fbpx
الشبل الشهيد عبد العزيز سلام رحمه الله

كثير هم الشهداء الذين قضوا نحبهم، وسجلوا أروع البطولات، وانصع الصفحات، من أخواننا في الجنوب ، لكننا نقف اليوم مع شبل مختلف ، ممن ذهب بنفسه الى أوج المعارك واخطرها…….
فبعد ان التحق رحمه الله بمعهد التدريب في ردفان، كنا نظن انه سيكون في الإحتياط والتعزيز، لأنه مدني، وحديث عهد بتدريب، لكنه مباشرة ذهب الى جبهة بله، ولم يرق له الحال، لأن الجبهة دفاعية، وليس فيها كر وفر، وليس هـــذا مراده وغايته….
وما هي الأ ايام حتى ألتحق بجبهة الضالع ليخوض حرب شوارع وتباب، ومواجهة مباشرة مع العدو، والوقوف بوجه فوهة البركان، بلا هوادة، وبلا خوف، حتى وافاه الأجل مقبل غير مدبر، يحمل نفسه بين يديه ، في مواقف بطوليه رائعة …..
هذه الهمة العالية، والنفس الأبية، والنخوة في بذل النفس، لا تدل الا على عمق الأصالة، وطيب الأصل والمنشأ…
لا عجب فوالد الشبل هو الاستاذ المربي سلام احمد علي الذي لمساته حاضرة وبقوة، في المحيط التربوي والتعليمي، وقل ان تجد مدرسة، أو كادر تعليمي الا وللاستاذ سلام بصمات في وضع لبناته……..
تقديم النفس فداء لللدين والوطن والعرض، قمة في السخاء والعطاء، ولا يمكن للتاريخ ان يسجل هذه الإقدام والشجاعة الا بأحرف من نور، ستظل خالدة بخلود السموات والأرض…..
عادل هو الموت لأنه سيزور كل واحد منا، لكن الذهاب للموت، وطلب الموت من أجل ان يعيش غيرنا بسلام وأمان ، قمة في الوفاء، والإخاء، …….
لا عجب فشهيدنا رحمه الله معروف بين زملائه بالإيثار والعطاء، وكل من رافقه وجالسه أحبه واثنى عليه، وما ذلك الا لدماثة اخلاقه، وسمو نفسه، وعلو أسرته الرائعة………
نم بسلام حبيبنا الرائع عبد العزيز، ستظل مواقفك انفاس نتنفسها للبحث عن الحرية، ويظل أقدامك معلم للأشبال من بعدك، وتظل مدرسة تستفيد منها الأجيال ويظل عطرك يفوح كلما طلعت شمس، وكلما تاقت الشعوب للحرية والأمل
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ ……. ….كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً ……………وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
رحم الله الشاب الشبل المغوار عبد العزيزسلام، وأنار قبره بشائبيب الرحمه، وثبت قلب والديه وأهله بسكينه من عنده ، انه رب رحيم لطيف كريم …

 


والحمد لله رب العالمين
د. عبد المجيد العمري