fbpx
حتى لا ننسى 24 مارس 2007 يوم أشعل فتيل ثورة الجنوب التحررية السلمية

أمين محمد الشعيبي

جمعية المتقاعدين والمسرحين العسكريين في الضالع بدئت فكرتها مع أواخر عام 2006 ومنذ بداية عام 2007 لملم عدد من المتقاعدين وعلى راسهم الدكتور / المعطري لملموا ملفاتهم وخرجوا في وقفات وأعتصامات واستنكارات أمام المرافق الحكومية المعنية وذلك تنديد لما حصل من تسريح للقيادات العسكرية الجنوبية حين ذاك دون وجه حق.

الدكتور المقدم ركن / عبدة المعطري حينها والى جانبه عدد من القادة العسكريين جنوبيين طبعاً غالبيتهم برتب عميد وعقيد ومقدم قرروا أن يغيروا من نمط نضالهم ليشعلوا جذوة وفتيل الحرية في كافة المتقاعدين والمسرحين الجنوبيين عسكريين ومدنيين وقرروا أقامة اعتصامهم المفتوح بجانب بريد الضالع أعتباراً من 24 مارس 2007م حتى تحقيق المطالب المشروع لهم.

بالمصادفة يوم 24 مارس 2007م حينها كنت ذاهب الى البريد لكي أستلم معاش اخي الشهيد الرائد ركن / عبدالواسع عميران فوجدت حشد من قيادات الجيش الجنوبي لم يتجاوزوا ال50 شخص ولكني رأيته وكأني رأيت الالاف من المتظاهرين ، لقد كانوا يرفعون شعارات عدة منها لن نرفع اعتصامنا حتى تحقيق مطالبنا كامله دون نقصان .. عندها رئيت الزميل الصحفي / محمد علي محسن وهو يقوم بتصوير الاعتصام ويتحدث الى الدكتور / المعطري ، فكانت سعادتي كبيرة جداً للاعتصام ولاني يوم غداً سوف اقراء خبر بالصفحة الاولى لجريدة الايام عن ذلك الاعتصام.

اليوم الثاني اصبحت مبكر الى جانب المطعم السياحي بالضالع منتظر متى يوصل البيجوت الذي فيه صحيفة الايام واشتريت منها ثلاث نسخ واسرعت من الشارع الجانبي للمطعم السياحي باتجاه المعتصمين وانا اقراء الخبر وأمشي وقلت حينها فرصة من اجل اتعرف على د/ المعطري لكنني وصلت ولم اجده حيث قيل أنه ذهب الى السوق وسيرجع ومع ذلك اعطيتهم نسختين من الصحيفة واخذت نسخة واتجهت نحو الجمروك للبحث عن أي سيارة من سيارات المقاوته اعود فيها الى الشعيب.

بعد اسبوع نزلت من الشعيب الى عدن بأحدى صالونات الأجرة وقد اصريت على سائق الصالون أن يمر من أمام بريد الضالع تحت اعذر أني اريد اتأكد هل البريد مفتوح أم مقفل وهدفي هو أن ارى المعتصمين وفعلاً مرت بنا الصالون بعد الحاحي الشديد ورأيت أن عدد المعتصمين متزايد وذلك كان صباحاً حيث سلم سائق الصالون على احد الضباط المعتصمين يعرفه وقلت له ماشا الله زروا واصمدوا لقد اصبح عددكم كبير ، قال لو تجي تشوف من بعد الظهر والعصر هذه المساحة كلها ياتي العشرات هنا يشاركونا أعتصامنا.

واخصتاراً للحديث عن الذكرى فأنني هنا أتذكر يوم أن أتى 24 مارس 2008م وقد أعلن قبلها باكثر من أسبوع عن أقامة الذكرى الاولى لاعتصام المتقاعدين المفتوح وتم دعوة الكثير من الشخصيات الجنوبية كان على راسها الدكتور / محمد علي السقاف واقيمت ندوة في سينماء الضالع قبل الفعالية بيوم وتحدث حينها د / السقاف ووضح لنا الحق القانوني في فك ارتباط الجنوب بالشمال وأقيم على هامش الندوة معرض لصور نهب الجنوب وقد وصلت الى الضالع في تلك الليلة اعداد لاباس بها من الناشطين من أبين اتذكر عباس العسل وعلي الشيبة ناصر وعدد آخر من حضرموت وشبوة وكان الاعلامي الجنوبي الرائع / أبو عهد الشعيبي يتحرك شمال ويمين وذلك لاستقبال الضيوف وتسكينهم بالفنادق والبيوت وكذلك لتجهيز خياطة الاعلام وكنت اراه وكانه أم العروسة ليلة زواجها لم يستكين له بال ، وهناك في مقر جمعية المتقاعدين كان الدكتور / المعطري وعدد من زملاءه يرتبون الاعلام الجنوبية والبرتقالية ويوزعون المهام للاشراف على يوم الذكرى الاولى ، وما أن حل الصباح الذي لم تغمض عيني في تلك الليلة ولو ساعة واحده حتى وصلت المواكب البشرية من عدن بقيادة الاستاذ / جمال عبادي ومن ردفان بقادة الدكتور / الخبجي ومن يافع ومن لحج وطورالباحة وجحاف وحجر الضالع وهدئت المواكب الواصلة قليلاً وانا اجري اتصالاتي بالاستاذ / قاسم صالح ناجي قائد وفد الشعيب وهو لا يجيب فاتصلت بزملا وناشطين وطمئنوني بأنهم يقتربون منا ، وما هي الا دقائق ويدخل موكب الشعيب الكبير الذي غطى الجزء الاكبر من ملعب الصمود وسط هتافات واعلام جنوبية بالمئات والى جانبها ألاعلام البرتقالية الذي قرر الدكتور المعطري وزملاءه أن ترفع تأسياً بالثورة البرتقالية.

لقد كان لذلك اليوم أثر كبير جداً جداً في حياتي خصوصاً وقد تحركت الجماهير بعد الفعالية مباشرة الى المنفذ الحدودي سناح وركزوا البرميل هناك وعليه علم الجنوب ليقولوا هنا حدودنا الدولية وقد شعرت أن الجنوب سيعود الى اهله منتصراً مستقلاً حراً ابيا عما قريب ، وزاد اندهاشي وانا اركب في البيجوت بجانب السائق في الضالع بأتجاه عدن حتى أتفاجى بالاخ / عباس العسل يقولي وسع ياشعيبي وسع لي جنبك ولا تشتي تشل القدام لك وحدك ، ولفتت الى الخلف وقد ركب الاخ علي الشيبة وعدد من نشطاء ابين وأمتلى البيجوت وكان سائقه لحجي كوميدي بشكل فضيع قال لعباس العسل ، اسمع والله أن التصالح والتسامح اصبح بين لحج وابين اكثر من تصالحي وتسامحي بيني وبين زوجتي وعيالي.

لقد كان 24 مارس 2007 ذكرى في قلبي ولكن ذكرى 24 مارس 2008 كانت ذكراه غير أي ذكرى في حياتي.

التحية هنا للدكتور المعطري وكل زملاءه الذين كانوا يشتغلون ليل نهار دون مقابل وكل ذلك من اجل اشعال فتيل الحرية للشعب الجنوبي حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم وقد توارى الكثير منهم ولم يمنوا علينا او على الجنوب بشي ، فلهم كل الحب والتقدير والاحترام.