fbpx
( تقرير) “حزب الإصلاح”.. مسيرة الفشل المتكرر في ظل تخبط المواقف وغموض الاهداف ( محطات وتفاصيل مثيرة لحقائق كثيرة) (2 – 2)
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير ( خاص) ( 2-2):

بناءَ على ما تقدم في ( الحلقة1) وتفصيلا لحقائق فشل حزب الإصلاح، وتحوله الى ظاهرة صوتية، وعلاقاته المشبوهة بالإرهاب، وتقلب مواقفه، وتخبط مسيرته، واعتماده على العمل السري والتخريبي كأسلوب ابتزاز كسبه من حليفه حوب ( المؤتمر الشعبي العام ) الذي يقوده المخلوع ( صالح ). تستعرض هذه ( الحلقة 2) تفاصيل كثيرة، ربما غابت عن الرأي العام، وعن اعضاء وقواعد حزب الاصلاح انفسهم، الذين وجدوا انفسهم يدعمون ويتعصبون لحزب، يحتكره عدد من الاشخاص المرتبطين بمصالح واعمال نهب وفساد، وحقائق كثيرة أخرى.

وكل هذه الحقائق، كانت كفيلة بكشف حقيقة ( الاصلاح ) بانه ليس حزبا سياسياً، بل وان كان هناك تيار بداخله سياسيا، فهو تيار هش، لا يرتقي الى المسؤوليات الوطنية، والمواقف البطولية سياسيا وميدانياً، نتيجة استقواء تيارات قبلية ودينية تقليدية وسيطرتها على الحزب وقراره الذي في اثبتت الايام والسنوات، انه متقلب ومتخبط.

محطات وفرص:

تعددت محطات الفشل التي مر بها حزب الإصلاح، بنفس شكل واسلوب الفشل الذي شهده الحزب (الام) للإصلاح ” حزب المؤتمر الشعبي العام” الذي يقوده صالح.

ويمكن إيجاز أهم محطات الفشل التي مر بها حزب الإصلاح كالتالي:

 

أولاً: محطة التأسيس ونشاطه من 90 – 94م:

افتتح حزب الاصلاح، نشاطه  بتدشين عمليات الاغتيالتنزيل (3) لكوادر الحزب الاشتراكي الجنوبيين، وذلك في سنته الحزبية الأولى، حاصدا العشرات من كوادر الاشتراكي الذي كان ممثلا عن الجنوب فيما تسمى ” وحدة يمنية”، بعد ان كانت أمامه  في بداية التسعينات، فرصة سانحة ليكون حاكما، أو شريكا حقيقياً بالنصف في حكم اليمن، خاصة في انتخابات عام 93م، والتي كان بإمكان الاصلاح ان يلعب دورا فيها، لتعزيز الوحدة اليمنية، والوقوف بوجه صالح وفساده، واسلوبه العنجهي في الحكم، ومنع اقصاء كوادر شريك الوحدة، لكن الاصلاح انخرط مع حزب المؤتمر في تعزيز الاستبداد والاستفراد بالحكم، واقصاء الشريك الوحدوي الجنوبي، بل ذهب الاصلاح لتنفيذ رغبة صالح، والاشتراك مع عناصر المؤتمر ومخابراتهم في تصفية واغتيال كواد الحزب الاشتراكي.

تنزيل (4)عقب هذه المرحلة، لعب الاصلاح دورا بارزا في التحشيد والتحريض على قتال الجنوبيين والحزب الممثل عنه، في الوحدة، فأصدر الفتاوى السياسية، وكفر الشعب الجنوبي، واطلق مشائخه عنان السنتهم في المعسكرات الشمالية، محرضين على ما اسمي ” الجهاد في الجنوب، وفتح عدن الشيوعية الملحدة ” .  فوقعت الحرب العدوانية على الجنوب، وكان شريكها الاصلاح مكثفا جهوده فيها، دينيا وسياسيا ومليشاويا، بل واستدعى من اسموا حينها ” المجاهدين العرب” الذين كانوا في افغانستان لقتال الجنوبيين.

انتهت الحرب على دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) بانتصار قوى اليمن الشمالية ( الجمهورية العربية اليمنية ) .

ثانياً: محطة ما بعد 94م:

عقب إنتهاء حرب 94م، والتي لعب فيها الاصلاح دورا بارزا في اجتياح الجنوب واحتلاله، وعقب الانتصار الشمالي الذي حققته (الجمهورية العربية اليمنية)، وتمكنها من السيطرة على دولة الجنوب وعلى مواردها وحكمها.

