بين عشية وضحاها من اسرع بلاد الأرض نماء ورقي وتطور ، واكثرها أمنا واستقرار وسلام .

فسلام على حضرموت ورجال حضرموت وعقلاء حضرموت ، بلاد الصبر . وكرامات ابو العلاء الحضرمي  ودباسة العسل ..

لا لا .. لا تلقي لها سوم قدهو سومها الجبل
لا لا .. لا ماهي من اليوم قد هي من زمن عمل ..
من جي منها أكل
الشيبان والسقل
والغربان والعول
لا قد قال ياحول ..