fbpx
النـــملة والاســـد

بقلم / الباركي الكلدي

يحكي أن ملك الغابه الاسد أعجب بنشاط النملة المجتهده وطمع أن يزيد جهدها فقرر تعيين قيادات عليها ومشرفين قصة رمزية عن سوء الإدارة والقيادة والاختيار وكأنها تحاكي واقعنا اليوم في الجنوب .

رأى الاسد نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة، فتنتج وتنجز الكثير، ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف؛

قال لنفسه: “إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟

وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً على أداء النملة، فكان أول قرار له هو وضع نظام للحضور والانصراف، وتوظيف سكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية.

ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة، فاشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر، وعيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.
كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء، قرر تغيير آلية العمل في القسم، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد من أجل راحة الموظفين، كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية.

وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل، وجد أن الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف، عيّن البومة مستشاراً مالياً، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها…

فمع كل اشراقه جديدة وتطور في حياة الشخص او المنطقة او الوطن تتجدد الآمال لتبشر بفجر مشرق حينما يتوق الانسان للعطاء ولكن عند ما يصطدم الانسان بواقع وردي أو قيود تحطمه قد تكون تلك القيود ذات شقين اما سالبه او موجبه .
كثرة القيود والمعاملات والروتين الممل اهم الاسباب لفشل اي عمل ناجح وقصة النملة والاسد والصرصور تنطبق تماماً على واقع الجنوب اليوم
واقع محزن مبكي فبعد ما كان الهدف قضية وطن وهوية شعب خرج الصغير والكبير الشاب والعجوز النساء والرجال في خندقاً واحد لتحرير أرض الجنوب لتنكسر أمام تلك السواعد ترسانة وجبروت المحتل لتكون الإرادة الشعبية الجبارة جلمود صخر تتحطم عليها ليس فقط ترسانه العدو بل واحلامه بالسيطرة على هذا الشعب لتتبدد آماله والمطبلين لها وتوزع المهام وتشتت الأفكار .
الى جانب الصراع الداخلي للبقاء كلاً بمنصب تشريفاً وليس تكليف أصاب القضية بالوهن والضعف لم يكتفي البعض بشغر المناصب القيادية بل تجاوزه للتوريث بعيداً عن أسس اختيار التعيين والإدارة على حسب المزاج وبمزاج وممارسة التضييق على الشعب من خلال زرع الخلافات بين الأخوه وترك الحابل بالنابل لغير المهتمين بالقضية ليصل الأمر بالكثير وباعتراف قيادات الحراك انفسهم باضاعة الوقت بغير فائدة وخسارة الملايين بغير محلها وما اختيار فصل الشعب عن قرار القاده الا اخر مسمار يدق بنعش الوطن ليكون الشعب مثل النملة بالقصة ….