fbpx
لا بد من الصراحة 2

استكمالا للمقال السابق, والمعنون بـــ ( لا بد من الصراحة بكل الامور ) والذي قلت فيه اننا كجنوبيين, انتصرنا وحققنا مالم نكن نحلم ان نحقق ولو جزء يسير منه, عندما التفينا جميعا حول قضيتنا, وعملنا كلآ من موقعه وامكانياته , وعندما لم نلتفت للمحاولات الشمالية اليائسة, بشق صفنا وتفريق كلمتنا وتشتيت جمعنا, والحقنا بعدونا رغم كل ما يملكه من ادوات الكذب والتزييف والتضليل, وبما لديه من خبرات وامكانيات الدجل والشعوذة وزرع الفتن والاحقاد الدفينة ونبش القبور, وتوجنا انتصاراتنا بهزيمتهم النكراء في حرب العدوان الهمجي الغاشم, من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح, وما تلاها في الفصل الثاني من تصفيات جسدية لكوادرنا من قبل ميليشيا حزب الاصلاح الشمالي الارهابي والمجرم على محسن الاحمر, عن طريق منظماتهم الارهابية المسخ, القاعدة وداعش وانصار الشريعة, هذا لم يكن انتصار لنا وابرازاً لقضيتنا وفرضها على كل الدول والمنظمات والطاولات , بل ايضا افشلنا بها مشروع العدو, وكشفنا حقيقته وبشاعة عدوانه وجرائمه واهدافه, وتحقق للجنوب ارضاً وشعباً, وحتى مناطق وقبائل وافراد, مالم يتحقق لهم, من قبل عن طريق المؤامرات والدسائس والتفريخات السياسية والاجتماعية والمناطقية, التي مارساتها ولعبت على اوتارها قوى داخلية وخارجية, متضررة ومعادية للمشروع الوطني الجنوبي الشامل, المتمثل بفك الارتباط مع دولة العدو, واعلان الاستقلال الكامل بحدود ما قبل 22/5/ 1990م , بدولة واحدة موحدة لا فيدرالية ولا كونفدرالية ولا اتحادية, بل دولة جنوبية قوية ومتماسكة, تسودها الحرية والعدالة والمساواة. 

ان قوة النسيج الاجتماعي الجنوبي وتماسكه وانسجامه التام , لا يحتاج الى ادلة وبراهين, ولا يحتاج الى اقتناع الاخرين به, لانهم يعلمون ان هذا النسيج اكثر قوة وتماسك وتمازج من اي مجتمع اخر, فرغم كل المحالات التي بذلت للتفريق والتفريخ والتمزيق وبعضها محاولات من عشرات السنين, بائت كلها بالفشل والخيبة, والعبرة بما هو ثابت ومثبت على ارض الواقع, وليس بالتشنجات المناطقية والجهوية المعزولة, التي تطلقها بعض القوى الجنوبية الصغيرة, والتي تعمل لحساب اطراف خارجية معروفة, وباختصار يمكن لنا اجمال اهمها على النحو التالي
عـــــدن:
عدن عاصمة الجنوب ومنبت الاحرار وحصن المناضلين وحضن الجنوبيين الدافئ فشلت بعض القوى المتمصلحة فيها, من تسويق شعار عدن للعدنيين سيئ الذكر والصيت, ليس لان هذه القوى اساسا لا علاقة لها بعدن, وهي ادري بنفسها منين وكيف اتت, وليس لأنها قوى قليلة وضعيفة ومنبوذة, وليس لان عدن نسجت اكبر واقوى مكون اجتماعي وسياسي وثقافي, من جميع المناطق والاطياف الشعبية الجنوبية, ولكن لان مشروعها خارجي وبضاعتها مستوردة , ولا تمت لاي صالح او مصالح حالية او مستقبلية, ولا تحمل اي رؤية واضحة, لا للجنوب ولا حتى لعدن وحدها كجغرافية منفصلة عن باقي الجنوب, لهذا فشل هذا الشعار ومات مقبورا كما ماتت وقبرت ما تسمى بالوحدة اليمنية.
حضرموت
قائدة ورائدة المشروع الوطني الجنوبي الشامل والكامل, وحاملة وحامية قضيته وهويته الواحدة, التي لم يعارضها او يقلل من حقيقتها التاريخية الدامغة, الا اصحاب المشاريع والشعارات المستوردة من خلف الحدود, وهم انفسهم دعاة ورعاة الشعارات المناطقية او حاملي راية اليمننة المنكوسة والممزقة.
لحضر موت خصائصها وخصوصيتها, التي تؤكد على انها هي من ستحمل وستحفظ الهوية الجنوبية, كما حافظت عليها وحملتها من فبل, حتى وان كانت سابقا بدون اسمها, بسبب الافتراءات اليمنية ومزايدات بعض القيادات الجنوبية السابقة وتأثيرات المد القومي والاعيب الاستعمار الاجنبي.
