fbpx
24مارس.. حركة عسكرية لثورة سلمية

في التاريخ أيام لها مكانة لدى الشعوب فإما أن تكون  تاريخ مشرف أو تاريخ مخزي ومؤسف .

ويوم ال 24 من مارس هو واحدا من تلك الأيام التي لها تاريخ مشرف بالنسبة للجنوب ,وقد يقول قائل من إخواننا في السلطة اليمنية السابقة أو الشمال ,عن أي تاريخ تتحدثون. وانتم تسببتم في إثارة الشارع حتى اشتعلت ثورة شاملة لم تستطيعوا السيطرة عليها؟
فمن الناحية العاطفية قد يرى البعض الأمور بهذا المنظار البسيط..
إذا تعامل الإنسان بالقول ليس لي دخل بحقوق الآخر ولايجوز الخروج عن الحاكم كما هوفي فقه الإسلام عند البعض ,أو للخوف من انعكاسات وفشل إي ثورة .
وكذا لك حينما ينظر البعض لأي ثورة بعدم الرضى كتفكير بعض ممن هم في السلطة ممن كانوا يقولون لا يوجد لدى هولا أي مطالب حقه..أما من ناحية العقل والمنطق فإن الشخص المتابع للحقيقة سيرى أن الثورة لم تكن هدفا بحد ذاتها ,بل هي وسيلة لتحقيق الهدف..وكان الهدف في بداية انطلاق نشاط الضباط يمكن تحقيقه بسهولة عبر معالجة القضية الجنوبية ببعدها السياسي والوطني المتعلق بحرب 94 وفشل مشروع الوحدة , وعبر المطالب الحقوقية ,غير أن تعنت السلطة اوصل الجميع إلى خط المواجهة …

فنحن في الجنوب ننظر لهذا اليوم من زاوية ماتحقق فيه لشعب الجنوب من كسر حاجز الخوف والهيمنة التي كانت مسيطرة عليه من قبل النظام طوال الفترة الماضية
وأن اختلفت الرؤى ..

ففي هذا التاريخ من عام 2007 كان الجنوب على موعد مع انطلاقة الثورة الجنوبية ببدياتها الحقوقية
ذات الطابع السياسي السلمي مع عدم الانجرار للعنف وهو ماميز حركة الضباط المتقاعدين الذين خرجوا يرفعون أعلام السلام البيضا بينما هم قادة وعسكريين رمى النظام بهم في البيوت ,لا بل وتحول الكثير منهم إلى العمل بمهن لاتليق بهم من أجل العيش بكرامة..

ففي هذا اليوم تم انعقاد أول اجتماع تنسيقي لجمعيات ضباط الجنوب المبعدون أو المتقاعدين عن عملهم منذ حرب 1994 واعتبر منذ
ذالك اليوم مناسبة سنوية يحتفي بها الحراك السلمي الجنوبي كل عام بعد تطور ذالك العمل وتحوله في 7/7/2007 إلى ثورة شعبية عرفت بثورة الحراك السلمي الجنوبي ..

لقد كان ذالك التاريخ بالنسبة للجنوب مناسبة عظيمة إعادة الروح والنشاط لأهم شريحة فاعلة في الثورة الجنوبية شريحة الضباط والجنود بشكل عام.
وكان الدور الكبير الذي لعبته جمعيات الضباط المتقاعدين أو المقعدين قسرا.في تعبئة وتتظيم وإدارة فعاليات الحراك الجنوبي السلمي عند انطلاقته واتباع العمل المؤسسي الموحد ؟قد جعل السلطة حينها تخاف من تطورات الوضع ومن تلاحم الشارع الجنوبي تحت قيادة جمعيات الضباط. وكان لوحدة القرار في إطار مؤسسة مجلس تنسيق جمعيات الضباط الأثر الكبير في نجاح الثورة الجنوبية في مراحلها الأخرى..

