fbpx
نظرة جنوبية للتعينات الجديدة!

بقلم/نبيل محمد العمودي
كون الظروف شاءت أن تختلف مصالح أخطر رجلي عصابات في الشمال و هما العجوز الأحمر و العجوز الأخر المخلوع الأحمر، فذلك لا يعني إن كأن احدهم الرجل الشرير فخصمه بالضرورة يكون الرجل الطيب..
التاريخ لن ينسى ما أفسده محسن الأحمر الذي تقلبت به السبل و عصفت به الاحداث بين القمة و القاع و في فترات متلاحقة، حتى أصبح اليوم نائبا لهادي..
ناهيك عن ذاكرة التاريخ التي لا ترحم، فإن علي محسن لم يعترف حتى الأن و لم يبدي حسن النوايا، فهو لم يعتذر على ما أقترفت يداه مع المخلوع ، و ما استولى عليه غصبا من أراضي و ثروات لا تخصه و خاصة في الجنوب، ذلك ما يجعله مذنبا حتى اليوم..كما إنه لم يدين يوما و لم يستنكر فترة عمله مع المخلوع..
لا أحد يتذكر منا في الجنوب شئ جميل قدمه هذا الإنسان، بل على العكس نتذكر بأنه كان ذراع عنيف و ظالم للمخلوع، و لم يفلح إختلافهما بإقناعي أنا شخصيا و مثلي الملايين بجديته، و بأن هذا التباين بينهما صلب و بإمكانه الصمود، بل اننا لا زلنا في شك انه مجرد مسرحية من إخراج ثعالب سنحان،
و حتى إن وجد بينهما إختلاف، فأني متأكد انه هش و مجرد عزومة من قبيلي ثالث سوف تصلح بين الذئبيين العليين العجوزين و سينسيا كل شئ..
و قد رائنا نجاح احدهما بجعل الراعي و الاحمر يتصافحا في أحد الفعاليات التي اقامها هادي..
فما بينهما من أسباب القطيعة ليس كبيرا فالدماء التي سألت بسببهما، ليست دماءهما، حتى إن الثروات التي جمعاها من باطن الارض و ظهرها لا زالت تنمو في حساباتهما البنكية و عقاراتهما في شتى أنحاء العالم،
و لا هما نوع من البشر، يملك الضمير ليقلقا بشأن الخراب و الدمار الذي حدث لبلادهما و للجنوب و لا للضحايا الذين سقطوا بسببهما، لأنهما رجلان متشبعان ب أنانيتهما و حب الذات و جلد الآخرين…
تعيين العجوز الأحمر قد يخدم ظرف معارك اليوم لحسم جبهات الشمال، إن سلمنا بأن الأختلاف مع المخلوع لا يزال في أوجه في هذه اللحظات، و لكن الخطورة لو ذاب جليد القطيعة بين الرجلين تحت تاثير حرارة وساطة قبلية حينها سنصبح و بصورة خاصة نحن في الجنوب في مهب الريح، إلا إذا قدر الله غير ذلك، لأن حينها سيكون الرجل قد تمكن بحكم منصبه الجديد من الأعداد جيدا هذه المرة لغزو أخر للجنوب مستفيدا من غلبة التعداد السكاني المهول للشمال، و ربما هذه المرة سيكون الخطر أكبر و أخطر لإنه سيكون غزوا حذرا، قد أستفاد من خبرات و إرهاصات عدوانهم السابقة على الجنوب..
و إن كأن هادي حقا يريد التكفير عن الماضي و إنصاف الجنوب فلأبد ان يتوخى الحذر في التعامل مع هولاء الناس، فلم يحدث منذ توحدنا أن لمسنا منهم شيئا لصالح الجنوب، بل أن أعينهم لا تبارح أراضي و ثروات الجنوب، و مصالحهما الشخصية هي التي تفرض مواقفهما و توجهاتهما، و لا أريد التدخل في شؤون الشمال حين نلاحظ إنهم لم يخدموا حتى بلادهم و لم يستفد من تقلدهم الحكم سوى أسرهم و المقربين منهم و فتات مما يملكون يمنحونه لحاملي مجامر البخور و المطبلين!
اما تعيين بن دغر فيزيد الأمور شكا و ريبة فالرجل حتى فترة بسيطة كأن ذراع المخلوع الأيمن و لازال محفور في ذاكرتنا تلك اللقطة المشينة في المنصة التي همس بها همسة تحريضية في أذن المخلوع ليصفق بعد إن نطقها بكل حماس!
طبعا لا أشكك في نية بن دغر الصادقة في الخلع من المخلوع فربما يكون، سبحان الله القادر على كل شئ، في صحوة ضمير ، و لكني لا أدعمها ايضا، لان ليس هناك ما قدمه بن دغر لفضح جرائم المخلوع و هو الصندوق الأسود بالنسبة للمخلوع، الذي يعرف عنه الكثير.. و الايام كفيلة برفع الستار عن كل ذلك و كشف كل مستور..
و لا أعتقد إن تعيين بن دغر من عدمه يهم أحد في الجنوب، لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن موقعه كرئيس وزراء جعله تحت المجهر الجنوبي فأن إي نقلة خاطئة بسيطة بشأن الجنوب قد تؤدي الى قلب المعبد على رأسه..
و واضح ان الناس في الحبيبة عدن خاصة بدأت تلتف حول سلطتها التنفيذية و الأمنية المحلية و تمنحها الثقة، بمعزل كامل عن السلطة الشرعية و ليس بالضرورة ان يعني ذلك الإعتراف بها، و واضح ان ثقافة الناس بدأت تعترف بصعوبة العودة الى ماقبل العام ٩٠ في هذه الوقت الحالي بناء على المزاج الإقليمي و المصالح المشتركة مع قوات التحالف و تماسك الخندق الواحد ضد عدو مشترك..
و واضح ان الناس بدأت تفهم ان بناء مؤسسات الدولة في الجنوب هي مرحلة و خطوة لمسار جنوبي قادم لم تحدد معالمه بعد!