fbpx
ليلة بكت فيها الإسكندرية الشهيد شريف لم ير أسرته منذ ستة أشهر.. «وفرح وفريدة»: بابا وحشنا ياجدو
شارك الخبر

 

يافع نيوز- إختيار المحرر:

بكت عروس البحر الابيض المتوسط علي فراق الشهيد البطل شريف محمد عمر الذي راح ضحية الارهاب الغادر وخلعت العروس ثوبها الابيض وارتدت عباءة الاحزان وفاح من نسيمها رائحة الحزن حتي البحر الهادئ هاج وثار ورفع راية الحزن علي شواطئه واعلن الحداد.
وسكنت العتمة كل الدروب وسالت المرارة من الحلوق وانحشرت الكلمات داخلها حزنا علي رحيل الضابط الشاب الذي فاضت روحه الطاهرة نتيجة عمل ارهابي خسيس اثناء تلبيته واجب الدفاع عن الوطن لينال اسمي وسام وهو الشهادة دفاعا عن تراب وارض مصر التي ارتوت بدمائه الطاهرة..وخلال مراسم الوداع عبر زملاء واقارب الشهيد عن سخطهم وغضبهم وطالبوا بالقصاص من عناصر الشر وتطهير سيناء منها..

ووسط الحزن و الدموع وفراق الحبيب تبكي ابنتا الشهيد فريدة 4 سنوات وشقيقتها فرح 3 سنوات اللتان كانتا في انتظار عودته قائلتين: بابا وحشنا ياجدو هيرجع امتي عاوزين نروح له الشغل تعالي معانا نجيبه 00انت بتعيط ليه ياجدو ومين اللي ملفوف بالعلم ده ورايح فين 00ايه الورد ده ياجدو ممكن تجيب لي وردة 00ايه الناس الكتيرة ديه ياجدو ورايحين فين ومين ياجدو اللي شايلينه علي كتفهم ده والورد ده كله علشانه 00ياجدو انت مش بترد ليه 00خلاص ياللا نروح عند بابا ونمشي من الزحمه دي 00علشان ماما بتعيط والناس كلها ماشية تعيط 00احنا خايفين ياجدو وعاوزين بابا 00 ياللا ندور عليه وسط اصحابه دول كلهم لابسين زي بابا اكيد بابا معاهم 00كلمات بطعم العلقم ورائحة الحزن خرجت من شفاه الصغيرتين وهما يفتشان عن ابيهما الشهيد وسط الالاف الذين يحملون جثمانه علي الاكتاف وجد انحني ظهره وانقسم وسطه لرحيل ابنه الذي كان له السند والحماية وارتعدت شفتا الجد المكلوم وهو يمسك بأيادي حفيدتيه ويسير خلف نعش ابنه ولم يجب عن سؤال واحد من اسئلة حفيدتيه واكتفي بأن ينظر اليهما والدموع تسيل علي وجناته بعد ان كتب لهما القدر ان تحملا لقب يتيمتين وهما يحبوان اولي خطواتهما نحو الحياة .

وبصوت محفوف بالحسرة والالم وبشفاه ترتعد وحنجرة يغمرها العلقم قال الكابتن عمر والد الشهيد البطل لم يكن غريبا علي ابني «شريف» ان ينال الشهادة ..فقد كان مصرا علي مواصلة مسيرة البقاء وسط زملائه للحفاظ علي ارض مصر بسيناء والاخذ بالثأر لزملائه الشهداء الذين سبقوه ألا انه نال شرف الشهادة..ويضيف والد الشهيد انه كان في خدمات مستمرة ولم ير ابنتيه فريدة وفرح منذ أكثر من خمس اشهر ..الا انه قبل استشهاده مباشرة اطمأن علي الجميع وكأنه في يوم الوداع..واطمأن علي زوجته وأبنتيه ووالدته وشقيقه وكل من يعرفهم وكأنه في حالة وداع للجميع فقد اتصل بنا هاتفيا اكثر من ست مرات علي غير عادته فقد كان في الغالب يتصل مرة واحدة في اليوم للاطمئنان علي طفلتيه لكنه في ذلك اليوم اتصل كثيرا وفي كل مرة كان يطمئن علي طفلتيه ويوصيني عليهما واخبرني اننا وحشناه جدا ويتمني رؤيتنا لكن ظروف عمله في سيناء تمنعه من زيارتنا وفي نهاية حديثه اخبرني انه لن يعود من سيناء حتي يطهرها وزملائه من الارهاب وطلب مني الدعاء له ولكل زملاؤه ولم اتوقع انها المرة الاخيرة التي اسمع فيها صوت فلذة كبدي وانه سيرحل بلا رجعة .

ويقول محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السابق: لقد كان شريف من زينة شباب مصر من حيث الأخلاق العالية والحرص علي اداء الصلاة واحترام الكبير والصغير وقد نال شرف الحصول علي الشهادة وهو اعلي وسام من ربنا للبشر في الدنيا والاخرة .

أخبار ذات صله