وفي هذه المرحلة جسد الاصلاح فشله الذريع، بعدم قدرته على الصمود في الإمساك بالحكم او بنصفه، نتيجة لغياب الاهداف والرؤية، خاصة ان نجاحهم المؤقت الذي حققوه  ضد الجنوب، كان مجرد تحقيق لرغبة ” علي صالح” الذي يعلم جيدا، لماذا نشأ حزب الاصلاح، وما مهمته.

بدأ صالح أنذاك بإزاحة حزب الاصلاح من الحكم مبكراً، عقب تمكنه من السيطرة على الجنوب، وصرح صالح مراراً ان الاصلاح كان فقط ورقة استخدمها، لكسب معركته مع الجنوب.images (16)

ولكون حزب الاصلاح نشأ تائهاً، فقد  فشل في مواجهة صالح، او التمسك بالشراكة في الحكم، كما فشل في إيجاد قواعد شعبية له في الجنوب، إلا القلة، وخاصة بعد ان مارس عقب انتصارهم في 94م، انتقامات  نابعة عن فتاويه الصادرة، ونفذ عمليات اقتحام لمنازل  قيادات الاشتراكي واعتقل المئات منهم وعذبهم في السجون والمعتقلات، حتى ان بعضهم بات ” مختل عقلياً” جراء تعذيبات السجون، التي كانت تنفذ تحت يافطة ” الشيوعيون والكفرة” .

وخرج الاصلاح من الحكم، بفشل مبكراً في نهاية التسعينات، ليتحول نهجه ظاهرياً، كحزب معارض لسياسيات صالح وحزبه.

 

ثالثاً: محطة ما بعد عام 2000م:images (9)

أصيب الاصلاح من يومها، بعقدة الفشل، ومثل بدايته الفاشلة، بدأ عقب كل فشل يناله، في اللجوء لأسلوبه المرغوب، في العمل السري، واستخدام الاعمال التخريبية والتفجيرات، فشهدت اليمن اعمال تفجيرات شتى، تم فيها تواصل اعمال الاغتيالات، وتفجيرات المصالح الاجنبية، واختطاف السواح والاجانب، وهي العمليات التي كان صالح يتركها تسير بأريحية، فذاع حينها اسم ” الارهاب” بالتزامن مع احداث خارجية وخاصة تفجير برجي التجارة العالمية بامريكا.

كان صالح يستثمر تلك الاحداث التي يرتكبها الاصلاح، ويتركها صالح، بل ويسهل لها المهمات، وربما بتنسيق مسبق مع قيادات الاصلاح في الصف الأول،  في جني الاموال من دول الجوار ودول الغرب، مخوفا اياهم بالإرهاب وانتشاره، وبرز صالح كما لو انه محاربا للإرهاب، لكنه انكشف مع انكشاف ازدواجية تلك العمليات الارهابية وتعدد منفذيها ومعديها ومخططيها بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح اليمني.

وفي هذه المرحلة فشل الإصلاح، في أن يكون حزبا سياسيا نظيفاً، ولو معارضاً، ولم ينل غير الفشل، والتفكك الجزئي، قبل أن يتلافى ذلك بالدخول في تحالف معارض مع  ألد اعداءه وهو ” الحزب الاشتراكي اليمني”

 

رابعاً: فشل جديد  للاصلاح ضمن احزاب المشترك:images (5)

وفي هذه المرحلة، نوى تيار داخل  الاصلاح، ان ينتقلوا به، من اسلوبه القديم الذي نشأ عليه، الى العمل السياسي، فدخل في أكبر تناقض مع نفسه، باختيار ان يكون شريكا سياسيا مع ( الحزب الاشتراكي اليمني) الذي كان يعتبر العدو الأول للإصلاح، وذلك ضمن تكتل يضم ستة احزاب اخرى سمي بــ” احزاب اللقاء المشترك”.

ويؤكد كثير من السياسيين، ان انتهاج الاصلاح لهذا الأمر، ودخوله في هذا التناقض واختياره التحالف مع الاشتراكي، كان ناتجا عن هروبه من تهمة ” الارهاب ” التي باتت ملتصقة به، محليا ودولياً، فانتقل الاصلاح من اقصى اليمين المتطرف، متحالفا مع أقصى اليسار المتطرف ايضاً.

