fbpx
غياب قضية الجنوب في الكويت.. ومشاركة الحراك

قد يقول قائل كيف تغيب قضية الجنوب في مفاوضات الكويت القادمة بين الشرعية اليمنية وحركة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح صالح ويشارك مكون الحراك الجنوبي في المفاوضات؟

والجواب من خلال متابعتنا كغيرها لما يجري من تطورات واخرها اعفاء نائب الرئيس خالد بحاح وتعين  علي محسن بديلا عنه واحمد بن دغر لرئاسة الحكومة.. وهل لذلك علاقة بالتقارب الجنوبي الجنوبي بعد الورشة الوطنية الجنوبية التي نظمتها رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع, ورفعت صور الرئيس هادي ونائبه السابق خالد بحاح وبعض روسا ونواب روسا الجنوب الذين لايزالون على قيد الحياة إلى جانب رئيس اللجنة التحضيرية . وغيرها من المتغيرات الأخرى التي تؤكد أن اللوبي العامل ضد قضية الجنوب في الخارج , قد غيب قضية الجنوب وبات الحديث عنها تهمه لمن يتحدث عنها كما نسب لأحد القادة العسكريين من ابناء الجنوب في الخارج .

من خلال هذه المؤشرات وغيرها نجد أن مفاوضات الكويت التي أعلنها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ, ستكون مرتبطة بإيقاف الحرب وكيفيه إدارة الدولة وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة وإطلاق السجناء والأسرى و ترتيبات الوضع الأمني. والحوار بين اليمنين للاتفاق على استكمال العملية السياسية التي توقفت بسبب الحرب استنادا لمبادرة الخليج ومخرجات الحوار اليمني بصنعاء وقرار 2216.

 وكل هذه المؤشرات وما اوضحه بعض الأخوة في الخارج. لا تحمل إي عنوان لقضية الجنوب في الكويت,

وبالعودة لتصريحات العميد أحمد عسيري الناطق باسم التحالف .. وانعكاسات مهرجانات التأييد لعلي عبدالله صالح والحوثين في صنعا وخطاباتهم ..يتضح ان التوجه الحالي  لإحلال السلام حتى في حال فشل مفاوضات الكويت فإنها ستتواصل مرة أخرى .

ويتضح من هذا كله أن قضية الجنوب ليست في وارد حسابات دول التحالف والأمم المتحدة ربما ليس تجاهلا لها لأنها قضية قائمة بقوة الحق ونضالات شعب الجنوب منذ 2007, ولا تستطيع إي قوة مهما كان جبروتها غير الله سبحانه وتعالى, أن تلغي عدالة ومشروعية قضية الجنوب. لكن ربما بسبب اعطا الاولية لملف الحرب والصراع على السلطة . ومع هذا إذا حدث أن تم استعراض قضية الجنوب في الكويت فانه سيكون على سبيل التأكيد على أهميتها وليس بحث كيفية حلها من جديد.

وما يخشى منه ربما سيقال أن قضية الجنوب ضمن ملف مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء.

لذلك فقد يكون هناك تواجد لمكون الحراك الجنوبي الذي شارك في مؤتمر الحوار بصنعاء من باب إكمال العدد والشرعية لأي اتفاق كما حصل بتوقيع بعض الأخوة على وثيقة مؤتمر الحوار بصنعاء واتفاق السلم والشراكة مع حركة الحوثي باسم الحراك الجنوبي .

في هذه الحالة فإن التواجد الرسمي لقوى الحراك في الكويت سيكون مهم من خلال مجلس سياسي جنوبي واحد يكون قراره واحد تجاه إي موقف ولا يسمح بتمزيق الحراك بين ممثلي أطراف المفاوضات.. باعتباره الحامل الأساسي لملفها طبقا للواقع والاعتراف بالحراك من قبل الأمم المتحدة في قرار 2041 الذي دعا الحراك للمشاركة في العملية السياسية وطبقا لاعتراف حوار صنعا بالحراك كممثل لقضية الجنوب من خلال حوار لجنة 20في 20 و8في 8جنوب وشمال وهو الحوار الذي قاطعناه في الجنوب ولكننا لا ننكر إي إيجابية فيه.

وسيكون حضور قوى الحراك مجتمعه فرصه للدفاع عن قضية الجنوب وأن لم تكن مطروحة في جدول المفاوضات من خلال إثارتها وطرحها من جديد..

من هذا المنطلق فإن أمام الأخوة قيادات قوى الحراك الجنوبي والمقاومة وهي ضمن الحراك , فرصة أن يشكلوا مجلس وطني  جنوبي سياسي يمثل كل المكونات الاساسية الفاعلة واللجنة التحضيرية والفنية للمؤتمر الجنوبي الوطني الجامع .. ويفوضونهم بالتواصل مع دول التحالف والأمم المتحدة والشرعية. اليمنية وأطراف الصراع الأخرى ,

من أجل تمثيل القضية الجنوبية بواسطة الحراك الجنوبي المعترف به رسميا من الجميع ..وعدم السماح لاقتسام الحراك بين القوى السياسية اليمنية وأطراف النزاع ومصادرة حق قوى شعب الجنوب في طرح القضية الجنوبية ولو في المرحلة الثانية من مفاوضات السلام ..حتى لا يكرر بعض الأخوة المحسوبين على الحراك التوقيع على إي اتفاقات جديدة باسم الحراك بينما قوى الحراك غائبة, ولو حدث مثل هذا التصرف من جديد سيضر بالجنوب وباليمن واستقرارهما ويفقد ثقه شعب الجنوب بالتحالف والأمم المتحد باعتبارهما  من سيشرفون على العملية السياسية بعد انتهاء الحرب,

كما أن اي تجاهل لقضية الجنوبية سيكون ذات تأثير سلبي لا يخدم الخروج الأمن من الصراع المزمن, واحتمال انفجار الصراع مجددا.

فالكره في ملعب قادة الجنوب في الداخل والخارج مع علمنا أنهم لن يتوحدوا خلال أيام وقد عرقل البعض منهم اي مجلس تنسيقي منذ سنوات ,ولكن من باب تكرار المحاولة والتذكير .

وفي حال العجز نرى أن تجتمع القوى المتقاربة في الرؤية من كل الاتجاهات التي تعترف بقضية الجنوب بغض النظر عن الاختلاف في تفاصيل الوصول إلى الحل (قوى الاستقلال واستعادة وبنا الدولة الجنوبية وتقرير المصير) وتحدد رؤية موحدة وقيادة تنسيقية تتسم بالمرونة والذكاء السياسي ولا تعيد تكرار نفس المفردات السابقة التي يتطلب إعادة النظر ببعضها طبقا لتطورات مع ما بعد عاصفة الخليج في اليمن. والتطورات التي حدثت بعدها حتى اليوم.

والله من ورا القصد