fbpx
الحوثي يحصد الخيبة من التحالف مع إيران
شارك الخبر
الحوثي يحصد الخيبة من التحالف مع إيران

 

يافع نيوز – البيان

بعد عام على بدء عمليات التحالف العربي في اليمن، وإجهاض المحاولات الإيرانية للسيطرة على الموطن الأول للعرب، خرج قيادي بارز في جماعة الحوثي الموالية لطهران، ليطالبها بالكف عن استغلال الملف اليمني، في ما يعد أول إقرار من هذه الجماعة بفشل المخطط الذي رسمت ملامحه بين قيادة الحرس الثوري وحزب الله في لبنان.

تصريح يوسف الفيشي، المعروف باسم أبو مالك، وهو المنظر السياسي للحوثيين، والقيادي المقرب من زعيمها عبد الملك الحوثي، وإن جاء متزامناً ووصول وفد الجماعة إلى المملكة العربية السعودية، بحثاً عن حل سياسي، بعد أن وصلت طلائع قوات الشرعية إلى مشارف صنعاء، لم تقطع خط العلاقة القائمة على التناغم المذهبي، الذي يراد له أن يكون مدخلاً للصراع في الجزيرة العربية، حيث طالب القيادي الحوثي من الإيرانيين، بتمثل مواقف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

قدرات التحالف

خيبة الأمل لدى الانقلابين الحوثيين ليست في عدم جدية طهران، في استمرار دعم هذه الجماعة بالمال والسلاح والإعلام، ولكن مردها القدرة العالية لقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، على منع وصول هذا الدعم والهزائم التي مني بها الانقلابيون، الذين كانوا يطمحون للسيطرة على اليمن وتحويلها إلى مقاطعة تدار من طهران، فالوقائع على الأرض، توكد أن طهران ورجلها في لبنان، عملا كل ما بوسعهما لدعم الانقلاب، ولا يزال هناك خبراء من حزب الله ومن الحرس الثوري، يقدمان المشورة والتدريب للانقلابيين.

كما أن المحاولات الإيرانية لإرسال الأسلحة إلى اليمن، لم تتوقف، وقبل أسابيع ضبطت البحرية الأسترالية، سفينة اصطياد محملة بالأسلحة، كانت في الطريق إلى السواحل اليمنية، وتصريح نائب رئيس أركان القوات الإيرانية عن إمكانية إرسال مستشارين عسكريين إلى اليمن لمساندة الانقلابيين، كما حصل في سوريا، لم يمضِ عليها سوى أيام، ما يعني أننا أمام مناورة جديدة للحوثيين.

استمرار التهريب

في تقرير سري للأمم المتحدة الشهر الماضي، أكد تحقيق أجراه الخبراء الأمميون، أن السلطات اليمنية اكتشفت، عندما احتجزت عام 2013، سفينة جيهان الإيرانية، أنها كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين.

وتفيد المعلومات، التي تم الحصول عليها بعد التحقيقات، بأن هذه السفينة سبقتها عمليات تسليح أخرى في اليمن، تعود إلى عام 2009، وذكر أن الدعم الإيراني العسكري إلى الحوثيين في اليمن، يعود إلى أكثر من خمس سنوات، ويتواصل حتى الآن، كما بين التقرير أيضاً أنه من المحتمل أن تكون طهران دعمت العديد من بلدان المنطقة بالأسلحة.

وقال التقرير إن سفينة صيد إيرانية، جرى احتجازها في فبراير 2011 من جانب السلطات اليمنية، كانت تحمل 900 صاروخ مضاد للدبابات إيراني الصنع، وكانت الشحنة موجهة للمتمردين الحوثيين.

صنعاء في قبضة الحرس

عقب السيطرة على صنعاء، سارع الانقلابيون إلى كشف مخططهم التآمري على المنطقة، فذهبوا إلى إيران ووقعوا مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في اليمن (التي سيطر عليها الحوثيون) وسلطة الطيران المدني الإيراني، تنص على تسيير 14 رحلة أسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة، مع أن المسافرين اليمنيين إلى طهران لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

الاندفاع الحوثي نحو الأحضان الإيرانية، بالتعارض مع حقائق التاريخ والجغرافيا ومصالح الشعب اليمني، جعلت القادة الإيرانيين يخرجون للتصريح بأن صنعاء باتت العاصمة الرابعة الخاضعة لنفوذ الحرس الثوري، بعد دمشق وبغداد وبيروت، بل وذهب الإيرانيون باتجاه تحدي قرار مجلس الأمن الدولي، بحظر الطيران إلى اليمن، لمنع تهريب الأسلحة، قبل أن تتصدى لهم قوات التحالف.

