fbpx
هل يسعى الحوثيون لسحب البساط السياسي من الرئيس المخلوع صالح؟
شارك الخبر

يافع نيوز – الخليج :

منذ بداية مارس/ آذار الجاري بدأت تحركات بوساطة قيل عنها “قبلية” من الجانب اليمني، لغرض التهدئة في المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وأعلن عن اتفاق لذلك الغرض في الثامن من الشهر الجاري تبعه إدخال مساعدات إنسانية إلى مدينة صعدة معقل الانقلابيين.

عملية ثانية لتبادل أسرى خلال مارس/ آذار الجاري أعلن عنها التحالف العربي الاثنين حيث أكد تسلم 9 محتجزين سعوديين مقابل الإفراج عن 109 يمنيين، وحسب البيان فذلك يأتي في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها بوساطة قبلية، عند الحدود بين البلدين وسط ترحيب باستمرار حالة التهدئة، على أمل توسعها في مناطق الصراع داخل الجمهورية اليمنية، بما يفسح المجال لتكثيف وصول المواد الإغاثية لكامل الأراضي اليمنية ودعم الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي.

الجماعة المسلحة والتي حملت الشعارات الدينية والسياسية ورفضت الجنوح للسلم، والالتزام بأي اتفاق سياسي أبرمته معها القوى السياسية في البلاد واختارت الطريق الدموي للوصول إلى مبتغاها بدأت تلين مؤخراً بعدما دفعت بالبلاد نحو الكارثة، وهو تحرك يراه مراقبون محاولة منهم للحصول على مكاسب سياسية مستقبلية وتفضيل الحياة السياسية دون الموت أمام قوات الشرعية،كما لم يخفِ آخرون احتمال سعي الحوثيين نحو عزل المخلوع صالح الذي بات أقرب ما يكون خارج الدائرة.
– بناء الثقة
كانت إحدى النقاط التي خرجت بها مفاوضات جنيف2 هي إجراءات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية من خلال إطلاق سراح الأسرى السياسيين والعسكريين وفك الحصار عن المدن والسماح بدخول المواد الإغاثية، وهو ما اعتبرها محللون خطوات بدأت من خلال تبادل المحتجزين مع المملكة العربية السعودية وإعلان الحوثيون – وإن لم يكن الأول- القبول بتنفيذ القرار الأممي 2216 ، لكن نقطة التماس بين الانقلابيين والحكومة الشرعية ما تزال مفقودة وإن كان أُعلن عن وقف إطلاق النار ابتداء من 10 أبريل/ نيسان المقبل وانطلاق المفاوضات في 18 من الشهر نفسه.

ومع استمرار التحركات الحوثية منفردين مع المملكة دون أي تواجد لحليف اليوم وعدو الأمس المخلوع صالح، لم يخف حزب المخلوع امتعاضه من تجاهل الحوثيين له ومحاولة إبعاده عن المشهد باعتباره المعرقل للحل السلمي، والرافض –وفق تصريحات المخلوع- لأي حوار مع الحكومة الشرعية والمطالبة بالحوار المباشر مع المملكة.

الباحث والمتخصص في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم ذكر أن ما يتضح هو قناعة الحوثيين أخيراً إلى ضرورة لقاء مسؤولين سعوديين، يمتلكون قراراً في السلطة السياسية والعسكرية من أجل التوصل إلى إنهاء الحرب التي أنهكتهم، والواضح أن الجماعة أدركت أخيراً أن ربط مصيرها بصالح يعني أن تكون هدفاً دائماً لكل القوى المحلية والدولية.
وأشار في تصريح خاص لـ “الخليج أونلاين” إلى أن “الضغوط الدولية مستمرة منذ مضي ثلاثة أشهر على الحرب، وتزايدت الفترة الماضية بشكل مثل عبء على الرياض، فالحوثيون سيتجهون نحو إيقاف الحرب.
وأضاف: “أعتقد أن المملكة لن تتناقش حول مواضيع تخص الحكومة اليمنية، إذ ستدور النقاشات فقط حول الحدود السعودية والغارات وبالتأكيد سيكون هناك وفد من الحكومة اليمنية للمناقشة”.
واختتم عدنان هاشم حديثه بالإشارة إلى ضبابية الوضع الذي قال إنه لا يمكن قراءته بشكل جيد فيما يتعلق بالتنازلات، لكن أكد أن الحوثيين سيتنازلون عن أسلحة تخص الدولة، وقد يقبلون بحكومة وحدة وطنية وتأطير للمرحلة الانتقالية، ومحدودية التواصل مع إيران.