لكنه فشل، في إزالة تهمة الإرهاب عنه، نتيجة استمرار بعض قياداته، في دعم نشاطات الارهاب، عبر بعض جمعياته التي اعتمد الاصلاح عليها كأسلوب في استقطاب الاعضاء، وكان يجمع اموالاً من دول الخارج وتجار، تحت يافطة ” العمل الخيري”، وسجلت عليه اعتقال بعض قياداته في دول خارجية بتهمة جمع الاموال لتمويل اعمال الارهاب.

سجل الإصلاح فشله في ازالة تهمة الإرهاب عنه، مع إدراج عدد من قياداته ضمن المطلوبين عالمياً في قوائم الارهاب، رغم تحالفه مع حزب الاشتراكي اليساري الذي يتجرد من الارهاب باعتباره ايدلوجيا مناقضا للتشدد الديني.

 

خامساً: مرحلة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني:images (8)

في هذه المرحلة، خرج حزب الاصلاح، ومعه احزاب المشترك، بدعوة لإجراء حوار وطني يمني، وكان القيادي المرموق والتاجر الاصلاحي ” حميد الاحمر” هو ممول تلك الدعوة، ورئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي اعلنت من طرف واحد.

وحتى في هذه الدعوة التي كانت تعد ” وطنية ” فشل حزب الاصلاح فيها، رغم تمويلها المالي الضخم، وشكلت مجرد جسر عبور لـ” علي عبدالله صالح” على الاحزاب السياسية المعارضة الحقيقية، وفشلت دعوة لجنة الاصلاح وحميد للحوار الوطني،  والتي كان يرفضها صالح، فلجأ الاخير للدعوة للانتخابات الرئاسية الشكلية. وهي المحطة الأخرى التي فشل الاصلاح بمعية شركاءه في النجاح فيها نتيجة عقدة الفشل التي رافقته منذ تأسيه.

 

سادساً: مرحلة انتخابات الرئاسة 2006م:images (1)

وفي هذه المرحلة الجديدة من الفشل، برفقة احزاب المشترك، تعرض الاصلاح لانقسام داخل تياراته، وخاصة التيارين القبلي والديني، اللذين كانا متحكمين بالحزب منذ نشأته، فيما تعرض التيار السياسي في حزب الاصلاحي للتهميش من قبل التيارين المذكورين.

وعندما حانت ساعة الصفر للتغيير الرئاسي، الذي اختار تيار حزب الاصلاح  السياسي ومعه احزاب المشترك، ليكون السياسي المخضرم ” فيصل بن شملان” مرشحهم في تلك الانتخابات، مقابل مرشح المؤتمر الشعبي العام ” علي عبدالله صالح”، خرج التيارين التقليديين في حزب الاصلاح بتصريحات مؤيدة لــ”صالح” في تناقض واضح داخل الاصلاح، وبروز الفجوة بجلاء بين تياراته، ووجه الشيح – عبدالله بن حسين الاحمر- أكبر ضربة لتيار الاصلاح السياسي، عندما أيد ” علي عبدالله صالح” في الانتخابات بمقولته المشهورة ” جني تعرفه ولا انسي ما تعرفه “، كما أيد صالح في الانتخابات قيادات بارزه في الاصلاح منهم ” علي محسن الاحمر وعبدالمجيد الزنداني وغيرهم”. تنزيل (2)

وفي نفس الوقت الذي كان يدعي الاصلاح فيه ترشيحه لــ(فيصل بن شملان)، كان له مرشحا رئاسيا باسم مستقل وهو القيادي في حزب الاصلاح ( فتحي العزب).

لكن الاصلاح، حينها فشل ومعه احزاب المشترك في إزاحة الفاسد صالح وحزبه، من الرئاسة والحكم، فشكلت تلك المرحلة اضافي جديد للاصلاح في تأريخه.

 

سابعاً: ظهور الحراك الجنوبي وفشل الاصلاح في التسلق:

عقب تلك الانتخابات التي نجح فيها صالح بشكل او بآخر، ومع  تراكمات الفشل لحزب الإصلاح، كان الجنوب يعيش مخاض ثورة شعبية، بعد ان يأس شعبه، من متاهات الشمال وتمثيلياتهم المعهودة، فبدأ التململ الشعبي الجنوبي، وظهر الحراك الجنوبي بمسيرات سلمية حقوقية، هزت أركان ” علي صالح وحزبه” وباتت الدعوات الجنوبية تطالب بالشراكة الوطنية للجنوب، غير ان مسيرات الجنوبيين تعرضت للقمع الوحشي والقتل الاجرامي، في ممارسة المكابرة والعناد الذي ظن صالح انه سينتصر فيها، وهو ما انتج تصعيد الخطاب الجنوبي، ليتحول الجنوبيين من المطالبة بالحقوق، إلى المطالبة السياسية، فرفعت شعارات ” فك الارتباط بين دولتي الجنوب والشمال وإنهاء الوحدة اليمنية”.images (12)