في 13 مارس من العام الماضي، وقبل عشرة أيام على بدء «عاصفة الحزم»، أنهى وفد رفيع يمثل الحوثيين، برئاسة رئيس المكتب السياسي للجماعة، صالح الصماد، زيارة لإيران دامت قرابة أسبوعين، وصفها رئيس الوفد بالناجحة والمثمرة.

الصماد، الذي وقف منتشياً بحفاوة الاستقبال في طهران، أكد أن نتائج هذه الزيارة ستنعكس إيجابياً على الوضع الاقتصادي والتنموي، فضلاً عن كونها ستسهم في تعزيز علاقة التعاون بين البلدين، في إطار ما أسماه نهج الانفتاح مع الدول الشقيقة والصديقة، بما يخدم المصالح المشتركة.

الوفد الذي ضم عدداً من وكلاء الوزارات ورؤساء عدد من الهيئات والمؤسسات والجهات، أجرى العديد من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين في مختلف الجهات الإيرانية، لبحث تعزيز التعاون بين البلدين، وأوجه الدعم التي يمكن لإيران تقديمها لسلطة الانقلاب في عدة مجالات، مشيراً إلى أن الوفد زار عدداً من المنشآت الاقتصادية والتنموية والخدمية في إيران، للتعرف إلى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه إيران في شتى المجالات، على حد وصف القيادي الحوثي، الذي تتلمذ على يد الحرس الثوري.

تسويق الوهم

ووقع الانقلابيون حينها على محضر نتائج المباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، بهدف تعزيز ما قالوا إنها علاقات التعاون الاقتصادي والتنموي، خصوصاً في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل والمياه والبيئة والمال والمصارف والتجارة والصناعة.

وذهب الانقلابيون في تسويق الوهم للبسطاء، وقالوا إن الجانب الإيراني أبدى استعداده لدعم اليمن، من خلال توفير النفط لليمن لفترة عام، وكذا إنشاء محطة توليد الكهرباء بالغاز/‏ الديزل بطاقة 165 ميغاوات، إضافة إلى توفير قطع غيار وإجراء الصيانة اللازمة لمحطة مأرب الغازية الأولى، فضلاً عن توفير قطع الغيار وصيانة خط نقل التيار الكهربائي مأرب- صنعاء.

تدارك التبعات

ولأن الانقلابيين كانوا يتصرفون بثقة المنتصر، بعد السيطرة على معظم مناطق البلاد، فإنهم ذهبوا لإقامة مناورة عسكرية قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية، بدعم ومساندة من الرئيس المخلوع، الذي شاركت وحدات الجيش الموالية له في تلك المناورة.

إلا أن الهزائم التي لحقت بهم على يد قوات التحالف في عدن والضالع ولحج وشبوة ومأرب والجوف، وبعد أن أصبحت صنعاء في مرمى قوات الجيش الوطني، فإن هذه التطورات جعلتهم يسعون اليوم لتدارك تبعات تلك المغامرة، وبما يمكنهم من الاحتفاظ بما لديهم من قوة والبقاء، كمكون سياسي شريك في إدارة الشأن اليمني.

رافعة خدمية

تضمن محضر الاتفاق بين إيران والحوثيين، أن يقوم الجانب الإيراني بإيفاد فريق فني لدراسة إنشاء محطات توليد كهرباء بطاقة 1200 ميغاوات في كل من عدن، الحديدة، المخا، إلى جانب الاتفاق على تطوير وتوسعة ميناء الحديدة، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال النقل البحري، وكذلك تخصيص خط ائتماني لشراء وتوريد آلات ومعدات والسلع اللازمة لليمن. وهي خطط كان يأمل الانقلابيون أن تكون رافعتهم الخَدَمية لشرعنة الانقلاب.

أخبار ذات صله