fbpx
قصص قصيرة من زمن العدوان على عدن – كتب: احمد الجعشاني
شارك الخبر

حي على الجهاد

جلست تصلي وتبتهل الى الله واصوات الانفجارات والمدافع تدوي واصوات الرصاص تخرق مسامعها، نظر اليها وهو واقف امامها وبندقيته على كتفه . استدار نحوها وجلس على ركبتيه امامها واضعا راسه فوق صدرها وهو يقبل يديها بشغف وحنان وهو يقول ليس بيدي لقد فرضت علينا .وقف مستقيما واضعا قبلة اخيره على راسها .

مشى نحو الباب ولم يلتفت اليها

نظرت اليه وحبات من الدمع   تتساقط على وجنتيها

رفعت يديها الى السماء تدعو الى الله

واصوات المدافع تزداد ضراوة وسمعت صوت ينادي وهي تعرفه وبدا من بعيد ..ينادي

ويتخلل الى سمعها وهو يقول  الله اكبر حيا على الجهاد تبسمت ولمعت عيناها وعاد نور محياها اشراقة وذلك  الصوت ينادي الله اكبر حيا على الجهاد

الخبز

ضل واقفا منتظرا في طابور طويل  امام المخبز والسنة النيران واصوات القذائف

تدوي من هنا وهناك وطلقات الرصاص

تتناوب بين حين واخر  ولا يدري من اين

ولكنه ظل واقفا في مكانه منتظرا دوره

وكأن الخوف قد انتزع من جوفه  منذ

اندلاع هذه الحرب .

تمتمأ وهو يحدث نفسه بصوت خافت

سنظل واقفين هنا ننتظر رغيف العيش

او رصاصة الموت..

كانت حنان

ظلت تغسل يديها بالماء حتى تبينت تلك الخطوط الحمراء بألوانها الزاهية على يديها

مما اضاف جمال على جمالها المفعم بالحيوية

والنشاط انها حنان الصغيرة ذات الاربعة اعوام

اشعلت البيت بهجة وسرور وهي تضع الحناء

على يديها احتفال بالعيد عيد الفطر

لبست حلتها الجديدة وحذائها الاحمر الجميل مناسقا لون فستانها ونقشة الحناء في يديها

وتكبيرات تعلو من المساجد .

اخذت عيديتها وخرجت مسرعة تحتفل مع الاطفال في ساحة الحارة تتسابق الى المراجيح وشراء البالونات بوجوه مشرقه وسعيدة تبعث البهجة والسرور الى القلب

لحظات وبينما الاطفال على المراجح يلعبون

واصواتهم تتعالى مردين اناشيد العيد والفرح

كانت قاذفات من النار وهي ترمي بالألسنة اللهب الى ساحة الحارة حيث يلعب الاطفال

ولم تتوقف الا بعد ان ابادة كل من في

الساحة الى اشلاء ممزقه متناثرة واوصال

لحم مشوي يلتصق بالتراب وقطرات الدم

الزكية تتساقط من قضبان المراجيح التي كأنها

كومة من الحديد القديمة واصابع يديها المحناه

كانت اخر ما بقي من حنان

 

أخبار ذات صله