وفي هذه الاثناء، كان سعي حزب الاصلاح حثيثاً، لركوب موجة الثورة الجنوبية برفقة شريكه الحزب الاشتراكي اليمني، إلا الاثنين فشلا في استخدام الحراك الجنوبي السلمي، لابتزاز صالح ونيل شراكة في الحكم معه، ورأى الكثير من السياسيين الجنوبيين حينها، ان الاصلاح وشركاءه يسعون للسيطرة على الحراك، وتقديم خدمات لصالح من خلال محاولة تهدئة الشارع، التي سعى فيها الاصلاح كثيرا، حتى تحول في فترة من الفترات الى وسيط بين الحراك وصالح، لكن رغبة الجنوبيين كانت قد وصلت الى مرحلة ” اللاعودة”.

ففشل الاصلاح في الاثنتين، وهما استخدام الحراك لابتزاز صالح، وفشل ايضاً في محاولة تهدئة الشارع الجنوبي، حيث أكد الجنوبيين حينها، ان الاصلاح لا يختلف عن صالح وحزبه وكلاهما قوى ” احتلال للجنوب” بل ذهب خطاب بعض الحراكيين الجنوبيين الى ضم الاشتراكي ايضاً مع ” الاصلاح والمؤتمر” .

حينها فشل الاصلاح، فشلا ذريعاً، وخاصة بعد ان تحول بعض قياداته، واعلامييه، الى اعتبار الحراك الجنوبي الشعبي السلمي، عدوا لهم أكثر من وباتوا يهاجمونه اكثر من المخلوع صالح.

 

ثامناً: الربيع العربي وثورة الشباب 2011م:images (11)

في الوقت الذي استمر فيه الشعب الجنوبي في ثورته، وتوسع نطاق الحراك كالنار في الهشيم، ظهرت ثورات الربيع العربي، وكان لصنعاء نصيب منها، فأعلن في 2011 عن ” ثورة شباب التغيير” التي تعرض فيها الشباب في الشمال والجنوب ايضاً، لعمليات اجرامية ومجازر جماعية، ارتكبها المخلوع صالح وحزبه وقواته.

كان الاصلاح يعتبر نفسه جزءاً من تلك الثورة، وكل احزاب المشترك، فإجتمع الحوثيين والاصلاح والاشتراكي في مواجهة ” صالح” وقدم الشباب تضحيات جسيمة، وفي تكن الفتاوى الدينية بعيدة عن الأمر، كما لم يكن الاصلاح بعيدا عن الارهاب، إذ خرج زعيم الاصلاح الروحي – عبدالمجيد الزنداني – بخطاب تأريخي امام جموع المحتشدين في ساحة التغيير بصنعاء، معلنا عن ظهور ما اسماها ” الدولة الاسلامية”، وهو التصريح الذي اعتبره كثير من المراقبين خطير، ورطبوه بالجماعات الارهابية  التي باتت اليوم على حد وصف الزنداني تسمي نفسها ” الدولة الإسلامية – داعش” .images (3)

حينها نجح الاصلاح وشركاءه، من التسلق على تلك الثورة الشبابية، عقب الانضمام الشكلي والمخطط له، حينها لــ( الرجل الثاني في اليمن وشريك صالح التأريخي ” علي محسن الاحمر”  لثورة الشباب)، فتم بيع ثورة الشباب بثمن بخس، مقابل نيل الاصلاح وشركاءه مكانا في الحكومة اليمنية، ضمن تشكيل ما اسمي ” حكومة وحدة وطنية”، بحسب اتفاقية سميت  “المبادرة الخليجية” والتي نصت خروج صالح شخصيا، من الرئاسة، مع بقاء حزبه واقاربه في  نصف الحكم، ونيله حصانة قضائية تمنع محاكمته عن جرائمه، وهو ما اعتبره كثيرين حينها ” انتصارا لصالح” بعد ان حل محله ” نائبه هادي”، وفشلاً لاحزاب المشترك، وفي مقدمتها ” حزب الاصلاح” الذي تسلق على تضحيات شباب ثورة التغيير، بائعاً دماءهم بمناصب سياسية وهمية كان لا يزال ” المخلوع صالح” متحكما بها.