وحينما تجاهلت السلطة مطالب جمعيات الضباط الحقوقية ,فقد تصاعدت المطالب الشعبية لتصبح ذات طابع سياسي جنوبي يتعلق بالهوية والدولة والتاريخ والقضية الجنوبية المتكاملة الأركان . فحاولت السلطة اللحاق بتلبية بعض المطالب الحقوقية ولكن بعد فوات الأوان. إذ أصبح الأمر يشكل صعوبة في التعامل مع قضية الجنوب بحل أقل مما ينبغي ان يكون لها,وهكذا حال إي نظام يستخف بمطالب الشعوب يكون نهايته الفشل..

لقد شهد الجنوب.تطورات كبيرة رغم تعدد مصادر القرار في الحراك بعد ظهور العديد من مكونات الحراك السلمي الجنوبي وفشل كل مساعي توحيد تلك المكونات تحت قيادة واحدة ..واتضح أن العمل الذي قام به ضباط الجنوب انطلاقا من جمعية يافع لبعوس التي تأسست في شهر يناير ثم جمعية ردفان في شهر فبراير ثم انطلاق المجلس التنسيقي من جمعية الضالع يوم 24 مارس الذي أصبح ذكرى سنوية للجميع ثم تتابع تأسيس جمعيات المتقاعدين. في الجنوب كان عملا كبير يستحق التقدير ..

ولم يتوقف التاريخ عند هذه اليوم إذ تطورت الأحداث وتعثر الجميع في حل قضية الجنوب عبر مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء والذي قاطتعه قوى الحراك الجنوبي وشركائه في قضية الجنوب وشارك فيه بعض الأخوة من الحراك ثم انسحبوا واستمر في المؤتمر بعض المستقلين وجز من مكون واحد في الحراك وممثلي الأحزاب اليمنية والسلطة ..
وانتهى بحرب شاملة.انطلقت
يوم ال24 من مارس من العام الماضي 2015 بعد قيام جماعة الحوثي وصالح بالتعبئة العامة التي دعت لها اللجنة الثورية بصنعا يوم 21 مارس لمحاربة مااسمته الارهاب ومحاربة القاعدة وداعش في الجنوب وتعز.
.والذي أدى لأندلاع الحرب يوم 24 مارس في حدود كرش والضالع وبقية المناطق الحدودية ,وأدى إلى هروب السلطة بكل مفاصلها من عدن بعد مغادرة الرئيس .
باستثنا البعض منهم, كما أدى لتدخل دول التحالف العربي بقيادة الملك سلمان تحت مسمى عاصفة الحزم لمنع سيطرة إيران على باب المندب..ولانريد الخوض فيما جرى بعدها فالكل قد عايش تلك اللحظات في الداخل والخارج أكان عبر المشاركة الفعليه أو المتابعات الاعلامية ..ولكننا نشير الى أن ال24 من مارس قد حمل أوجه عديدة للجنوب واليمن منها ماهو مبشر بالخير ومنها ماكان حاملا للحروب ..
غير ان ذالك التاريخ سيظل نبراس للأجيال للاستفادة منه وتصحيح الأخطا
واستلهام الدروس الوطنية خاصة في الجنوب من أجل الحفاظ على ماتحقق من مكاسب ووحدة الصف الجنوبي ونبذ التشدد والتطرف والتخوين والسعي للوصول للحل النهائي لقضية شعب الجنوب التي تنتظر من دول التحالف والأمم المتحدة الحل الشامل وفق خيارات شعب الجنوب الحرة. ليتحقق السلام ولااستقرار.
ولايسعني في الأخير إلا أن اجدد التهاني للزملاء الضباط المتقاعدون الذين مازلوا ينتظرون حقوقهم وحل قضية وطنهم العادلة بسلام رغم أنهم حركة عسكرية ليثبتوا للعالم أنهم أصحاب حضارة وعقول راجحة..كما اتمنى للجميع التوفيق وأن نرى السلام والوئام يعم في كل ربوع الوطن الجريح ..