fbpx
عن حوار الكويت وتسليم صنعاء..! – بقلم: صالح المحوري
شارك الخبر


تبدو مؤشرات الحل السياسي في اليمن في افضل مستوياتها منذ عام على إنطلاق ابشع الحروب وأكثرها كارثية في منطقتنا الجغرافية هذه،ثمة تفاهمات تنبعث من بين روائح البارود الفتّاك بين اطراف النزاع تعزز بشكل أو بآخر فرص نجاح جولة الحوار الجديدة المقرر إنطلاقها في الكويت في 18 مارس القادم،مر عام كامل على الأزمة اليمنية التي شهدت صراعاً مزدوجاً بين الحوثيون الموالون لطهران وحليفهم الرئيس السابق علي صالح المُدعم بتشكيلات الحرس الجمهوري من جهة وبين العربية السعودية التي قادت تحالفًا عربيًا ضد فريق الإنقلاب في اليمن وأطلقت العنان لمقاتلاتها الجوية لضرب مواقع المليشيا وقوات صالح في صنعاء وصعدة وعديد مدن يمنية من جهة أخرى،الواضح جدًا إن الصراع اليمني السعودي حاليًا يمكن حصره في بعض المناوشات التي يقوم بها الحوثيون وصالح على الحدود مع السعودية مقابل عشرات الغارات الجوية-في اليوم الواحد على الاقل-التي تدك مواقع المناوشون على حدود الرياض!!
كما هو واضح جدًا الحكومة الشرعية المهترئة قليلاً أو كثيراً تخوض صراعًا مريرًا مع المنقلبين على شرعيتها في شتى المناطق اليمنيةوذلك يبدو مكملاً لصراع بالمعنى الأشمل بين الرياض والشرعية اليمنية من جهة وطرفي الإنقلاب(الحوثيون وصالح) المدعومون من إيران من جهة أخرى.

منذ أشهر حشدت الحكومة اليمنية قواتها المدعومة برجال القبائل وطيران التحالف العربي على تخوم صنعاء وتحديدًا في فرضة نِهم التي تعد المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء،سيطرت تلك القوات على أجزاء واسعة من تلك السلسلة الجبلية بما فيها أحد أكبر معسكرات صالح غير أنها مالبثت إن توقفت بالتزامن مع التطورات اللافتة التي يفرزها المشهد السياسي اليمني،تقول حكومة هادي أنها حررت مأرب والجوف وإن تحرير صنعاء بات وجهتها المقبلة،وهنا وجب التنبيه إن أجزاء من صرواح القريبة من صنعاء لازالت حتى الآن بيد ثنائي الحوثي وصالح!!

اعتقد مثلما يرى الكثير إن إنخفاض رتم العمليات العسكرية على تخوم صنعاء وتوقيفها أيضًا على حدود الرياض دون إغفال صفقات تبادل الأسرى،يبدو مؤشراً على رغبة اطراف النزاع بالمضي قدمًا نحو جولة تفاوض جديدة وخاصة الحوثيون،الحكومة الشرعية كانت قد أكدت على رغبتها في الحل السلمي بشرط تنفيذ القرار الأممي 2216، يبدو الحوثيون أكثر سعياً للحوار لأنهُ لم يعد لديهم شيئاً يخسروه،في الغالب أغلب مواقعهم دُمرت فضلاً عن الفشل الإجتماعي الذي لاقوه وأنتجوه جراء مراهقاتهم وحماقاتهم طيلة عامً كامل من حكم اليمن بأدوات القوة والتسلط والبطش،من الصعب التكهن بنجاح الحوار بيد إن مجريات الأحداث هذه المرة تعطي أملاً ولو ضئيلاً!.

يبدو إن الحوثيون سيسعون في إبراز نيات حقيقية للتقدم في الحوار هذه المرة على عكس جولات الحوار الماضية،وربما يطلقون سراح بعض الأسرى السياسيين والعسكريين،
ويتوقفون عن العبث بضمانات قد تأتي من واشنطن او موسكو غير أنني أعتقد إن صالح ربما يستثني من صفقة الحوار القادمة سياسياً(على الاقل الفترة الحالية مؤقتاً)!غير مُستبعد اطلاقاً إن يعود الحوثيون مجدداً إلى واجهة المشهد السياسي،هم باتوا قوة أمر واقع وجزء رئيسي من الصراع الحاصل والتفاهم معهم بشأن بعض التقسيمات أمر وارد للنقاش!!

لا أعتقد إن هادي سيعود إلى صنعاء!ربما بحاح ،غير أن ترمومتر الثقة يرتفع إلى أعلى مستوياته بشأن عودة الجنرال محسن إلى صنعاء رمزًا !ربما تتدخل موسكو لاجل خروج صالح واستبعد إن يحاكم أو يقتل،لننتظر لنرى القادم.

أخبار ذات صله