fbpx
لا تجعلوا الجنوب ك قميص عثمان!

لايزال هنالك البعض مشدودين بإحكام، عبر سلاسل قوية الى عقليات قديمة، طغى عليها غبار الدهر و شرب، تصرفات و ردود أفعال لم تعد نافعة و مجدية و مناسبة ليومنا هذا بالتصرف على طريقة عقليات الماضي و ظروف الماضي و واقع الماضي..
مر الزمن كانت فيه القضية الجنوبية مكبوتة و محبوسة في قلوب ابنائها و يعبر عنها كل بطريقته التي يراءها مناسبة..
كانت يعتبرها نظام المخلوع جريمة يحارب بكل مليشياته لؤادها،فخرجنا ضد الظلم و الفساد و تطورت و أرتفع سقف المطالب حتى وصل الحال إلى المطالبة باستعادة دولة الجنوب قبل العام تسعين، الثورة التي بدأت برفع علم الحنوب على سطح عمارة  واحدة و انتهت باسقاط كل أعلام الوحدة من كل مباني الجنوب..في تلك السنوات سنوات الظلم و الإقصاء و التهميش و الفساد..رفضناها جميعا، فمنا من إعتصم سلميا و أمتلت بهم الساحات و أسمعوا صوتهم أصقاع العالم بمليونيات حاشدة تجاوزت كل الحصار لتصل الى الغرفات المغلقة و المفتوحة في مجلس الأمن و المنتديات الدولية، فتبنتها عواصم اوربية كبيرة..
و منا من إضطر الى المواجهة  مع قمع و إجرام قوات الأمن المركزى و الحرس الحمهوري…
فسقط الشهداء  و قدمت التضحيات في مواجهات غير متكافئة سقط على إثرها الكثير و اغلبهم من أصحاب الخيار السلمي، وجدوا انفسهم مرغمين لإختيار هذا الخيار أيضا..
و هناك من رأى ان يذهب لينخرط في مباحثات مباشرة في دهاليز الموفنبيك،
و الجميع يقول حسب قناعته بانه إنما يقوم ب ذلك لاستعادة دولة…
و لكن للأسف غاب الوعي في إحترام، وجهات النظر المختلفة، و تبادلت التهم و التخوين، مما أصاب القضية الجنوبية بضعف و تعقدت حبالها، فضاع الطريق المثالي للوصول الى حل حقيقي،فلم يعد الانسان العادي يعرف من هو ممثله المخلص الحقيقي، فالجميع يقسم أغلظ الأيمان أنه  الوحيد و الأفضل، مما خلق الحيرة لدى الناس، و فقدان الثقة..
فتسارعت الأحداث التي نعيشها اليوم، و جاءت كحصيلة اكيدة لذلك الوضع المضطرب و الغير مستقر، حيث الجميع مختلف و لا يتفق متباعد و لا يلتقي..
قامت الحرب فتغيرت الموازين، فانطرد من كان يتسلط على الجنوب، و لم يعد هنالك من يحكم الجنوب فعليا إلا من كانوا في الساحات أو في الجبهات..
فما الذي حدث لماذا لاتسير الامور مثلما تصورنا؟!
يجب أن ندرك ان عدونا لن يترك الساحة متاحة لنا نتصرف بكل اريحية ، حتى و لو كان مهزوم و أندحر، سيظل يخترقنا و يثير الفتن بيننا سيحرق و سيغتال و سيقتل الى ان يفقد الأمل كليا، فطالما بقينا مختلفين سيظل الأمل حيا في قلب عدونا المتحيين للفرصة التي يستطيع بها الانقضاض!
أصبح الحكم بأيدينا تقريبا ، فنحن من يفرض اليوم ما نريد على الواقع، و لكن ذلك لن يكتب له النجاح بالصورة التي يرغب بها كل شخص منفردا..
المسالة تتعلق بشعب كامل و تتعلق بقوى التحالف التي ساندتنا بالحرب و دول العالم أجمع، نحن لانعيش في كوكب منعزل عن العالم و لذلك كان يجب التصرف ضمن منظومة متكاملة بعيدة عن الاماني و العواطف ، خطوات ذكية تاخذ بعين الاعتبار كل المعطيات..
و حتى نقنع العالم باننا محل ثقة و سنبني دولة ناجحة و ليست منطقة خصبة و بئية ملائمة تزدهر فيها عصابات الارهاب و بؤر التوتر و التهديد للجوار.. يجب ان نتصرف كدولة و ليس كعصابات و لا ك أمراء كتائب و مليشيات..
يجب على الجميع فهم ان بناء الدولة القوية يتم اولا بتسليم أمورنا اليها و مساعدتها في فرض سيطرتها على كل شئ، و يمتثل الجميع لنظامها و الوقوف صفا واحدا أمام المتمردين على قراراتها و نظمها و قوانينها..
لا ينفع حسن النوايا و أن اقول انا أقود كتائب تساعد الدولة في إرساء النظام و القانون، بل يجب ان نكون السباقون إن كنا فعلا حسنوا النوايا، ان ندمج كل تلك القوى تحت ادارة الدولة و لا يكون لأي شخص ميزة او قرار منفرد إلا عبر مؤسسات الدولة..
أصبحت السلطة التنفيذية المحلية في عدن و لحج و الضالع بإيدي ناس هم من صلبنا وقفوا معنا ضد هيمنة المخلوع و أمنه المركزي و حرسه الجمهوري و أنصارإايران، فلماذا اليوم نعرقل جهودهم و نقف حجار عثرة في طريقهم..ماذا تنفع نوايا البعض في العودة إلى حشود الساحات، و ضد من ستحشد؟
نحن نحكم اليوم، حتى و أن كانت السلطة العليا تابعة للشريعية فقد سلموا الامر محليا لنا تحت كل الضغوطات، فماذا يجدي قطع الطرقات و اغلاق مرافق العمل، و ماذا يجدي التصرفات الفردية في اغلاق المنافذ الحدودية غير حرمان ابناء تلك المناطق من فوائد الانتعاش التجاري و الاقتصادي؟!
الأن أصبحنا ندرك أننا ورثنا تركة ثقيلة و فساد سرطاني دمر كل مؤسسات الجنوب  و العلاج لن يتم بالفوضى المقابلة او أخذ الحقوق بقوة الأطقم و الأربيجيات، بل بوضع أيادينا بأيدي بعض تحت مظلة دولة نظام و قانون لا مكان للتمرد فيها ولا للعنتريات و التصرفات المنفردة…
فلا تجعلوا من القضية الجنوبية، قضية للإثارة و التحريض ك قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه، فلنتساعد في بناء وطن قوي و بعد ذلك لكل حدث حديث!
و الله من وراء القصد!

نبيل محمد العمودي