fbpx
رعد الشمال وجيش الجنوب

كتب – ناصر السيد سُمًن

زعماء عشرون دولة كانوا اليوم يتباهون بقواتهم وهي تبدع في البحر والبر والجو وفي مختلف المجالات…

وبينما كنت اشاهد تلك اللقطات الجميلة التي كان يرسمها المشاركون في رعد الشمال، شعرت بالحزن الشديد وانأ أتذكر لقطات مشابهه لما شاهدته اليوم الى حد كبير كنت اشاهدها على تلفزيون عدن وانأ طفل في ثمانينيات القرن الماضي لجيش كانت له صولات وجولات وكان الجميع يحسب له ألف حساب .. جيش كان يسمى جيش الجنوب .

تابعت ختام مناورات رعد الشمال وبحضور اصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة بانبهار شديد وكان بجواري أبني البالغ من العمر 12 عام ف سألني هل شارك معهم جيشنا؟

نظرت أليه والعبرة تكاد تخنقني ..فقلت له كان معنا جيش يا ولدي وكنت أتابع مناوراته وأنا في مثل عمرك وكنت اعتز بذلك الجيش ايما اعتزاز.

ولكن يا ولدي انتهى ذلك الجيش ولم يعد له أي أثر!

أعلم يا ولدي ان الوحدة اليمنية هي التي دمرت ذلك الجيش الجبار وبسببها تم تدميره تدمير ممنهج وتم طرد كل منتسبيه من ضباط وصف ضباط وجنود بل وتم قتل العديد من قياداته وأفراده وتم الاستيلاء على ترسانته العسكرية واحتلال معسكراته وتوزيع بعضها كهبات لمشايخ من الشمال !

ليس ذلك فحسب بل تم تزوير تاريخه العسكري ونسبته الى جيش قبلي متخلف لا يفقه حتى ابسط الأمور العسكرية .

قد ينبري احدهم ليقول ليس للوحدة اليمنية علاقة بما حصل لجيش الجنوب.

أقول لو اننا رأينا او سمعنا رجل واحد من الشمال ينتقد ما حصل للجنوب وجيشه من تدمير ممنهج لقلنا ان الوحدة ليس لها علاقة بذلك.

لكن عندما يسكت الجميع عندما يسكت شعب بأكمله وهو يشاهد ما يحصل لشعب أخر دخل معه في وحدة شراكة .حينها تعلم ان النية كانت مبيته .

وهو ما حصل بالفعل ليس تدمير جيش الجنوب فحسب بل تدمير الوطن الجنوبي بأكمله.

واعلم يا ولدي ان ما حصل لجيش الجنوب بل للجنوب وطن وإنسان لم يحصل لأي جيش ولا لأي وطن ولا لأي شعب عبر التاريخ .

ثم اعلم يا ولدي ان جيش الجنوب سيعود الى أفضل مما كان عليه.

لا نقول ذلك من باب جبر الخاطر بل نقول ذلك بكل ثقة لما رأيناه من مواقف اسطورية في المعارك التي خاضها شباب الجنوب وعدد كبير من افراد جيش الجنوب السابق الذين كان لهم دورا كبير في توجيه اولئك الشباب الابطال في الكر والفر والمناورة الذين هبوا للدفاع عن الارض والعرض جنبا الى جنب في مواجهه الغزاة الجدد .

وأبهروا العالم بالشجاعة التي أبدوها وهم يواجهون عدو يمتلك كل انواع الاسلحة بينما هم كانوا يتناوبون كل خمسة شباب مشتركين في قطعة سلاح واحدة (كلاشنكوف) ولم يكن ليحصل ذلك لولا الإرث البطولي الذي يتوارثه الجنوبيين جيلاً بعد جيل ..ولا فخر

فجميعنا يتذكر وحدات النخبة من جيش الجنوب التي شاركت كقوات سلام في اثيوبيا وفي لبنان .

ولايزال بعض من اولئك الابطال الذين شاركوا في تلك الوحدات على قيد الحياة .

بل ان الفضل يعود لهم بعد الله في اشعال ثورة الجنوب السلمية والتي كان لها الفضل في زعزعة اركان الطاغية عفاش ونظامه سيئ الصيت .

ولكم ان تتخيلوا شعورنا بالفخر والاعتزاز وهم يقصون علينا وقائع اسطورية اثنا مشاركتهم في البلدان الشقيقة والصديقة.

بطولات جيش الجنوب لا تتسع لها حتى المجلدات ناهيك عن مقاله ..

كما لا يفوتني ان اطالب ابطال جيش الجنوب بتدوين وجمع بطولاتهم وإخراجها للناس في كتب عبر مدونات الكترونية ليطلع عليها جيل اليوم ويستفيد منها خصوصاً وان الاعداء يحيطون بنا من كل الاتجاهات .

ولا يسعني في الاخير الا ان اوجه تحية عسكرية لكل فرد كان منتسب لجيش الجنوب قائلا لهم عشتم احرارا ومات الكثير منكم في سبيل الحرية وها نحن اليوم نسير على نفس الطريق الذي رسمتموه لنا بكل شموخ وعزه .