fbpx
محافظ عدن ووشايات الأدعياء*

بقلم/ د.عيدروس نصر ناصر**

بدأت الحملة تستهدف اللواء عيدروس الزبيدي بعيد تعيينه محافظا لعدن مباشرة، عندما كتب أحد منظريهم مغردا أن الرجل عميل لإيران. . . لم يتعب المرجفون أنفسهم في تعديل المعادلة لتصبح منطقية بل تناقلوها  كما تتناقل الببقاوات ما يقوله ملاكها، ورددوها كالذي اكتشف كوكبا جديدا داخل المجموعة الشمسية، وراحوا يهللون ويكبرون ، ، ، عميل إيران ، ، ، عميل إيران، وعندما انبرى بعض الشرفاء لكشف الحقيقة وتبيان أن الضالع هي المحافظة الوحيدة التي تصدت لأنصار المشروع الإيراني وأسقطته وتحررت بدون دعم إلا في آخر الأيام ، ، وأن هذا التحرير جاء بقيادة الرجل وعدد من رفاقه، لم يعتذروا ولم يقولوا كلمة واحدة تبين أنهم اعتمدوا على مصادر مغشوشة، وأن عفاش والحوثي خدعاهم، أو حتى يبرؤوا أنفسهم من العمل على نفس أجندة عفاش والحوثي عندما يتعلق الأمر بالجنوب.
بالأمس استأنفوا حملتهم على الرجل ولكن هذه المرة ليس بتهمة العمالة لإيران، بل بتهمة مخالفة القانون.
عيدروس الزبيدي لم يسط على قطاع نفطي ولم يشارك في تمويل عمليات القرصنة في خليج عدن ثم يعلن تأييده للثورة، وهو لم يعقد صفقات تجارية أو استثمارية خارج إطار القانون كما لم يتاجر قط بالممنوعات . .. . .
عيدروس الزبيذي عين صحفيا في موقع من الدرجة الثالثة وربما الرابعة، ذلك هو الكاتب والناشط السياسي، الحامد عوض الحامد الذي عينه عيدروس مديرا لتحرير صحيفة ١٤ أوكتوبر وهي صحيفة تصدر في محافظة عدن وتقع تحت المسؤولية المشتركة لوزير الإعلام ومحافظ المحافظة، وللتذكير فقط فنحن نتحدث عن مخرجات الحوار الوطني (التي نتحفظ على كثير منها) والتي تنص على نقل السلطات والصلاحيات إلى المحافظات والأقاليم، وبموجب هذه المخرجات (التي لا نوافقها كلها) فإن محافظ المحافظة سيكون من صلاحياته تشكيل مجلس وزراء مصغر للمحافظة مثلما سيكون من حق حاكم الإقليم تشكيل حكومة الإقليم من داخل الإقليم وليس بالاستيراد من حيث يرضى المتنفذون.
الحريصون على القانون لم يقولوا شيئا عندما يعلمون أن ناهبي الثروات يتبوأون أهم المواقع، والباسطين على الأراضي يتحكمون في صناعة القرارات السياسية السيادية، لم يقولوا شيئا عن الهبارين الوطنيين الذين يأكلون مستحقات الجنود والضباط، ولم يقولوا شيئا عن القادة الذين يؤجرون جنودهم لدى الشركات النفطية مقابل آلاف الدولارات (للجندي الراحد)  يستولي هؤلاء القادة على ملايين الدولارات في الشهر الواحد ويمنحون الجنود (المؤجّٓـرين) جزءا من رواتبهم المعتمدة ويستقطعون جزءا آخر مقابل التغذية التي يحصل عليها الجنود من شركات التنقيب، هؤلاء لم يثيروا غضب الحريصين على القانون.
لم تنجح محاولات اغتيال اللواء عيدروس الزبيدي المتعددة لكن هؤلاء يحاولون اغتياله عن طريق الوشايات والدعايات المغرضة أما الحرص على القانون فهو آخر ما يمكن أن يخطر على بال هؤلاء، لكنهم سيخسأون مثلما خسئ المتقولون عن العمالة لإيران ومن سار في فلكهم.
_______________________
*   من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك.
**   رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام.