fbpx
أقوى المهزومين في صنعاء !!!- بقلم الكاتب/ م. لطفي بن سعدون
شارك الخبر

في الذكرى الأولى لعاصفة الحزم ,شاءت إرادة المولى أن يتم أكبر تخليد لها من قبل أعدائها . فقد احتفلت صنعاء بها في أكبر حشد جماهيري , ولكن بالطريقة الحوعفاشية حيث جمعوا انصارهم ورعاع صنعاء , بالآلاف ليظهروا للعالم بان لهم حاضنة شعبية وانهم لازالوا مسيطرين على الوضع في العاصمة .وكان لابد للزعيم ان يظهر بعجالة في مهرجان الانكسار عله يوهم انصاره والعالم بانه لازال قويا ,وفعلا اوهم عبيده كما هو حالهم البائس دائما ,بصدق تهديداته ووعيده ضد المنتصرين ,المحيطين برا بصنعاء والمتسيدين سمائها. ولكنه كان يعرف في قرارة نفسه, وكل القيادات المحيطة به بحجم الهزيمة النكراء التي وقعوا فيها وانهم قاب قوسين او ادنى من الاستسلام المهين. فالقوة العسكرية التي راهنوا عليها قد تبددت شذر مذر وطحنتها طائرات التحالف وسحقتها المقاومة الجنوبية وبقايا الجيش الجنوبي في الضالع وعدن ولحج وابين وشبوة ,ثم في مارب والجوف وسواحل حجة وتعز والبيضاء من قبل جيش الشرعية والمقاومة الشعبية الشمالية ,وأصبحت هذه القوات البرية المعززة بالآليات والمدفعية الحديثة والمسنودة بطيران التحالف ,على مرمى حجر من صنعاء.وتصاعدت الإنشقاقات والهروب لقيادات الجيش والدولة والحزام القبلي, وقام الحوثي بعقد اتفاقيات أستسلام أحادية مع المنتصر السعودي علها تخفف من شروط الإستسلام المجحفة التي تلوح له بالأفق القريب. فما كان من ثعلب العرب المكار إلا أن يلجأ الى هذه التمثيلية الإحترافية التي أرغم على القيام بها مكرها ,لأنه منذ أن سعى إلى الحكم منذ بداية شبابه لم يكن يؤمن إلا بلغة القوة وتصفية الخصوم عن طريقة قتلا أو تركيعا ,ولم ينظر الى العمل السلمى في تسوية خلافاته مع خصومه إلا بإحتقار دائم.
وحقيقة الأمر فإن مهرجانات صنعاء لا تعدو عن كونها تنافسا بين المهزومين لتحديد أيهما الأقوى على الآخر, ليتمكن من كسب تمثيل أكبر في مفاوضات الإستسلام والإعتراف بالهزيمة أمام القوى المنتصرة المتمثلة بقوات التحالف والشرعية,والتي يجري الترتيب لها برعاية أممية في الكويت في 17/4/2016م. ومحاولة لذر الرماد في العيون أمام أنصارهم ورعاع صنعاء وإيهامهم بأنهم لازالوا أقوياء.أما القوى المنتصرة وبقية العالم فيعرفون حقيقة إنكسارهم وضعفهم ,لأن ساحات المعارك في كل طول وعرض اليمن قد بينت بجلاء هزائمهم المنكرة.
ولكن الخطورة في الأمر هو مانشاهدة من خلافات حادة وتراشق إعلامي قوي بين مكونات معسكر الشرعية ,لحصول كل منها على أكبر قدر من التمثيل في مفاوضات الإستسلام والترتيبات السياسية والإدارية وتوزيع المناصب والإستحقاقات التي ستعقبها . وهذه الخلافات تبين هشاشة العلاقات والتحالفات فيما بينها لأن أغلب القيادات هم من أمراء الحروب والفيد وعبيد المال . وإذا لم تحسم قيادات التحالف هذه الخلافات بسرعة وحزم فسيتطور الأمر إلى تراشق مسلح بين هذه المكونات ,وهو مايسعى إليه صالح والحوثي في هذه الأيام ,ليبعد عنه شروط الهزيمة والإستسلام المذل الذي يراه في الأفق القريب.فهل يتراجع أمراء وشيوخ الحروب والفيد عن نواياهم المدمره ويحكموا العقل ويحتكموا الى كتاب الله وسنة رسولة ومرجعيات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ويقروا بحق تقرير المصير للجنوب وحضرموت .أو أننا سنشهد جولة جديدة من الصراع المسلح الذي بدأت إشاراته تلوح في الأفق.

أخبار ذات صله