fbpx
أساليب فاعلة لتربية أبنائك على “بر الوالدين”
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

ما يزرعه الآباء في أبنائهم يحصدونه.. إنها إحدى قواعد الحياة، وفي مسألة بر الوالدين على وجه الخصوص إما أن يتجه الإنسان إلى غرس هذا المفهوم في ولده منذ الصغر، ومنهم من يعتقد أنه عندما يكبر ابنه فإنه سيعي ذلك، وقد يصطدم البعض بعدم بر أبنائهم بهم رغم كل ما بذلوه بشأن تربيتهم وتعليمهم.. كيف يمكن أن نربي أبناءنا على بر الوالدين؟.. هذا السؤال الذي تطرحه “فلسطين” في سياق التقرير التالي:

“كما تدين تدان”

خولة جبر (37 عامًا) أم لأربعة أبناء، قالت: “أعمل على غرس مفهوم بر الوالدين في نفوس أطفالي من عمر أربع سنوات، عبر تعزيز مفاهيم عامة مثل حب الوالدين واحترامهم ومرافقتهم، وحسب ظني أن من كان بارًا بوالديه، أولاده سيكونون بارين به؛ وكما يقول المثل: “كما تدين تدان”.

وأضافت: “الأمر يرجع بالدرجة الأولى إلى التربية الحسنة منذ الصغر، وتعليمهم، ويتعلق بالحنان والعطف اللذين يمنحانه الأب والأم، وتبادل الآراء معهم، وحسن الإصغاء لكلامهم، فهذا يؤسس لمدى عنايتهم بالبذور التي ألقوها منذ الصغر وذلك من خلال الأسس التربوية”.

وبينت هالة ثابت (33 عامًا) أن تربية الأبناء في الصغر هي التي تضمن للآباء البر في الكبر، مضيفة: “يجب تعليمهم بأن بر الآباء وصية من عند الله سبحانه وتعالى لجميع الناس، لقوله جل وعلا: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا”، وقوله أيضًا: “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا”.

وأشارت إلى أنه من الجميل أن نعلّم الأطفال حب وبر الوالدين، ولكن يجب أن يغرس ذلك منذ الصغر، كما أن بر الشخص بوالديه هو أنموذج عملي لتعليم الأبناء ووسيلة مثلى لترسيخ هذه القيم.

وقالت ثابت: “لذلك لابد من تنشئة الطفل في بيئة طيبة يسودها الحب والسلام في البيت، والتعاطف بين الوالدين، فهذا الحب سيدخره لهما عند الكِبر”.

أما نرمين أسعد وهي أم لثلاثة أبناء ترى أن “جيل اليوم” رغم صعوبة غرس بعض المفاهيم، إلا أن الأطفال في يد آبائهم مثل “العجينة” يستطيعون أن يقلبوها كما يشاؤون، وكما يقال “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”.

وتابعت حديثها: “من يغرس يحصد، لذلك لابد أن يكون الأبوان قدوة جيدة لأبنائهم في برهما، فالطفل عبارة عن صفحة بيضاء، والوالدان هم من يعبئان تلك الصفحة، إما بخربشات بلا فائدة، أو رسوم ذات قيمة يشاهد فيها الطفل ويقلد ما يراه، فلابد من الحرص على السلوكيات الخيرّة قدر المستطاع”.

أسلوب التربية

بدوره يقول الأخصائي النفسي زهير ملاخة لمراسلة فلسطين أن أسلوب التربية الذي يمارسه الآباء هو الذي يحدد مدى القدرة على غرس بذرة البر في أبنائهم، وذلك يتأتى عبر القدوة الحسنة في السلوك لأنه الأساس الأول الذي يلعب دوراً في صقل شخصية الطفل وتعليمه الخير.

وأشار إلى أن الوالدين بهذه الطريقة يغرسان جميل الأخلاق والقيم، ويزرعان معاني البر والحب والطاعة في عقل وقلب أبنائهم بأسلوب الإقناع والحب واللطف.

وقال ملاخة: “لابد من تعزيز معاني الانتماء للوالدين والأسرة، وربط الطفل منذ نشأته بالجانب الديني وعدم إغفال الجوانب الأخرى، وإشراكه في أعمال الخير، ناهيك عن تدريبه على المشاركة الوجدانية التي تترك أثراً طيباً من الفرح والراحة، كمشاركته في زيارة الأب لوالديه، وملاحظة كل كلمة يلفظها أمامهم”.

وأوضح أن هذه الأساليب التربوية وغيرها؛ تجعل الابن يتجه إلى بر الوالدين وأعمال الخير في كبره وحتى في صغره، فالطفل يتأثر ويمارسها ببساطة من خلال التعلق والحنو ومصاحبة الآباء؛ والحرص على مرضاة الله من خلال بر والديه حتى لو كانا قاسيين.

وفي المقابل حذر ملاخة الآباء من غرس الصورة السلبية عبر ارتكاب أعمال وسلوكيات كالتعنيف وهجر الوالدين، وكفّ أبنائهم عن زيارة الجدين، ورفع الصوت عليهما وعدم الحنو عليهما بزيارة أو بإبداء الانتماء والاحترام.

وبين أن هذه السلوكيات من شأنها أن تنعكس على مفاهيم الطفل ليجد رويدا رويدا قلبه خاويًا من مشاعر العطف والحنان والحب؛ ليشرع بممارسة سلوكيات غير لائقة في حقهما كالاعتراض والصراخ.

ولفت إلى أن تربية الأبناء على بر الوالدين منذ الصغر فيه صعوبات وعقبات، ولكنها تذوب في حسن التربية ومهارة التأثير التي يمارسها الوالدان، وبفطرتهما السليمة، وحسن توظيف مشاعرهما وقدرتهما على الوصول إلى عقل وقلب الطفل بما يتلاءم مع عمره وقدراته.

وفي ختام حديثه شدد ملاخة على ضرورة تدعيم تلك الأخلاقيات عبر الوسائل المختلفة كالمساجد والإعلام؛ وتوظيف ذلك بأسلوب معتدل جذاب ومرن بما يكفل تحقيق الهدف

أخبار ذات صله