fbpx
سنتحرر متى ما أصبح الجنوبيين فاعلين لا مفعولا بهم

بقلم/عبدالوهاب محمد الشيوحي
كارثة حقيقة ان يظل ابناء الجنوب ( مضبوطين ) في وضعية الانتظار لما سيتفق عليها الاخرون لجهة وضع الجنوب ، مأساة مروعة في مآلها ان لا يتحرك الجنوبيين الا بعد ان تضرب جبهاتهم اتفاقات قوى الفساد والارتزاق في صنعاء محمية بأجماع خليجي وعربي مسنود بدعم دولي قوي يجعل من العسير جداً التصدي لها .

المجتمعون والمتفاوضون – بأعتبار ما سيكون – سيتباحثون حول الوقائع المفروضة على الارض , الحوثيين اصبحوا رقم صعب لا يمكن تجاوزهم , المؤتمرين كذلك والاصلاحيين انتهازيين ولديهم بروباجندا تمكنهم من ركوب موجة المفاوضات ليصبحوا امراً واقعا وان كانوا الان مجرد جبناء تولوا يوم التقت الجموع .

الجنوبيين يظن بعضهم انهم فرضوا امراً واقعا , والحقيقة المرة انهم خارج الواقع تماما , صحيح ان الجنوب اليوم اصبح من الناحية النظرية بيد ابنائه لكن من الناحية العملية ليس بيد الجنوبيين من امر الجنوب الا اليسير , بقايا الانقلابيين يملؤون جنبات الجنوب وفتات الشرعية الخائبة يمارسون فسادهم بنظر الجنوبيين وعلمهم ومخلفات الحزب الانتهازي تتحين الفرصة لأعادة الانقضاض على الجنوب .

الشمال او معظمه بيد الانقلابيين والجنوب نظريا بيد الجنوبيين , قد يقول قائل متسائلا فمالذي يجعل كاتب السطور يقر لهؤلاء انهم امراً واقع بينما يصف الجنوبيين بأنهم خارج الواقع . اقول ان الامر الواقع يكون حقاً واقعاً حينما يكون بأمكان من يملكه الدفاع عنه وحمايته وحينما تكون السلطة القائمة عليه هي سلطته ولا يسمح لشذاذ الافاق المرتزقة والهاربين بأن يكونوا هم اصحاب الحل والربط في ارضه او ان يكون بأمكانهم ان يصبحوا كذلك حينما تتاح لهم الفرصة , يمكن للجنوبيين ان يمارسوا ذلك عمليا دون الاعلان عنه , أي بأمكانهم قلب المعادلة السائدة الان لتصبح ولاية الجنوب نظريا في يد غيرهم وعمليا في يد الجنوبيين , هنا سيصبح الجنوبيين على ارضهم امر واقع لا تستطيع ان تتجاوزه أي مفاوضات او اطراف وان حرصت على ذلك .

التحالف العربي ودول الخليج ومثلها دول العالم المختلفة والمنظمات الدولية لن تصنع واقعا جديداً ولن تنزعه من احد بل سترتب وتسوي وضع الاقوياء بما يرضيهم جميعاً ويحقق مصالحها وستبني على ذلك , فيما الضعفاء سيتركون وشأنهم .

كلما اهدر الجنوبيين فرصة اتتهم اخرى , واعتقد انهم الان امام اكبر فرصة يمكن ان تتاح لمن هو مثلهم , بإمكانهم انهم تركوا المثالية التي ليس الزمان ولا المكان محلاً لها وتحلوا بالواقعية ان يبسطوا ايديهم عمليا على الجنوب بأقل التكاليف.

لكن المتابع يلاحظ ان ما يحصل اليوم في الجنوب امراً اخر , وفيما عدا خطوة المحافظ ناصر الخبجي الذي وضع على رأس كافة مديريات محافظة لحج جنوبيين حقيقيين وليس ادعياء فأن بقية المعينين يعملون مع اوفي جهاز اداري هو اما موالي للمخلوع او للشرعية التي لا تعلم ماذا تريد .

لم اكن مطلقا مع خطوة الزبيدي حين رفع العلم الجنوبي في مكتبه في احد مقابلاته لأنه تأتي في السياق النظري الذي سنصحوا منه على لا شيء , اليوم لم يعد يوم الشعارات بل يوم العمل الحقيقي والبناء , اشتغلوا على جعل الجنوب بمعزل عن قوى فساد صنعاء المختلفة وخارج اطار الاعيبهم , اجعلوا سلطتهم على الجنوب وعلاقتهم به مجرد علاقة نظرية لا تتعدى حدود القاعات المغلقة , بإمكاننا ان نستفيد من تجربة اكراد العراق في هذا المضمار او حتى تجربة اكراد سوريا الذين استبقوا المشاورات السورية بأعلان منطقتهم اقليم مستقل .

ماحدث مؤخراً من تحركات شملت الكثير من الاطراف الجنوبية في اطار المؤتمر الجنوبي الجامع والمقاومة وجنوبي السلطة تأتي في السياق الصحيح الذي ينبغي ان يمضي فيه الجنوبيين وبالسرعة القصوى , يجب ان لا تأتي مفاوضات الكويت الا وقد اصبح من العسير تجاوز الجنوبيين فيها او الالتفاف عليهم .