ورغم تهييجهم للشارع ودفعهم بالشباب نحو المعارك ضد قوات الشرعية، إلا أن المعلومات تفيد أن ممثلين عن الحوثي التقوا سابقاً مندوبين من المملكة في مسقط وعمّان بحضور سفراء أوروبيين لوقف إطلاق النار على الحدود كخطوة أولى تتبعها تخفيف للعمليات الجوية وهي النقاط التي يدور حولها النقاش حسب ما يرى متابعون.
– الحوار
فرضية الحوار من أجل إنهاء الحرب تدعمها المعطيات على الأرض، حيث خسر الحوثيون مناطق واسعة وبدوا محصورين في جبال الشمال وسط تقدم متسارع لقوات الشرعية، كما يأتي الحوار إعلاناً لفقدان الثقة بين التحالف الهش مع المخلوع صالح الذي وقف حجر عثرة أمام استئناف الحوار.

كما أن مؤشرات أخرى تؤكد سريان المفاوضات السرية وهي الهدوء التام في الجبهات الحدودية مع المملكة وتوقف غارات التحالف العربي على العاصمة.

الكاتب والصحفي عبد الله دوبله أشار إلى أن ذهاب الحوثيين إلى المملكة قد لا يتجاوز مسألة تسليم الأسير، وتقديم عرض بعدم مهاجمة الحدود السعودية، ودون حتى أي مقابل.
وقال دوبله في منشور على صفحته في فيسبوك إن مهاجمة الحوثيين للحدود السعودية كانت مكلفة لهم، واستنزفت إمكانيات الحوثيين ولذلك من مصلحتهم هم لا المملكة وقف هذا الاستنزاف ليتسنى لهم توجيه قواتهم للمناطق اليمنية الأخرى، والتي لا يبدون حتى الآن أي تنازلات تجاهها.
وأضاف “أن المملكة تريد من خلال لقاء الحوثيين أن تؤكد انفتاحها على كل الأطراف اليمنية بمن فيهم الحوثيين الذين وجهت لهم الدعوة لحضور مؤتمر الرياض، وأن المشكلة معهم هي فقط فيما يتعلق بانقلابهم المسلح على الدولة اليمنية”.

وتوقع دوبله أن المملكة لن تمانع أن يتوقف الحوثيون عن مهاجمة حدودها دون أي مقابل، إذ ليس من الوارد مقايضة الحدود بالتدخل العسكري في اليمن والذي تتجاوز أهدافه مسألة تأمين الحدود المباشرة.
وفيما اعتبر أن “الخطوة المنفردة” التي قام بها الحوثيون تهز الثقة بينهم وبين صالح، استبعد موافقة الحوثيين على التسوية الشاملة “فطبيعتهم المليشاوية تصعب عليهم الاستسلام العسكري وتفكيك المليشيا والقنوع بالمكاسب السياسية”

يغالط الحوثيون كثيراً حيث يقول الشارع اليمني إنهم دفعوا بالبلاد إلى الهاوية ونهبوا مواردها والاحتياطي وتلاعبوا بالعملة ودعموا الأسواق السوداء فيما يطالبون المواطنين “بالصمود”، لكنهم رضخوا بعدما دفع الوطن ثمناً باهظاً وربما يكتفون بتحقيق مصالح ذاتية، وكان من الواجب عليهم الالتزام بمخرجات الحوار الوطني وعدم الانقلاب على الشرعية لإثبات حسن نيتهم.
الشارع اليمني الذي لم يتفاءل كثيراً بتحركات الحوثيين الذين يتخذون من كل تهدئة فرصة لترتيب أوراقهم بيد أنه رأى فيها بداية لجنوح المليشيا المسلحة إلى السلم للحفاظ على ما تبقى من الوطن خاصة بعد الإعلان عن جولة مفاوضات قد تكون الأوفر حظاً للنجاح.

أخبار ذات صله