fbpx
أبين.. تنادي فهل من منقذ ؟

متى سنحييها ؟ أحينما تغدو (رميم), متى سنداوي جراحها ؟ أحينما تتداعى أركانها, متى سنحبها ؟ أبعد أن تصبح أطلال , متى سنعشقها ؟ أحين تضحى (جثة ) هامدة لا حياة فيها ولا حراك..

متى سنعمّرها, متى سنبنيها, متى , متى سنحميها, متى سنفديها بأرواحنا, ونسقيها بدماؤنا, ونذود عنها بأجسادنا, متى سنُسمع العالم الفاني أنها ( أبين ) معشوقتنا.. ملهمتنا.. إنتماؤنا, تاريخنا, مولدنا, طفولتنا, عشقنا العذري وحبنا الأزلي, قصص الأجداد وصانعة الامجاد..

متى سنُخرس (الالسن) التي تلوك عرضها, وتطعن في شرفها, متى سنقطع الأيادي التي تنتهك حرماتها وتعبث بمصالحها, وتعكر صفو حياتها, متى ستنام ملء جفونها, آمنة , مطمئنة, لا بقض مضجعها (لصٌ) , ولا يراودها حلمٌ أو كابوس مزعج..

في أبين اليوم يمارس البعض العهر السياسي والفكري والأخلاقي والأداري والمالي ونحن ننظر إليهم فاغرين أفواهنا وكأن الطير على رؤوسنا دون أن ننبس ببنت (شفة) أو نحرك ساكن, أو ننتفض ونثور على محافظتنا ومصالحنا فيها, اليوم طال العبث فيها كل شيء, ومارس (اللصوص) والعابثين طقوس حياتهم (المقيتة) واتت عبثيتهم على البشر والشجر والمطر وحتى على الحجر,ولم يتركوا شيء في هذه المحافظة إلا وجعلوه أثرا بعد عين..

اليوم المحافظة تسير ببطء نحو الهلاك والضياع والهاوية وبصورة ممنهجة, وتغرق رويداً , رويداً في مستنقعات الإهمال, والكل نفسي, نفسي, والكل لا يكترث ولا يهتم بها, وكأن أمرها وحالها لا يعني إلا المسئولين والقائمين عليها, اما نحن كمواطنين, كأبنائها وكأنه (رُفع) عن قلم (اللوم) والعتاب والحساب والمسئولية, كل همنا أن نأكل ونشرب ونشجب ونندب دون أن نكون قوى فاعلة مؤثرة في تغيير واقع المحافظة وإنتشاله من جب المعاناة..

ننتظر أن يأتي الفرج والخلاص من (غيرنا) ونحن للأسف من (منحنا) الفاسدين (صك) العبثية والفوضى, وتركنا لهم حبل الفساد على قاربه الذي يبحر بسفينة المحافظة دون دراية بتقلبات أجوائها وطقسها, ومع ذلك نهتف لكل من يجرنا نحو هاوية الهلاك ونرفع من شأنه, بدلاً من أن نقف في وجه كل عابث تسول له نفسه أن يحيل هذه المحافظة إلى ملكية خاصة يسرح ويمرح فيها كيف يشاء..

اليوم أبين لن يأتيها الفرج والخلاص والخير من غير أبنائها, ولن يأتيها رجل خارق ومنقذ حينما يسمع أناتها وآهاتها, إن لم نسمعها نحن أبنائها الذين ترعرعنا فيها وأرتشفنا الحليب من (ثديها),ولن يصطلح حالها وتتغير أحوالها إن لم نكن نحن من نسعى لذلك دون أن ننتظر من يأتينا من خارج جغرافيا وحدود محافظتنا..