fbpx
في ضوء قرارات هادي .. دعوة للتقييم والمراجعة المسؤولة !
صالح شائف
القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي يوم أمس وبغض النظر عن دوافعها ومبرراتها وأهدافها ؛ فهي في نظرنا تحصيل حاصل لممارسة سياسية متبعة منذ ( خروجه السري) من صنعاء في فبراير ٢٠١٥ م و( مغادرته المفاجئة ) من عدن في مارس من نفس العام وهي تعبير عن ( بعض ) تجليات الغموض الذي ساد المشهد السياسي في اليمن ومازال كذلك في كثير من جوانبه ولا سيما لجهة الموقف النهائي من القضية الجنوبية بدرجة رئيسية وعلى صعيد الرؤى والموقف من العلاقات المستقبلية بين صنعاء وعدن
( والأيام والأسابيع القليلة القادمة كفيلة بالأفصاح عن المزيد من تجليات هذا الغموض وتسليط الأضواء الكاشفة على بعض جوانبة وزواياه المظلمة أو المخفية ) ..
فمع الأسف عبرنا خلال الفترة الماضية عن مخاوفنا من سياسة الغموض المتبعة هذه ( ناهيك عن التخبط والعبث والعشوائية ) ومخاطرها المتعددة الأبعاد والإتجاهات ومن نتائجها التدميريه ودعونا وبإخلاص إلى مواجهة كل ذلك بوحدة الصفوف ولململة الأوراق الجنوبية المبعثرة بهدف درء المخاطر المحدقة بالجنوب وقضيته والإنتصار لها عبر رؤية سياسية ناضجة مسؤولة تكون شاملة و جامعة قدر الإمكان ؛ وبتواضع مخلص أجتهدنا في تقديم العديد من الرؤى والمقترحات الملموسة في سبيل ذلك ؛  ولكن مع الأسف لم نجد آذانا صاغية لكل ذلك ؛ بل تعامل البعض ممن يعنيهم الأمر مع ما نكتبه وننشره من موضوعات سياسية في هذا الجانب بصفتها ( مقالات صحفيه ) لا أكثر مع الأسف الشديد !!
أتمنى أن يتدارس العقلاء وكل من يهمهم الأمر ومن كل ألوان الطيف السياسي والإجتماعي والمكونات الجنوبية المختلفه ودون تهميش أو إقصاء إلى الدعوة لعقد لقاء سريع وعاجل ( يتفق بشأن موعده ومكانة وحجم ومستوى المشاركين فيه ) للوقوف أمام الأوضاع المترتبة بالضرورة عن هذه القرارات الرئاسية وتداعياتها المحتملة سلباً وإيجاباً وصياغة موقف موحد من كل ذلك وعلى صعيد العلاقة والتعامل مع سلطة الشرعية اليمنية القائمة ومع التحالف العربي وبصفة خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية والإمارات وبشكل جدي وبروح بناءة ومسؤولة وبعيدا عن الشطط والإنفعالات والضجيج الإعلامي وردود الأفعال غير الحصيفة والمتهوره ؛  لما لذلك من أهمية على صعيد تحديد الخطوات التي ينبغي الإتفاق عليها خلال المرحلة القادمة والتوافق على ذلك ولو بالحد الأدنى وقبل فوات الآوان ؛ وبما يضمن للجنوب الأمن والإستقرار ويجنبه الإنزلاق نحو هاوية الفتنة والإقتتال الذي تدفع به قوى وأطراف عدة ليست مجهولة ولأهداف ليست بخافية على الجميع وتحت يافطات وعناوين ومسميات كثيرة ؛ ولكن الهدف واحد وواضح ومكشوف والمتمثل بضرب عملية التصالح والتسامح الجنوبية وبكل أبعادها الوطنية والتاريخية والأخلاقية والإنسانية وبما يمكّن هذه القوى مجتمعة من بسط هيمنتها وسيطرتها المطلقة على الجنوب الذي تريده ممزقا ومتناحراً ليسهل عليها إخضاعه وحكمه وهذا ما لا ينبغي أن يحصل ولن يحصل مادام في الجنوب شعب حي يعتز بتاريخه وتضحياته ولن يفرط فيها مهما بلغت التحديات وسيجد لعثرته ( السياسية ) منفذا للخروج منها وباباً واسعاً للخلاص .