fbpx
التاكسي البحري ؟!

الصدفة وحدها أجبرتني للجوء الى ساحل صيره لقتل سويعات من الزمن الرديء في هذه الايام حتى يأذن لي المسئول الكبير لمقابلته بشأن من شئون عدن و جمعية عدن الخيرية الاجتماعية !.. لم أجد مكاناً لقضاء تلك السويعات إلا في المساحة من اليابسة المطلة على الشريط الساحلي من ساحل صيره و التي استوعبتني و سيارتي التي أركنتها حتى يأتي موعدي مع المسئول الذي طلب مني الانتظار لمدة ساعة حتى يجد لي متسع من الوقت للقاء به !.. من ذلك الموقع الذي تمكنت من الوقوف فيه كانت المفاجأة ما شاهدته على طول الشريط الساحلي من قلعة صيره و معاشيق حتى مطار عدن و العريش مروراً بكورنيش الرئيس الراحل / قحطان محمد الشعبي (رحمه الله)..كنت أشاهد في المدى البعيد و على الجهة اليمنى من موقعي قلعه صيره و مباني الضيافة في معاشيق .. و امتداد لذلك في الجانب الأيسر الشريط الطويل لكورنيش الرئيس الراحل / قحطان محمد الشعبي حتى مطار عدن .. لقد كانت نظراتي موزعه من و الى البعد الاعمق من بحر صيره .. فكانت المفاجأة حركة الطائرات (الاباتشي  الهيلوكابتر .. والطائرة أبو مروحتين – الهيلوكابتر).. واحدة تأخذ خط سيرها من معاشيق نحو مطار عدن و العريش .. و أخري كانت تأخذ الخط المعاكس من مطار عدن الى معاشيق ؟!.. و لكي لا يقول أحد اننا نفتري على اخواننا في التحالف .. فقد كان ذلك يوم الاثنين 7/3/2016م .. وتحديداً كانت الحركة خلال الفترة من الساعة الحادية عشر صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً .. و يمكن تكون هذه الحركة (التاكسي البحري بالطائرات الهيلوكابتر) لمدة اطول من قبل و ربما من بعد .. فقط رصدت تلك الحركة خلال تلك الساعة المذكورة .. و لمزيد من الإيضاح .. أقول التالي:-

1- الساعة الحادية عشر و عشرين دقيقه تحركت الطائرة الهيلوكابتر (أبو مروحتين) من معاشيق في اتجاه المطار .. و تقابلت مع الطائرة الهيلوكابتر (الاباتشي) في اتجاه المطار نحو معاشيق .. و كانت المصادفة عندما كانت نقطة التقاطع أمامي تحديداً و من موقعي الذي كان أمام مبنى و مسجد (ذو ريدان) و قصر سبأ المحاذي له ؟!.

2- الساعة الحادية عشر و خمسون دقيقه عادت الطائرة الهيلوكابتر(أبو مروحتين) بمصاحبة الطائرة الهيلوكابتر (الاباتشي) معاً .. و تحديداً كانت (الاباتشي) في المقدمة و تليها الطائرة (ابو مروحتين) .. في اتجاه معاشيق من المطار !!

3- لم اذكر بعض المرات التي شاهدت الطائرات على انفراد (واحده من معاشيق .. والاخرى في الاتجاه المعاكس) .. خلال الساعة المذكورة من (الحادية عشر صباحاً) حتى (الثانية عشر صباحاً).. المشهد يتكرر لهذه الطائرات ذهاباً و إياباً ؟!

بعد هذه الساعة أُصبت بالملل و الضيق .. و حينها تذكرت ما قاله ذات يوم أحد الرجال الابطال من رجال الجبهة القومية و الحزب الاشتراكي .. يصف تكاليف تحركات الطائرات العسكرية في العروض العسكرية أو في الرحلات بين المحافظات الجنوبية .. لقد عبر الرجل ببساطته المعروفة .. بقوله … “عندما (تضر.. ضر.. طائرة الميج) تكلفنا برميل بترول .. و يقصد بذلك لحظة تشغيل الطائرة قبل الاقلاع !.. فما بال الطائرات التي شاهدتها في تحركاتها خلال ساعه واحده ذهاباً و إياباً .. كم تكلف الواحدة منها المصاريف و الذي منه؟!.. طبعاً كانت حركة هذا النوع من الطائرات ربما كان الهدف منه نقل المسئولين من والى المطار .. لا لشيء سوى أن أصحابنا المسئولين يعرفون جيداً صعوبة تحركاتهم على الأرض فوجدوا أن (التاكسي البحري) بالطائرات التي تم تحويلها كتاكسي لنقل المسئولين في تحركاتهم أكثر ضماناً لحياتهم !.. رغم انني كنت اقول ربما ان هذه الطائرات بتحركاتها المتكررة خلال الساعة كانت لمهمه عسكريه !.. بس خلال الساعة و بعد المرات التي انتقلت هذه الطائرات من معاشيق الى المطار لم أسمع (أدّجيف .. يعني دبجه حناني طناني) حق القذائف .. و لا يمكن للطائرة الواحدة خلال دقائق (تنزيل) و (تطليع) أي عتاد عسكري .. إذاً ما في غير نقل الناس الذين حكم علينا زماننا الرديء أن يحكمونا من أعلى و من السماء التي لا و لن تقبلهم كما و قد رفضتهم الأرض التي لم يتجرأ أحدهم ليطأها و يدعي بأنه يحكمها ؟!.