ففشل الاصلاح مجددا في هذه المرحلة، وتورط من اختارهم لتمثيله في مناصب وزارية واخرى محافظين ضمن التقاسم المحاصصة الحزبية، في عمليات فساد ضخمة جداً، مع فشلهم في إدارة وزاراتهم، فشكلوا اضاف من الفشل لحزب الاصلاح.

 

تاسعاً: إنتخابات هادي الرئاسية:

في الوقت الذي كان يجري فيها كل ما ذكر عقب ثورة شباب التغيير الشمالية، كان الحراك الجنوبي، اكثر تصميماً وإرادة في السير قدما، نحو تحقيق هدفه الذي وصل الى مرحلة المطالبة بــ” تحرير الجنوب واستقلاله”.

فبرز  الاصلاح للواجهة، وهذه المرة كشريكا في ارتكاب عمليات قتل، في يوم الاقتراع لانتخاب هادي رئيسا ومرشحا وحيدا للانتخابات، يوم 21 فبراير 2012م،  معتقدا انه سيحقق الانتخابات في الجنوب، ويسيرها بشكل طبيعي، لكن شعب الجنوب استمر منتفضا رافضاً لتلك الانتخابات، وخرج بمسيرات شعبيه لرفضها، فتعرض المئات من الشباب الجنوبيين للقتل العمد وجرح واعتقل آخرين.

ففشل الاصلاح مجدداً، في تطويع الجنوب، وتجاوز موجته وثورته الشعبية، وفشلت الانتخابات بالجنوب، وانتخب الشعب الشمالي الرئيس والمرشح الوحيد الذي يدعمه الاصلاح وشركاءه. بعد ان باتوا في مناصب وهمية معتقدين انهم امكسوا الدولة وسيطروا على الحكم، لكنهم فشلوا فشلا ذريعاً، إداريا وامنيا وسياسيا واقتصادياً. بالتزامن مع استخدام المخلوع صالح، لأسلوبه المحبب الذي تغذى منه الاصلاح، وهو التفجيرات والاغتيالات والتخريب لأنابيب النفط وابراج الكهرباء وغيرها.

 

عاشرا: مرحلة ما بعد انتخابات هادي رئيساً:

اختير او انتخب هادي رئيساً، وبدأ الاصلاح في التغلغل بمفاصل الحكم، بعد ان عين اعضاء من حزبه في مناصب عسكرية، ومناصب محافظين في عدد من محافظات  الشمال، والجنوب ايضاً، و ابرزها ” عدن” .

وحينها، خرجت دعوات لقيادات حزب الاصلاح، تؤكد على قمع الحراك الجنوبي  السلمي وايقاف مسيراته، وإزدادت عداوة وسائل حزب الاصلاح للحراك الجنوبي السلمي، فحرضت على قتل المتظاهرين السلميين، ودعت تلك الوسائل الاعلامية قوات صالح والاصلاح الى قمع المظاهرات الحراكية، فتم ارتكاب المجازر في مختلف مناطق ومحافظات الجنوبي، وكان الاصلاح بطلاً للعديد من تلك المجازر، ابرزها المجزرة التي ارتكبها الاصلاح بدعوة واوامر من المحافظ الاصلاحي في عدن ” وحيد رشيد” وذلك في يوم ذكرى، انتخاب ” هادي” رئيسا ومرشحا وحيداً لليمن بتاريخ 21 فبراير 2013م، وهي المجزرة التي هزت مشاعر الجنوبيين من المهرة الى باب المندب، وادانتها منظمات محلية ودولية.images (14)

وسجلت تلك المرحلة فشل جديدا للإصلاح والمؤتمر معاً، بععجزهم عن  ايقاف المد الحراكي الثوري الجنوبي السلمي، وباتت جرائمهما المشتركة – أي صالح وحزبه والاصلاح –  تعيد الى الاذهان، جرائمهم بحق شعب الجنوب عام94م، وتم تجديد فتاوى التكفير والقتل لمن اسموهم ” الانفصاليين الجنوبيين” فاطلقت الفتاوى الدينية المسيسة، لكنها بائت بالفشل نتيجة تكرارها السمج، والمبتذل، والتي كانت دافعا لدى الجنوبيين لزيادة النشاط الثوري والنضالي، فإزدادت مسيرات الحراك قوة وحضورا وتوسعاً، حتى اصبحت المسيرات المحدودة، مليونيات شعبية عارمة، اثبتت ان الحراك الجنوبي رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، رغم تزوير ارادته والصمت العربي والدولي، الذي كان يقابل به الحراك.

