fbpx
هل أنتهت قضية الجنوب؟

الأن وبعد أن أتضح المشهد الجنوبي خصوصاً واليمني عموماً بكل جوانبه وزواياه ، لم يعد هناك أي مجال للمناورة للبحث عن حلول قضية الجنوب غير ذلك الحل الذي طرحته منذ بداية عملية تحرير الجنوب والذي ذهبت به إلى أخذ زمام المبادرة وفرض أمر واقع يفرض حقيقة رأي الجنوبين الذين يتطلعون لعودة دولتهم الحرة المستقلة ذات سيادة وهذا ما أُصر عليه وأدفع به.

كان هناك العديد من الآراء التي أنتقدت موقفي الذي طرحت على أعتباره طرح قد يُسبب أشكالية مع دول التحالف التي ساهمت بتحرير الجنوب من ميليشيات المخلوع صالح والحوثي ، وها هي المفاوضات التي جرت بعيداً عن رأي الجنوبين تتجاوز رأي ورغبة الجنوبين لابل لم تُعرهم أي أهتمام أو حتى يتم البحث عن مصير شعب الجنوب الذي لولاه لما أستطاعت شرعية هادي أن تطأ قدماها أر ض الجنوب ، لذلك الخاسر بكل ذلك هو الشعب الجنوبي الذي ضحى كثيراً وقدم الشهداء واحداً تلو الأخر قربانا لتحرير الجنوب .

هنا لابد من الالتفات لحقيقة يجب أن تكون واضحة وهي أن القيادات الجنوبية التاريخية تُدرك حقيقة رفض دول الخليج أستقلال الجنوب وعودة دولته لذلك لم تبادر ولم تسعى لتوحيد القيادة بحامل سياسي لتتحدث بأسم الجنوبين وتُدافع عن رغبتهم ومصلحتهم ، ومن جانب أخر حتى القيادات في المقاومة الجنوبية لم تستطع توحيد قواتها لتُشكل مجموعة ضغط على الأقل لتُعبر عن رأي ورؤية الحنوبين المشروعة ، وأيضاً حتى النخب الجنوبية لم تستطع تشكيل مجموعة ضاغطة ، لذلك أصبح المشهد الجنوبي برُمته خالي من ما يمكن أن يُعبر عن رأي ورؤية الشعب الجنوبي الطامح للأستقلال والتحرير وهذه هي الحقيقة اليوم المُحسدة على أرض الجنوب مع الأسف.

الأن المشهد الحنوبي تحديداً يتم رسمه وأخراجه وفق مصالح لدول التحالف وتحديداً الخليجية وأيضاً وفق رؤية اﻠﻤﺨﻠﻮﻉ صالح والحوثي بعيداً عن مصالح ورغبة الجنوبين فهل هذا مايُريده الجنوبين ؟

طبعاً لا والف لا ، هنا لابد من طرح سؤال جوهري في هذا الخضم ، مالذي سيقوم به الجنوبيين للمحافظة على مكتسباتهم في هذا المشهد التعيس؟

أن الخيارات المطروحة قليلة حقيقة ولابد من الأسراع في البحث عن مخرج حقيقي يحفظ حق دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل تحرير الجنوب ، ولا أظن بأن خيارالأستسلام للواقع الجنوبي المر هو الحل ، ولا أعتقد بأن البحث عن مسلك يحفظ حق الجنوبين صعب وبعيد المنال ، والحقيقة الباقية هي فرض واقع جديد يقوم به أبطال المقاومة لينتزعوا حقهم المشروع بعودة دولتهم ، غير ذلك سيضيع الجنوب بمتاهات الصراعات الأقليمية التي لن تنظر لمصالح الشعب الجنوبي بقدر ما ستفرض حلول تُناسب مصالحها حتى وأن كانت ضد رغبة وطموح الجنوبين بعودة دولتهم المسلوبة ، أُدرك حقيقة الموقف وصعوبته ولكنه بكل تأكيد لن يكون أسوء من ما تمثله خيبة أمل الجنوبين في واقعهم الذي ضحوا كثيرا وصبروا طويلاً من أجل تحرير الجنوب وعودة دولتهم المُستقلة.
فهل أنتهت قضية الجنوب إلى لا شيئ؟
هذا ما ستُسفر عنه الأيام القادمة.