fbpx
حتى لايقع التحالف في الفخ المنصوب !!! بقلم الكاتب/لطفي بن سعدون
شارك الخبر

راوحت معركة تحرير صنعاء والمحافظات الشمالية لمدة تزيد على العام ,ولازالت تشهد كرا وفرا مريبا حتى يومنا هذا.وكلنا يعلم أن إطالة أمد الحرب يترتب عليها مخاطر كبيرة ,خاصة وإننا نشهد تدخلات كبيرة ,ليس من الخصم اللدود ايران ,بل ومن عدة دول كبرى أخرى كروسيا وامريكا واوروبا والصين واسرائيل ,التي تسعى للحصول على المكاسب المادية من هذه الحرب وابتزاز دول الخليج .
ومما يؤسف له أن السعودية ودول التحالف تنزلق تدريجيا الى الفخ المنصوب لها في اليمن, ورويدا رويدا ستغرق في المستنقع اليمني ولن تستطيع الخلاص منه .إلا إذا أقدمت على خطوات راديكاليه تخرجها من هذه الدوامة العبثية التي لن يكون لها نهاية ,إلا بعد إفراغ خزائن كل الدول الخليجية وتدمير إقتصادها ونسف حالة الاستقرار التي تعيشها وحالة الوئام والتعايش التي تنعم بها وإستبدالها بواقع التصادم والتناحر والإقتتال ,الذي تعيشه كل الدول العربية .
وللخروج من هذا المأزق بأقل الخسائروتحقيق الإنتصار على المشروع الإيراني في اليمن, المدعوم من كل أعداء الإسلام ,فإن على قيادة التحالف ومخططيه الإستراتيجيين ,أن يتعاملوا مع الواقع اليمني بكل تجلياته على الأرض وليس كما يتصورورنه في مخيلاتهم أو مايرغبون فيه.وأول هذه الحقائق هو الفهم الدقيق لسيكولوجية القيادات اليمنية بصورة خاصة والأنسان اليمني بشكل عام وفهم مجمل الثقافة والسلوك العام المرتكزة على هذه السيكولوجية.
فسيكولوجية الأنسان اليمني منذ آلاف السنين تتمحور في إمتلاك القوة والبطش بالضعفاء وإستعبادهم , ولايستكين إلا لمن هو أقوى منه . وقد ورد تفصيل لهذه السيكولوجية في قصة سيدنا سليمان وبلقيس ملكة سبأ ,في القرآن الكريم في سورة النمل قال تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم اللّه الرحمن الرحيم . ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين([النمل: 31]
وقال تعالى (قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍۢ وَأُوْلُواْ بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ وَٱلْأَمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِى مَاذَا تَأْمُرِينَ)(النمل 33 ) .إنها برقية موجزة في أبلغ ما يكون الإيجاز { أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ }العلو هنا بمعنى الغطرسة والزَّهو, وليس للقوة الباغية من رادع إلا قوة عادلة أشد منها ,تجبرها على الإستكانة والخضوع,و بعيدة عن النقاش والجدال وضياع الوقت.ولأن بلقيس كانت حكيمة فقد تعاملت برجاحة عقل .وليس بنزق صبياني كما هوحال قيادات اليمن اليوم , وناورت في البدء عن طريق إرسال الهدايا(الرشوة) ,وعندما رفضها سيدنا سليمان عليه السلام بقوة ,رأت أنه لامفر من الخنوع والإستسلام ,بدلا من الخراب والدمار والفساد والإستعباد لشعبها.وهكذا دخل أهل اليمن في دين التوحيد ونعموا بالخير والبركة بدلا من الخراب والدمار.ولكن حال أهل اليمن يختلف اليوم ,فجل حكامهم لايمتلكون أية ذرة من الحكمة وحب الخير ,وإنما هم عبيدا للمال ولغطرسة وبطش القوة والنزق الطفولي وأهواء النفس دون وازع من دين أو ضمير .وكان ان أوصولنا الى هذا الدمار والاحتراب والارتهان للمجوس والنصارى واليهود وكل أعداء العرب والمسلمين.
والحال هكذا فإنه لامفر أمام خليفة المسلمين الملك سلمان, إلا أن يكون بنفس صرامة وحزم الملك سليمان عليه الصلاة والسلام ,وهو كذلك بإذن الله ,ليقوم بردع هذه العصابات التي تلعب بالنار وتحرق الأخضر واليابس في بلادنا ,وتجر بلاد الحرمين الشريفين وكل بلاد المسلمين الى المهالك والردى وتقدمها لقمة سائغة لكل أعداء المسلمين.
وبالتأكيد سيترتب على ذلك ,ترتيب الأولويات في إستراتيجية الحرب والسلام الجارية حاليا في اليمن .فمن المهم بمكان البدء فورا في إعادة تنظيم الحياة في المناطق المحررة في الجنوب وحضرموت ومأرب والجوف وبسط سلطة الدولة عليها كاملة بواسطة نظام الأقاليم المتفق علية,وأن لايتم تأجيل هذا الأمر وربطه بتحرير صنعاء وبقية المحافظات الشمالية الذي يدعو إليه تجار الحروب في معسكر الشرعية ,بل يجري العمل على كلا المسارين.
وكما تناولنا في مقالاتنا التحذيرية السابقة المنشورة بيوم 29/9/2014م بعنوان((ألحوثي … رأس الحربة الإيرانية ضد السعودية ودول الخليج)) للإسراع في ضرب المشروع الحوثي العفاشي الإيران ووأده في مهده وهذا ماتم بحمدالله بعاصفة الحزم وكذلك المقالة الثانية بعنوان((الإستراتيجية العسكرية السعودية…. والخطأ القاتل !!!)) المنشورة بيوم 13/6/2015م واكدنا فيها على ضرورة الحسم البري في المعارك ,وهذا ماتم سريعا بتوفيق الله في التحرير الشامل للضالع وعدن وابين ولحج وتحرير اجزاء كبيرة من شبوة ومارب والجوف .
فاننا ستناول في مقالتنا القادمة بإذن الله تفصيل رؤيتنا لما هو مطلوب من دول التحالف القيام به سريعا ,علها تلقى تجاوبا من اصحاب القرار فيها ,وتعمل سريعا على تجاوزهذا الفخ وتدميره قبل ان يقع الفاس في الرأس, وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله .

أخبار ذات صله