ففشل الاصلاح وشركاءه والمؤتمر وحلفاءه، معاً في ايقاف امواج الجنوب الشعبية الهادرة، او حرف مسارها في المطالبة والاصرار على تحرير واستقلال الجنوب.

وهي محطة أخرى من محطات فشل الاصلاح، ودليل على منهج الاصلاح وهدفه الذي جاء من أجله منذ البداية، وكم اثبت التأريخ تكرار نفسه بعد سنوات طويلة في تحالف ” الاصلاح والمؤتمر” في الحرب ضد الجنوب.

تشوهت حينها صورة الاصلاح اكثر، وبات الخلاف واقعا بقوة بينه، وبين شركاءه في تكتل المشترك، وخاصة الاشتراكي، فانطلق الاصلاح معاديا الاشتراكي، ومشيدا بصالح وحزبه المؤتمر، وهي التناقضات التي يمتلئ تأريخ ومسيرة حزب الاصلاح بها.

 

احد عشر: الحوار اليمني:

عقب تلك الانتخابات وما اسميت المرحلة الانتقالية، التي تعمد الداخل اليمني الشمالي، والخارج، في ترك الجنوب بعيداً منها، كأسلوب للتهميش والاستبعاد، جاءت مرحلة ما سمي “الحوار الوطني اليمني” واختير ممثلون مزيفون، عن الحراك الجنوبي، وشهد الجنوب مسيرات مليونية داعية لتصحيح مسار الحوار، ورافضه لأسلوب القفز فوق القضايا وتزوير الارادة الجنوبية.تنزيل (5)

فاشتركت كل الاحزاب والقوى الشمالية في تلك المسرحية، وبقي الحراك الجنوبي صامداً، وتعرض ناشطيه للقتل والاغتيالات والقمع والسجن والمطاردة، فتحاور المتحاورين في فندق موفمبيك، وخرجوا باتفاقات، اوقعت الخلافات بينهم، رغم توقيعهم وتوافقهم عليها، وخرج الحوار في نهايتهن بقرار سلطوي، وليس ناتجا عن الحوار، قضى بتقسيم اليمن الى ” ستة اقاليم” ضمن ” دولة اتحادية بدلا من وحدوية” وهي النتيجة التي كان يرفضها جميع القوى الشمالية ” مؤتمر واصلاح وحوثيين”، بل يرفضون الحوا رمن بدايته، ويرفضون أي تواجد لدولة حقيقية  يحكمها الدستور والقانون، حتى وان كانت ضمن وحدة يمنية حقيقية، وهو ما افصح عنه الرئيس عبدربه منصور هادي في حوار الأخير والمطول مع صحيفة ” عكاظ السعودية” والتي كشف فيها ان تيارات في الاصلاح وحزب صالح والحوثيين كانوا يفضون الحوار ونتائجه.images (17)

ففشل الحوار اليمني، وتحول من نقطة اتفاق، الى نقطة حرب، ضمن اتفاقيات مسبقة، لاجتياح الجنوب، وحكمه بالحديد والنار، ففشلت تلك الخطة وكان الاصلاح مع المؤتمر والحوثيين ابطال ذلك الفشل.

 

 

ثاني عشر: حرب 2015م:

لم يمضي على الحوار أشهرا، حتى تفجرت الحرب في الشمال،  وتحالف ” المخلوع صالح مع الحوثيين”، فيما وقف ” الاصلاح شكلياً مع هادي” وتم الانقلاب على هادي والحكومة، باقتحام صنعاء من قبل الحوثيين والمخلوع، وتم وضع هادي وحكومة بحاح، تحت الاقامة الجبرية.

حينها  فر الاصلاح من صنعاء،  رغم انه يعد صاحب القواعد الشعبية المنافسة لحزب المخلوع، ، وغادرت قياداته صنعاء، بعضهم الى عدن، والاخرين الى الخارج،  ورفض الاصلاح الذي يعد حزب مسلح يقابل المؤتمر في قواعده الشعبية بالشمال، وفي سلاحه ومعسكراته الوقوف والدفاع عن نفسه وعن هادي وحكومته.

وبهذا، سجل الاصلاح، فشلاً جديداً، في مسيرته، والحفاظ على مواقعه ومناصبه، ومعسكراته، فترك معسكراته وجامعاته للحوثيين والمخلوع، وفشل في الصمود، وسقط شعبيا وسياسا واستأثر الحوثيين بمناصبه ومناصب شركاءه.

