fbpx
” الخلاص من الداخل ” في لحج ! – كتب: شيماء باسيد
شارك الخبر

كتب – شيماء باسيد:

صباح الخير يامدينتي..صباح الخير يا وجعي يا حلمي يا وجهي الغامر , يا قلبي المفعم حبا لكل ذرة فيك ..ياحوطتي الشامخة في روحي فوق كل انكسار..صباح آخر جديد..هل تراه يطيل أمد ظلمك وظلامك يومآ آخرا أم تراه يحملنا جميعا مسرعا نحو خلاصك المنشود..في حوطة لحج نبدو جميعا في سجن كبير ومهجور في طرف بعيد من العالم لا يسأل عنا أحد ولا نسأل فيه عن بعضنا البعض , تماما كأبطال فيلم ”الخلاص من شاوشانك ” ..لا أدري كيف فيلم عبقري كهذا مر وحيدا من كل الجوائز المهمة في تاريخ صناعة السينما وأهمها على الاطلاق ( الأوسكار) رغم أنه يتربع على قائمة أشهر الأفلام في تاريخ السينما العالمية ..

أتذكره اليوم بعد أن أعدت مشاهدته لا أدري للمرة الكم ..ربما للمرة التي تكفيك لحفظ نصوصك المفضلة من سيناريو ما يؤثر فيك كثيرا خصوصا أنك تعيش في مدينة كانت مفعمة بسينما ومسرح وحياة ..وتحولت على نحو مثير للدهشة إلى سجن كبير , وعندما تسمع كلمة سجن تفكر وتتخيل وجوه مخيفة لقتلة ومجرمين ووجوه أخرى لأبرياء يعيش غيرهم على حساب حق حريتهم أو حياتهم في الأغلب .

( لحج) سجننا الكبير الذي نهوى جميعا الانعتاق عنه , ليس هروبا منها كأرض ومهوى ..بل نريد الخلاص من صورة سجنها السلبية جدا داخلنا وحولنا لنعود الى حضنها الدافىء بعد أن نعيد تأهيل أرواحنا كمواطنين شرفاء نستحق ذلك الحضن وتلك الحياة فيها . وحين أفكر في نفسي أجدني لا أملك أدوات كثيرة للخلاص من سجني الكبير سوى بالمزيد من الكتابة فوحدها خلاصي الداخلي ..ووحدها من تشعرني بالحياة أمام كل هذا الموت والدمار واليأس حولي .

البطل ”اندي دوفرين ” يُحبس في سجن شاوشانك مدى الحياة بعد اتهامه بقتل زوجته وعشيقها مع أنه بريء , اندي الرجل المستقيم صاحب القيم والأخلاق , محاسب مصرفي نزيه يجد نفسه بين عشية وضحاها في سجن خطير مكتظ بالقتلة والمجرمين..اندي..لم ييأس مطلقا رغم أن لكل رجل نقطة انهيار ما في حياته وبالنسبة له وفي ظرفه الصعب هذا تزيد احتماليه انهياره لكنه لم ينهار بل بمطرقة صغيرة جدا إستطاع حفر جدار السجن في عشرين سنة ليؤكد لجميع السجناء ظلما أن ”الخلاص من الداخل” وهناك أرواح حرة لا تقبل ظلمها فهي لا تستطيع التكيف مع هذا الظلم وأن قبلته لسنوات ففي الأخير تنجح في العثور على الخلاص.

“بعض الطيور لاتنتمي للأقفاص ريشها زاه جدا ليس لها إلا أن تحلق بعيدا في سماء الحرية”..والإنسان اللحجي فينا عليه أن يتوقف عن التكيف المهين هذا مع الواقع المر , عليه أن يؤمن ببساطة وعمق أن خلاصه الحقيقي هو من الداخل وإن تحرر من قيود نفسه لن تصبح معوقات المجتمع بتلك الصعوبة. . تماما ” فأن يُحكم عليك بالسّجن مدى الحياة ظلماً فهذا بلا أدنى شك يستدعي واقعاً جديداً أنت مُرغمٌ عليه، لكن أن تعلو على واقعك المؤلم هذا متهكّماً منه حدَّ السخرية ومسيطراً عليه عازماً تجاوزه وقهره فهنا أنتَ تُسطِّر بطولةً ” . متى سينظر كل منا الى نفسه ويبحث عن خلاصها الداخلي ونتوقف عن لوم بعضنا البعض ونتصرف بوعي ومسؤولية ووطنية , متى سنحب بعضنا البعض ونحب ( لحج) أرضنا التي ظلمناها طويلا نحن أبنائها ..!

في هذا الصباح الجميل علينا ان نؤمن جميعا أن لحج..لاتنتمي للقفص ..لحج ( عصفورة) ريشها زاه جدا , عليها ان تعود كما كانت منذ زمن حرة..طليقة , محلقة في سماء الفكر والفن والثقافة والأدب والتاريخ ..حاضرة للحب والسلام. .!

أخبار ذات صله