لقد رفعت شعارات وروجت مشاريع لحضرموت, خابت كلها وبائت بالفشل ايضاً, وكانت كلها مشاريع اقل ما يقال عنها انها مضحكة, مثل ان حضرموت فيها مقومات دولة ولأهلها لهجة مختلفة, وكأنها الرقعة الجغرافية الوحيدة في العالم فيها هذه المقومات والمميزات, او ان تقسيم الدول يخضع للهجات ونوعية تفصيل الملابس, والا لكانت اليمن خمس دول والسعودية سبعة عشر دولة والهند ثمانون دولة وامريكا احدى عشر دولة, وقس على هذا المقاس باقي الدول, فوق هذا فان شعار حضرموت للحضارم وحضر موت لا شمالية ولا جنوبية ولا شرفية ولا غربية ولا برية ولا بحرية ولا ارضية ولا فضائية, منتوج خارجي لا علاقة للداخل الحضرمي به, واكثر من استخدمه وروج له هي قوى الاحتلال والفيد والسرقة اليمنية, ليس حباً بحضرموت التي استباحوا كل مقوماتها ومقدراتها, بل حقدا عليها كحافظة للهوية الجنوبية الصافية الخالية من اليمن واليمننة ورائدة المشروع التحرري الجنوبي.
سقطت هذه الشعارات وخابت تلك المشاريع, لان من رفعوها, لا يريدون حرية وكرامة واستقلال لحضرموت, بل يريدونها كمناقصة يقبضون ثمنها او يقدمونها كسلعة يتربحون منها او حتى هدية يسترزقون منها, او لإلحاقها وجعلها ذيل في مؤخرة الركب, بدلا عن ما هي عليه الان, تقود الموكب الجنوبي الشامخ, وتحمل لوائه, والا لو كانت هذه المشاريع حقيقية والنوايا صادقة, لما استطاع احد ان يقف ضد هذا المشروع الوهمي الذي ظلوا يخادعون الناس به عقود طويلة, وها هي حضرموت كعدن وباقي محافظات ومناطق الجنوب, تهب وتندفع بقوة نحو وحدة الجنوب وتحريره واستقلاله, فأول من طالب بإصلاح مسار الوحدة واول من طالب بفك الارتباط واول من اعلن فك الارتباط هم ابناء حضرموت, كما كانوا من اوائل الجنوبيين الذين قاتلوا الاستعمار البريطاني وبعده اليمني, تحت راية واسم الجنوب, ثم ان المليونيات الحضرمية التي كانت تزحف الى عدن وزنجبار والحبيلين اسقطت كل هذه الادعاءات واخدمتها في مهدها, ولو كان طرف ما يستطيع ان يجبر او يغري او يرشي هذه الملايين بعدم الخروج او للخروج بمشاريعه لفعل ذلك, ولكنه يعي النتيجة الحتمية, وما فشل العصبة الحضرمية التي سخرت لها مئات الملايين من الانظمة الطامعة والمعادية للامة العربية وفي مقدمتها النظامين اليمني والايراني وبعض الدول الاجنبية, الا خير دليل.
باقي المحافظات والمناطق
ولعدم الاطالة اكثر من ذلك, فان شبوة ويافع والضالع ولحج وابين وقفت ضد مثل هذه المشاريع, وقاومت الابتزاز والتهديدات ورفضت كل الاغراءات والعروض, التي تهدف الى تقسيم الجنوب او تمزيق نسيجه او التخلي عن مطلب حريته واستقلاله, ولا زال الجنوب لحد الان قوي ومتماسك وملتف حول قضيته العادلة, الا اننا لن نستطيع ان نزعم او نخادع انفسنا, ونقول ان الخطر قد زال والغُمة انزاحت والصف تحصن من كل الاخطار المحدقة بنا, فان كنا قد تجاوزنا الكثير من الصعاب والتحديات الناتجة عن مخططات ومؤامرات الاعداء والطامعين بنا, الا اننا لا زلنا في مرمى الاخطار الكبيرة وفي طريق التيارات الجارفة, الناتجة عن الاختلالات الامنية والفراغ السياسي والامني الذي افرزته الحرب, والذي كاد ان يهشم التماسك الجنوبي اكثر من مرة ويتسبب بتصادمات مناطقية وقبلية, لولا عناية الله وحدها, والناتجة عن تصرفات فردية احيانا وجماعية احيانا اخرى من مختلف الاطراف, تضر بالأخرين وتهضم حقوقهم, ولا نستثنى هنا احد من جميع الاطياف الجنوبية الفاعلة والمؤثرة كالحراك والمقاومة والتنظيمات السياسية والعسكرية والمناطق والقبائل وحتى الشرعية, التي لها اذرع وافرع تمدها احيانا وتضرب بها احيانا كثيرة, فليس لنا الا التنازل لبعضنا والتخلي عن جزء من طموحاتنا وحقوقنا وحتى اطماعنا الموجودة مع الاسف والتي لا ينكرها الا جاهل او متجاهل, نتنازل لبعضنا ومن اجل وطننا وشهداءنا , وليس من اجل غيرنا, فل تتنازل عدن وتتنازل حضرموت وتتنازل يافع والضالع وشبوة وابين ولحج, والا فان الضياع مصيرنا, وواهم من يعتقد انه سيكون شئ بدون كل الجنوب, فإما نكون واحد, او نكون سلع معروضة في الاسواق للمزايدة والمساومة والبيع, فمن لم يستطيع ان يقيم دولة او يثبت هوية رغم كل الفرص التي سنحت, لن يكون اكثر من اجير او مأجور او تابع اوبائع او مبيوع .