لا أنكر أن المشهد لتحركات الطائرات التي شاهدتها .. هي و حدها التي أجبرتني على مغادرة الموقع الساعة الثانية عشر صباحاً .. فقد شاهدت للمرة الاولى في ذلك الشريط الساحلي (الغربان) و هي مستوطنه الساحل و البحر .. و المعروف ان هذا الطائر يعيش في المدينة و يأوي الى الاشجار التي تتناثر في الشوارع .. إلا انني و للمرة الاولى اشاهد هذا الطائر و هو يلاحق الطيور التي اعتادت على هذه المواقع الساحلية و المياه البحرية لتقتات من ما تجود به هذه البحار و سواحلها من ما قرره المولى (عزوجل) لتقتات به و تملي على صورة البحر و ساحله تلك الصور الجميلة و الجذابة و التي جعلت (وربما لازالت) تجعل الاسر العدنية تقضي أجمل أوقاتها في شواطئ بحر عدن لتتمتّع بجماله الذي لا يوصف ؟!.. لقد أزعجتني أصوات الغربان (النعيق) الذي يطمس صدى أمواج البحر الجميل .. فلم نعد نسمع هدير البحر من شدة الاصوات التي أصبحت هي سيدة الموقف .. و هي أصوات الغربان .. من سيصدق .. لقد شاهدت غراب يطارد حمامه .. حينها تذكرت المثل العدني الشهير .. ” فأر الجبل .. طرد فأر المدينة “.. و البقيه للفهم أتركه للقارئ الذكي و الحصيف..؟!

آخر الكلام

ذات يوم .. حملت في يدي صحيفه (الحياة) و أنا مُتجّه الى منزل الاستاذ القدير و الصديق الصدوق المهندس/ حيدر ابوبكر العطاس عندما كان رئيس هيئه الرئاسة بعد أحداث 13يناير1986م المشؤمة !.. في تلك الصحيفة مقابلة مع مهندس السياسة الشمالية و زعيمها (علي عبدالله صالح) و قلت للأخ/حيدر (اطال الله في عمره) .. ” ألا ترى ما يقوله الدكتور /عبدالكريم الارياني ثعلب السياسة الشمالية الاستعمارية ؟!.. انه يدين نظام الجنوب بقوله ..((هم يصدّرون لنا الكفاءات و القدرات و الخبرات من أبناء عدن .. و نحن نصدّر لهم العمياء و المعوقين ليملوا و يشغلوا شوارع عدن بالتسّول))” ؟!.. كان حديثي مع هذا الهامه الكبيرة شيقّ و واسع في معظم القضايا ذات الاهتمام !.. لكن عادت بي الذاكرة لما نحن عليه هذه الايام ؟!.. فهل لا يلاحظ أحد ما تعج به شوارع عدن من اشكال التسّول .. و بعض المدّعين بالجنون؟!..و تحياتي الحارة جداً لإخواننا في (التحالف) الذين أحسنوا صنيعاً في خلط الاوراق على اليابسة (كما كان عليه المرحوم /الارياني (رحمه الله) في اسلوبه الذكي بخلط الاوراق بين الشمال و الجنوب .. و ليس جديداً علينا اللجوء الى السماء للهروب من اليابسة ؟!.. ألم يكن مقترح للقاء الرئيسان الشمالي و الجنوبي في محادثهما حول الوحدة .. عندما كان رئيس الشمال (صالح) و رئيس الجنوب (فتاح) بأن يلتقيا في طائره تقلهما عندما كانا يتحاوران حول الوحدة ؟!.. اذا .. فالسماء هي الملاذ .. و العياذ بالله ؟!