fbpx
مؤتمر الكويت هل يفتح آفاق جديدة نحو الاستقرار الدائم لليمن والمنطقة عموما ؟

عرف بان أغلبية المؤتمرات والحوارات السابقة التي جرت في الدخل اليمني أو الخارج لم تأتي بأي حلول للقضايا المثارة فيها . بل كانت ترحل تلك القضايا وتزيد من تعقيدها تصل دائما إلى الحروب .
أن القضية الرئيسية تتحدد بمن يأتون إلى هذه المؤتمرات بدرجة رئيسية ، وأينهما من المسؤولية الوطنية والتاريخية ؟؟.
فهل يفتح مؤتمر الكويت آفاق جديدة نحو الاستقرار الدائم لليمن والمنطقة عموما ؟؟؟ هذا ما نأمله من المؤتمر القادم في بلد _ الكويت – عرف بعروبيته ودوره المتميز في دعم التنمية والاستقرار في اليمن .

ان انهيار الدولة الحديثة في اليمن يتمثل في جملة مخاطر وازمات كبيرة تفاقمت في كل المجالات، فالانقسام الاجتماعي يتفاقم بشكل مأساوي ( الفقر ،البطالة ،العنف، الفساد ، الارهاب) كل ذلك يتم بنفوذ متعاظم لقوى الفساد ، فقدة فيه الدولة سيطرتها على مناطق كثيرة في اليمن، وشجعت المليشيات للسيطرة على الاوضاع .
ويعد تاريخ الدولة في اليمن هو سلسلة أزمات وصراعات متناسلة وانهيارات متتالية وهذا امر مسلم به طالما استندت السياسات على التمييز والمغامرات وإنتاج التخلف.

وقد كشفت الصرعات السياسية من أنها واقعة تحت دوافع أزمة الهوية في الأساس وليست ازمة تغيير في النظام السياسي . وإن غياب مشروع الدولة الوطنية يعود في الأساس إلى فشل بنيوي في الهوية والنظام السياسي الذين حولته النخب السياسية والاجتماعية إلى عصبويات مختلفة زادت من عملية التشظي السياسي والاجتماعي والثقافي في المجتمع .

إن تكرار الصراعات المسلحة بين اطراف عدة خلال السنوات الماضية كانت تختفي حول الهويات وتتخذ من السياسة والايديولوجيا غطاء لها ، وقد نتج عنها الكثير من المظالم والتهميش وممارسة سلوك الاستعلاء والاستقواء من قبل بعض القوى السياسية التي وضفت الايديولوجيا ورفع شعارات السياسية لمصالحها الفئوية وهي في الاساس شعارات خالية من مفاهيمها ومضامينها الحقيقية ، كما تم التعامل مع موضوع الوحدة .
اذا هل يتدخل التحالف العربي اليوم في تحديد اطراف الصراع الظاهرة والخفية باليمن كما عبرت عنها وقائع الحرب و مسرح عملياتها ورسمتها دماء الشهداء ؟؟.

ان عملية استيعاب حقيقي لقضية الجنوب في الحوارات القادمة ، تمثل أهمية في الخطوات العملية المتبعة على أرض الواقع وهي قيمة كبيرة في السياسة الاستراتيجية التي تتعامل مع الواقع وترسم المستقبل الآمن في المنطقة .
من هنا نرى ان الوضع الذي وصل إليه الجنوب من خلال احراز مقاومته تحقيق النصر مع التحالف العربي على مليشيات الحوثي وصالح ، وضع يستحق ان ينال الاهتمام في أي مؤتمرات أو حوارات قادمة ، إذ ان اشتراك الجنوب او من يمثل الجنوب في الاصح بات أمر مهم جدا في أي حوارات قادمة تبحث نهاية الحرب وتتجه نحو احلال السلام ، وان أي تجاهل للجنوب وقضيته أو تنصيب من يمثله فذلك لم يزيد الواقع الا تعميق لأزماته المتناسلة .
فمحاولة استعادة الشرعية والعودة إلى واقع ما قبل 25 مارس 2015م ، وتجاهل المتغيرات على الارض ، فان ذلك يعد فخ جديد في مسار العملية السياسية .

لذا فان بناء ونجاح وتطوير أركان الدولة سواء في الشمال أو الجنوب يعد كعامل محفز لما يسمى خلق الاستقرار بالمنطقة ، لان عودة الامور إلى ما قبل الحرب باتت غير منطقية فما خلفته الحرب من حقد وعداء يفوق تلك العداوة التي عرفت بين شعوب ودول عدة بالعالم!!!!.
وتجاه ذلك نعتقد ان ردود الفعل من قبل دول الجوار لابد ان تتغير وان يزال القلق الموجود في بعض الدوائر الخارجية بشأن ظهور عودة الدولة الجنوبية ، فالمشروع الايراني في المنطقة الذي بداء من اليمن وكُسر في الجنوب في ظل تخاذل الشمال ، وذلك خير دليل على تبديد ذلك القلق .

كما أن هناك سوابق في حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهناك حالات مماثلة جرت خلال الفترة القصيرة الماضية مثل استقلال كوسوفا، فعندما تم إعلان استقلال كوسوفا، تم تحديه من قبل بلجراد، غير أن كوسوفا أعلنت استقلالها في يونيو 1991، وقد حاول الصرب منع استقلالها، غير أن التحالفات الدولية مكنت كوسوفا من الحصول على استقلالها في الفترة من 1995 فصاعداً، حتى استطاعت أن تعلن استقلالها الرسمي في فبراير 2008، والسؤال هل ستساعد التحالفات الدولية الجنوب على إعلان استقلاله كما حدث في كوسوفا، او جنوب السوان مع الفارق الكبير في احقية الجنوب بالاستقلال نظرا لعوامل حضارية وتاريخية وسياسية عدة .
ولذلك ليس من المبالغة الحديث عن مستقبل الدولة او الجولتين في اليمن التان سوف تعيدان التوازن في المنطقة. فان تطابق المصلحة الاقتصادية والجيوسياسية بين الجنوب والخارج من جهة ، وبين اليمن والاقليم من جهة اخرى هو ما سوف يساعد على الاستقرار .

ان مطالب الجنوبيين السياسية في حق تقرير مصيرهم ، سواء كان ذلك في شكل الحكم الفدرالي أو استقلالها الكامل على ارضه المحددة (بدولة الجنوب) الواضحة في حدودها الدولية إلى يوم 22 مايو 1990م . كانت دوما الهدف الرئيس لكل السياسات لدى القوى والتكتلات السياسية الجنوبية وفي مقدمتها قوى الحراك الجنوبي طوال السنوات الماضية . واصبح من الممكن الحديث عن استقلال الجنوب بحكم الواقع ؟ وهذا لا يعني باي حال من الاحوال ان استعادة الدولة الجنوبية امر محال.
وان تعزيز الاستقرار السياسي في اليمن وتفاعله مع الدول الفاعلة في المستوى الاقليمي والعالمي، كل ذلك يؤكد التوجه نحو الاستقرار الدائم .
فهل يكون مؤتمر الكويت مؤتمر حقيقيا يتفاءل فيه كل اليمنيين ، ويؤسس لسلام وتنمية دائمة ؟؟