fbpx
إلى صناع القرار.. كرجال دولة لارجال سلطة

لفت انتباهي عبارة قالها لي أحد شباب الحراك الجنوبي المتحمس للعمل والانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة بنا الدولة …

كنت اتحدث معه عن الوضع القائم في الجنوب ؟ وبعد حديث متبادل ,قال لي للاسف ياخي  أن معنا رجال سلطة وليس رجال دولة..

فانصرفت من عنده وانا أردد في نفسي هذه العبارة..معنا رجال سلطةلا رجال دولة…

.نعم رجل الدولة لايفكر ماذا ينهب بل ماذا يقدم للوطن.أما رجل السلطة فليس له هم غير جمع المال.

والمصالح الخاصة …نعم هو ذاك التفسير لواقع يمني وجنوبي مرير,مع تقديرنا للرجال المخلصين الذين يعملون اليوم وقد وصلوا السلطة في ظرف يمكن تسميته بزمن إحراق الشخصيات المناضلة ..  غير ان ذالك التفسير من عقل شاب متحمس لللعمل وأن كان  يحتاج لخبرة الكبار في بعض المسائل حتى تكتمل حلقة النجاح بين الجيل الشاب والجيل المتوسط والجيل القديم…

   لكنه. قد وضع سؤال هام يتطلب ممن يهمه الأمر. الإجابة عليه في الواقع وليس في شبكات التواصل الاجتماعي …

فهل حقا لا نملك رجال دولة.

أم أن الجنوب زاخر برجال الدولة ولكن لم تتاح لهم الفرصة؟

ان مانشاهدة في الواقع يؤكد فعلا أننا نحتاج إلى رجال دولة ,تواكب الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء الدولة,فرجل الدولة. من وجهة نظرنا وفق معطيات الواقع ,هو القائد العسكري أو المدني,

الذي لايغلق الباب على نفسه ويتعامل مع الناس على قدر مكانتهم وأخلاقهم ونزاهتهم.

ولايستوي عنده من يفسدون ومن يسعون لبنإ الوطن..

رجل الدولة عقليته منفتحة على الجميع وليست مغلقة في تفكيرها وتوصيفاتها السياسية والوطنية للواقع…

رجل الدولة..لايخلاطة الغرور والتعالي على الناس بحكم شهادته أومنصبه أو خبرته أوعلمه أونضاله…

يملك لسان مهذب وحديث طليق يستهوي قلوب السامع ولايضيق صدره من النصائح.

رجل الدولة يملك مشروع يواكب كل مرحلة وعنده حلول لكل مشكلة ولا يعتمد على ترديد شعارات وكلمات ثابته جامدة مثل البغبغان..

رجل الدولة لايعرف الكذب ولا الحسد ولا الحقد ويهمه البحث عن القدرات الوطنية ولايخاف من وجودهم..

رجل الدولة يختلف عن رجل السلطة الذي ليس له هم كما قال ذالك الشاب الجنوبي إلا جمع المال والحفاظ على المنصب ,فرجال السلطة ياكلون ويتمتعون ولايبالون ويلهيهم الأمل ولايخشون من حساب المولى أو الشعب.

حينما تولى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهوالخلافة الاسلامية.. فرحت زوجته أشد فرحة. كانت تنتظر الانتقال إلى قصر الخلافة وهي ابنت خليفه أبوها عبدالملك بن مروان وزوجها خليفة, إي يفترض انها مدلله للغاية ,

بينما كان عمر يبكي خوفا

من تحمل المسؤولية..ولم يكن سعيد ,كما نحن في هذا الزمن نفرح بأدنى منصب…

فقال لها لقد تحملت الأمانة يازوجتي وسوف انشغل

عنك بالاهتمام بمصالح الأمة

فإن شئتي عدتي إلى بيت أبيك وامنحك الطلاق لكي تعيشي حياتك ولااحرمك من السعادة التي تبحثين عنها, وأن رغبتي فإنتي معي زوجة مخلصة لخدمة الرعية والثواب من الله تعالى ..

فقالت له بل ابقى معك يأمير المؤمنين..فتحقق في عهد عمر بن عبدالعزيز خلال ثلاثة سنوات ونصف مالم يتحقق في عهد غيره رضي الله عنه ورحم الله زوجته وسيظل التاريخ يذكر رجال الدولة بالخير حتى تقوم الساعة …أنهم رجال الدولة الذي ينبغي أن نستلهم منهم الدروس … وليس كما يقول البعض اليوم… ما عندنا وقت كافي للعمل.. وتجد بعض الحكام لهم في السلطة  عقود من الزمن وهم يقولون مااتيحت لنا الفرصة الكافية  للعمل , واعجباه!!  إي فرصة يريدون أن تتاح لهم أكثر من هذا الزمن..فالذي كان في بطن أمه قد أصبح رجلا بينما البعض ممن هم في السلطة يبحثون عن الوقت الإضافي لهم ولم يشبعوامنها ويسعون لتوريثها لأبنائهم …

نحن نعلم أن استنساخ شخصية عمر بن عبدالعزيز او زوجته في هذا الزمن قد تكون صعبة وليست مستحيلة..بسبب الفساد الذي انتشر في كل مكان وبسبب ثقافة المجتمع.

فالمجتمع نفسه تجده يحرض المسؤل الصالح  على السرقة ومخالفة القانون ومن ثم يشتكي من الفساد ..

 والمسؤول الذي سيعمل بنزاهة سيقول البعض عنه  أنه جبان وماينفع.!! ولذالك يتحاج الجميع التقيد بصفات  رجال الدولة في السلطة وفي الثورة, وبقيم الإسلام الحق والتمسك بالصدق,

مالم فلن يكون البديل القادم أفضل من الحالي والسابق..

 كما أن لنا في هذا الزمان

عبره من بأني ماليزيا مهاتير محمد وكيف استطاع أن ينقل ماليزيا خلال سنوات إلى مستوى متقدم ,وكذالك بأني تركيا الجديدة رجب طيب اوردغان .وماحققوه لشعوبهم بغض النظر عن حزبية التركي رجب طيب ..

وفي الختام نقول….

أليس من حق الشعب  الجنوبي والشعب في اليمن أن يتطلعوا للخروج من هذا المازق بسلام؟ويسمعون عن رجال الدولة الذين ينقلونهم إلى بر الأمان إما عبر قيام دولة في الجنوب ودولة في اليمن.أو عبر الاتحاد الفدرالي ..أم أن الأحلام ستظل كالسراب؟.. ففي السلطة والثورة رجال يمكن لهم أن يكونوا رجال دولة .

فقط يتطلب ممن هم في السلطة..

تغيير آليات عملهم وبعض العناصر الذين فشلوا وتطعيم تلك المؤسسات بوجوه جديدة وخاصة

الأخوة في مؤسسات الحكم الرئاسية والحكومية لكي يلمس المواطن أن هناك تغير في الواقع.. عبر تحقيق  الشراكة الوطنية الواجب توفرها لبناء مؤسسات الدولة المدمرة . ومن يجد أنه غير مقتنع بالموقع الذي هو فيه أو غير قادر على تقديم عمل يليق بوطنه فليترك موقعه مشكورا له من الشعب الجنوبي أو الشعب اليمني .والوطن فيه قدرات كثيرة قادرة على العمل بإذن الله تعالى ..وسيكون محل تقدير …

والله من ورا القصد..