عقب ذلك الفشل، تحول الاصلاح ، نتيجة الشعور بالنقص والهزيمة، الى معاداة الجنوبيين ودعواتهم باستعادة دولتهم، وبدلاً من أن يقف بوجه الحوثيين والمخلوع، كانت مواقفه في ترك الحوثيين والمخلوع ينقلبوا على هادي، ويوسعوا سيطرتهم على اليمن شمالاً، وجنوباً، بناءً على اتفاق بين قيادات الاصلاح والحوثيين ضمن اتفاقية مع الحوثيين في صعدة، مثلهم فيها  امين عام الاصلاح “عبدالوهاب الانسي”، تنص على ان على الحوثيين قتال ” الحراك الجنوبي ” والحفاظ على الوحدة اليمنية، مقابل عدم مواجهة الاصلاح للحوثيين او اعتراضهم على توسع الحوثيين والمخلوع.تنزيل

وهو ما حدث بالفعل فحشد الحوثيين واجتاحوا الجنوب، برضاء الاصلاح، الذي بات في موقف ” مزدوج”، غير ابهين بإرادة شعب الجنوب، وتحولات المرحلة الحساسة والخطيرة على الداخل والخارج.

لكن الاصلاح المنقسم بين تأييد الحوثيين لاجتياح الجنوب، وبين الوقوف مع هادي الذي لجأ الى الجنوب، فشل في موقفه المزدوج، وبات فاشلاً جنوباً وفاشلا شمالاً.

ثالث عشر: عاصفة الحزم وانتهازية الاصلاح:

مع بداية الاجتياح الشمالي للجنوب، الذي نفذه ” تحالف2015م” على غرار اجتياح 1994م” كانت عاصفة الحزم العربية، بالمرصاد للاجتياح، نتيجة تداخل المخاطر والتهديدات، للأمن القومي لدول الخليج العربي، جراء محاولة عملاء ايران في الشمال، الوصول الى عدن وباب المندب، وتسليمهما لايران، الراغبة في تنفيذ مشروعها المعادي لدول الخليج والدول العربية.

فتم اجهاض الاجتياح بتضحيات المقاومة الجنوبية، المسنودة بالتحالف العربي، واللذين وقفا صامدين وسطروا ملاحم بطولية في التصدي لعدوان مليشيات إيران “الحوثيين والمخلوع صالح”، فيما ترك الاصلاح مناطقه الشمالية وقواعده مستسلمة لرغبة تلك المليشيات، وبموافقة مع قياداته العليا، لإجتياح الجنوب الذي خرج عن سيطرة الشمال وقواه .

حينها، لم يكن امام حزب الاصلاح، الى محاولة ركوب موجة المقاومة الجنوبية، في نية للانقضاض على الجنوب، عقب تحريره من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، لكنهم فشلوا مجدداً، فاستدعوا اسلوبهم القديم، في الانتهازية والعودة للعمليات الارهابية والاغتيالات جنوباً، وفي عدم المشاركة شمالاً في المعارك لتحرير محافظات الشمال، الا بشرط اساسي وضعوه على التحالف، وهو ان يتم تسليم الجنوب لهم لحكمه.

لكنهم فشلوا في ذلك، فتركوا محافظات الشمالي نهشا للحوثي، وباتوا يحتكرون السلاح الذي يدعم به  التحالف جبهات القتال الحقيقية في محافظات الشمال، حتى لا تتحرر تلك المحافظات، بعيدا عن الاصلاح، وهو ما أخر تحرير تعز وإب ومأرب والجوف ايضاً.

وزير الدولة الاماراتي لشؤون الخارجية يكشف حقيقة الاصلاح في معارك تعز

وزير الدولة الاماراتي لشؤون الخارجية يكشف حقيقة الاصلاح في معارك تعز

وباتت المعارك في الشمال، مربوطة بشروط انتهازية وابتزاز حزب الاصلاح، في محاولة لتغيير واقع في الجنوب  الذي لم يعد باستطاعة أحد ان يغيره، لأنه جاء نتيجة طبيعية، لمقاومة جنوبية باسله، وتضحيات جسام، يقابله فشل في الشمال بطله حزب الاصلاح الغير قادر على المواجهة، والفاشل في اختيار واقتناص فرصة تأريخية رميت إليه.

ففشل  الاصلاح مجدداً، في ان يكون خصما قويا مدعوما بالتحالف العربي، ضد مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح،  ويتربع على عرش القرار في الشمال، لكنه للأسف حاول ولا يزال مستمرا بتحويل عداءه للجنوب، والمقاومة الجنوب والحراك، اللذين اثبتت الأيام انهما اهلاً للمسؤولية وأكثر اخلاصا للأهداف العربية والقومية، وللدين والأمة العربية.

فها هو حزب الاصلاح الفاشل، يترك اقتناص الفرصة الذهبية التي يقدمها التحالف العربي له، في ان يكون قوة حاكمة لشمال اليمن، بدلاً عن مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، والتي يمكنه نيلها فقط بتحركه لتخليص محافظات الشمال من المليشيات، والسيطرة على صنعاء، وطرد الحوثيين والمخلوع منها، لكنه يأبى ذلك، ويدفن رأسه كالنعامة في التراب، ليطل برأسه من جديد، معاديا للجنوب وللتحالف العربي، وللنصر الذي تحقق جنوباً وفي بعض مناطق الشمال، وذلك في ازدواجية فاشلة جديدة من حزب الاصلاح،.

ومرة أخرى يحاول الاصلاح ان يعوض فشله، ونقصه،  في تسخير اعلامه وتصريحات قياداته ونشطاءه، ضد المقاومة الجنوبية والنصر الذي تحقق في الجنوب، أكثر من استخدامه لإعلامه ضد الحوثيين والمخلوع صالح. وهو ما يجعل الاصلاح بالفعل ” ظاهرة صوتية” كما يثبتها التأريخ. ولا تزييف أبداً في ذلك، وللناظر ان يحكم فيما يراه واضحا في المشهد اليوم.

 

خاتمة:

بعد ان اوجزت التقرير المكون من ( حلقتين) حقائق تأريخية ومسيرة حزب الاصلاح، التي لا ينكرها احد، لا يمكن بالمقابل، ان يدعي أحد ان الاصلاح لا يملك شيئا من المواقف، بل له مواقف لا ينكرها التأريخ، حتى وإن كانت ضمن انقسامه بين تياراته، التي كان يريد احدها ان يرتقي بالحزب وينتشله من واقعه الفاشل، ويخرجه من عباءة ” قيادات الحزب الديكتاتورية”، لكن تلك المحاولات لم تفلح، امام سطوة المصالح التي لم يجد قيادات الحزب الإخواني، غيرها في التكسب، مما جعل الكثير من قيادات وقواعد الحزب يغيروا اتجاهاتهم، سواء في الجنوب الذي لم يعد للإصلاح أي شعبية فيه، غير قليل من الشخصيات التي ترتبط بمصالح او عمل او مناصب، كما هي في الشمال ايضاً.

لتيار حزب الاصلاح السياسي مواقف سياسية، لكنها لا ترتقي الى مستوى المواقف القوية القادرة على تغيير مسيرة حزب بأكمله يتفرع الى تيارات وتحكم سيطرتها عليه، التيارات التقليدية الدينية التي أرادت لهذا الحزب أن يكون وسيلة فقط، مثلما تم وضع تلك الوسيلة والمخطط منذ بداية ولادة الحزب من ضلع حزب المؤتمر الاعوج.

وخاتمة الخاتمة، هو ان ما ذكر ليس تجنيا على حزب الإصلاح، ولكن سردا لحقائق، لا يستطيع احد نكرانها، مهما اختلفت الآراء وتنوعت الاتجاهات السياسية والحزبية، لكن الاخطر في حزب الاصلاح هو ارتباطه بالارهاب وجماعاته، وهو ما يشكل عائقا ايضاً امام الاصلاح وبعض قياداته المخلصة حتى وان كانت قيادات متوسطة الفكر القيادي، في الخروج بالاصلاح الى عالم السياسة والوطنية الحقيقيين، الذي يأمل الجميع ان يكون الاصلاح عند مستواهما واقعياً وسياسيا ايضاً.

 

  • سيتناول “يافع نيوز” خلال تقاريره القادمة، استعراضا لحقائق، احزاب يمنية أخرى، ومحطات الفشل، التي اوصلت اليمن الى حرب مدمرة، عقب فشل تلك الاحزاب في حل الخلافات، وفشلها في الوقوف امام ” مليشيات الحوثيين” التي تمكنت من الانقلاب عل كل الاتفاقيات برفقه المخلوع صالح.

 

 

 

أخبار ذات صله