fbpx
لا بد من الصراحة بكل الامور

كجنوبيين عامة, و منفردين خاصة, كمناطق وقبائل ومكونات وجماعات وانتماءات مختلفة, وحتى كافراد, يجب ان نعلم جميعاً حجمنا الحقيقي ومقدار تأثيرنا به وتأثرنا منه , لنستطيع ان نضبط ايقاع عملنا الوطني بكل متطلباته, ومنه نصيغ علاقتنا ونعزز ثقتنا ببعضنا, من خلال الممارسة الصحيحة والسليمة, وذلك للاستفادة القصوى من الانسجام الشعبي الجنوبي الكبير السائد حالياً, حتى نتجاوز كل المطبات ونتحرر من المحبطات, بعد سيل الانتكاسات والنكبات, التي لحقت بنا جراء الاغتيالات والاختلالات والخلافات, وبعد ان فشلنا جميعاً, حين تفرقنا وظنينا ان كل واحد فينا, وخابت ظنوننا, انه هو المؤثر والقائد والقادر الوحيد على السيطرة وضبط الامور, وانه هو دون سواه المدلل والمرغوب والمرضى عنه وعليه, من الفلاني والفلنتي, قبل ان نتكشف متاخرين , كما هي عادتنا, سذاجتنا وقصر نظرنا.
فمهما بلغ كل طرف مننا, من قوة ونفوذ وسلطة وسطوة, لا يمكن له ان ينتصر دون باقي الجنوبيين , او يتجاوز او يهمش اويقصى غيره, او يقفز على حقه وحقوقه الوطنية والاجتماعية الكاملة, سواء كانت بالحسبة الوطنية الصحيحة, او بالمقاسات المفصلة حسب الاهواء والمصالح الآنية.
يجب ان يدرك الجميع بكل صفاتهم ومسمياتهم اعلاه, ان الاهداف والغايات والامنيات لم ولن تتحقق الا بتنزيه وتحديد الانتماء الجماعي للوطن وحده دون سواه, والترفع عن كل آفات الانتماءات القبلية والمناطقية والحزبية الخاصة, التي تتسم غالبا بالنظرة القاصرة والقراءة العقيمة والتحليل الساذج لحقائق الامور ومجرياتها على ارض الواقع, مصحوبة في احيانا كثيرة بالعنجهية والغرور والثقة العمياء والتصرفات الحمقاء, والتي اثبتت فشلها وكارثيتها على القضية الجنوبية, واثبتت عجز الجميع حتى عن حماية انفسهم وابسط ممتلكاتهم او حتى المطالبة او الاشارة الى ابسط حقوقهم, فيما انهم حققوا نجاحات باهرة وكبيرة في الازمات والمحن والكوارث التي حلت بهم وبوطنهم ,عندما اغلقوا كل نوافذ الانتماءات وردموا بؤر النعرات, وفتحوا ابواب الوطن الواسعة ليروا منها ويعبروا من خلالها الى رحابه, حيث ينتظرهم مشروعهم المقدس, الذي تمنوه وقدموا في سبيله كل النفائس من رجال ومال, وما دون ذلك فلن يحصدوا الا الاوهام ولن يمنوا الا بالخيبات والانكسارات, وسيظلون بضاعة رخيصة الثمن سهلة المنال, تتنازعها الاهواء والمصالح والاطماع, وتحدد مسارتها وخياراتها تسويات ومصالح الاعداء والاصدقاء, البعيدة كل البعد عن مصالح وحقوق الشعب الجنوبي, ولنا في المحصلة النهائية لمواقف حرب 94 وما تلاها, وحرب 2015م وما بعدها خير دليل وابلغ برهان, حيث كنا لقمة سائقة لكل الافواه الداخلية والخارجية, دون ان نخرج من المولد بحبة حمص واحدة.
من يقول ان القبيلة سا تتسيد , والمنطقة ستحكم, والمكون سيحقق الاستقرار, والاغلبية ستفرض غلبتها, بدون وحدة صف واتفاق جماعي على قيام دولة ونظام, فهو جاهل لأبسط قواعد اللعبة السياسية ومتطلباتها واساليبها, فضلا عن قواعد واسس قيام الدول وبناء مؤسساتها, والا لما استطاع حلمي الزنجي على سبيل المثال ومعه بضع نفر, من تصفية العشرات من خيرة رجال الجنوب وكوادره من ابناء القبائل الكبيرة والنافذة وصاحبة الاموال الطائلة وتعداد الرجال الهائلة, من لحج وشبوة وابين ويافع والضالع والصبيحة وردفان, التي تملك عشرات الالف من العساكر من مختلف الرتب والمراتب في كافة صنوف وتشكيلات القوات المسلحة, ومئات الالاف من مقاتلى المقاومة واللجان الشعبية والمدعومة والمسنودة بإمكانيات دول, بعز النهار ووسط الزحام, دون ان يستطيع احد ان يحرك ساكناً او حتى يصدر بياناً, وكذلك لما استطاع بضع نفر من الصيع والشواذ, لا يتجاوز عددهم العشرات, من السيطرة على محافظة حضرموت التي تعادل مساحتها قرابة نصف المساحة الكلية لليمن, بعد ان صفوا كل قادتها ورموزها السياسيين والامنيين ورجال الدين والقبائل وصفوة المجتمع, وحتى نسف المقابر, دون ان يتحرك احد او ينطق بكلمة حق او بباطل, والعكس صحيح والدليل قاطع, فها هم سكان الشمال اكثر من سكان الجنوب بسبع مرات, ولديهم جيوش من المقاتلين والمخابرات واللجان الشعبية ورجال القبائل ومثلهم من التجار والاعلاميين, بكامل الامكانات والمعدات, لم يستطيعوا هزنا او هزيمتنا عندما كنا يدا واحدة وقلبا واحدا, بل نحن هزمناهم وتقلبنا عليهم والحقنا بعددهم الانهيار والانكسار وبجيوشهم الموت والدمار وبغرورهم الذل والهوان وبكرامتهم العار والاحتقار, هزمناهم بحروبنا, وانتصرنا عليهم بسلميتنا على عنفهم, ومليونياتنا على حشودهم واقلامنا على بنادقهم وهتفاتنا على صراخهم وعويلهم, ولكن آين نحن وآين هم, لقد استأجروا ضدنا من انفسنا واهلنا ليقتلونا ويزرعوا الفرقة في صفوفنا ويبثوا الفتنة ضد اخوتنا والكراهية ضد محبتنا والانهزام في انتصاراتنا, وقد حققوا الكثير مما تمنوه ولا زالوا يحققون, ولكن بوحدة صفنا وبتجردنا من انانياتنا نستطيع ان نهزمهم مجددا ونرد كيدهم الى نحورهم.
بكل صراحة قلتها واكرر قولها, دون خوف او مواربة, عدن لم تعد عدن ولن تكون الا بالجنوب, وحضرموت لم تعد حضرموت ولن تكون الا بالجنوب, وابين وشبوة ولحج والضالع والمهرة ويافع وسقطرى لم تعد كذلك ولن تكون الا بالجنوب, وبالجنوب فقط دون سواه, ولنا ادلتنا وبراهيننا, من واقع وداخل كل محافظة ومنطقة وقبيلة, في الاسبوع القادم بأذن الله.
عارف اليافعي