fbpx
ماذا لو استفاق الجميع ؟!

ماذا لو فجأة انتابت الجميع صحوة ضمير، فانتفض ذلك الانتحاري تحت وخزة من وخزات الضمير حين يصحو.. فيتسأل ما الذي أجنيه بيدي لماذا أصبحت وحشا قاتلا بدون ضمير..

كيف انشد الجنة و انا اتسبب بقتل الأبرياء في عملية أنتحر بها، ثم يتساءل و كيف لمنتحر يمزق جسده أشلاء أن يدخل الجنة؟!

وكيف أدخل الجنة، و انا حتى لم التزم بنص قراتي صريح و أمر واضح من الله و قد أمرني الله بان اطيعهما و ان لا اقول لهما حتى كلمة اف و لا أنهرهما..

كيف أكفر والدي و اعصي أمي و اعتبرهم طغاة، و أحلل دمهما؟!

وبعد ذلك جثى كل ارهابي على ركبتيه و قال متضرعا الى ربه.. ربي تب علي بما اقترفت يداي.. فيصبح من النادمين!

وماذا لو قفز الشاب الضائع التائه عن طريق الحق، عن مخدره و فمه ملئ بالقات، في وقت السحر إثر صوت المنادي و هو ينادي الله اكبر.. الله اكبر..

فعصفت بقلب ذلك الشاب عاصفة من الصحوة و قال ما الذي اقترفه كل يوم حيث ينادي المنادي فجرا بينما انا احشي فمي بأغصان القات او أنفث إلى رئتاي سديم السجائر، أو أغرز جسدي بإبر تحمل سموم المخدرات و أتناول الحبوب التي تفتك بعقلي و وعي، فقام خائفا، يرجو الله العون، و نظف نفسه وتوضى ثم ذهب ليدشن توبته بالصلاة التي يشهدها الملائكة مباشرة… إن قرآن الفجر كان مشهودا..

ماذا لو إن قاطع الطريق يوما صادف قاطع طريق آخر فأهانه و أستضعفه و ضربه و سلبه كل ما يملك و جعله يشعر بالخوف و الضعف، و في تلك الاثناء تماثلت أمامه صور الناس الابرياء الذين تقطع لهم فسلبهم حقهم و حق اطفالهم، وفجأة يعتريه الخوف من الله، و يتردد صدى السؤال في رأسه، اهذا ما أقوم به، إخافة الأبرياء و سلب أموالهم و تعريض حياتهم للخطر.. فيقرر ان يتوب..

و ماذا لو ان قاطع صلة الرحم لأنه شعر يوما بانه لم يكن بحاجة لأهله فقطعهم…ثم وقع يوما فمرض و تخلى عنه الجميع،  فوجد نفسه يحتاج أهله بشدة، ليتفاجأ بهم يحيطون به.. فيفرح و يصحو ضميره و يعرف خطاءه..

فتعود له صحته فيعاود التواصل مع والديه و أهله..

ماذا لو إن رجل كأن يؤذي جاره الضعيف و لم يكن يسمع شكواه و لم يشعر لعذابه والألم الذي يتسبب به لجاره بسبب القمامة التي يرميها بجانب بيته او الضوضاء التي يحدثها او عدم السؤال عنه و عن حاجته او حتى عدم الابتسام في وجهه و اختلاق المشاكل معه…

فيقرر ذلك الجار المسكين الهروب و الانتقال،  ثم يسكن بدلا عنه جارا قاسيا شديد الأذى بالآخرين.. فيتجرع بدوره ما كان يتسبب به لجاره فيندم أشد الندم فيذهب للبحث عن جاره القديم يقبل رأسه يطلب منه السماح فيتعلم درسه في حسن معاملة الجيران..

ماذا لو تعلمنا جميعا من اخطائنا و جنحنا للسلم و شمرنا سواعدنا لبناء مدننا نبتدي بالحبيبة عدن..

ماذا لو التزمنا بالنظام و ساعدنا في الحفاظ على الأمن..

ماذا لو اتجه الطلاب للمثابرة في دراستهم و تميزوا و نجحوا و اصبحوا مؤهلون.. منهم الطبيب و المحامي و المهندس و الطيار و…

ماذا لو خاف جميعنا رب العالمين و على هذا الأساس كانت تصرفاتنا و سلوكنا فانظروا كم من المشاكل ستحل..

و ثقوا باننا إن عاملنا الله في كل ما نقوم به لأصبحنا أكثر تطورا و اعمارا من الغرب الذي لا يؤثر على تقييدهم و التزامهم و بالتالي ارتفاع مردود  إنتاجهم و اعمار مدنهم و مصانعهم و طرقهم و كل مناحي حياتهم، سوى توارث اجيالهم حب النظام و الالتزام به حتى اصبحت روتينا بديهيا في حياتهم، تعودهم التقييد بأنظمة الأرض والالتزام الصارم لقوانين حكوماتهم..

فأنظروا كيف لو انا خفنا الله في كل شاردة و واردة و عملنا بضمير و بأخلاق المسلم المنضبط للملك الجبار، بالتأكيد سيكون مردودنا اكبر و سنجعل حياتنا سهلة و بشكل افضل منهم لانهم مجرد ناس تعودوا النظام و مارسوه كعادة متبعة عبر الأجيال..

يجب ان لا نقف عند ان نكون مسلمون اسما.. المطلوب منا ان نكون فعلا مسلمين.. فقط لو تصرفنا و جعلنا سلوكنا كما نص عليه القرآن الكريم لانتهت كل مشاكلنا بدون بقايا

فهل حان الوقت ان نتصرف كمسلمين؟!