fbpx
يافع نيوز سمير عطا الله

مقالات للكاتب

خواتم باكية

ليس هناك من اسم لامع في المسرح الكوميدي المصري إلا وكان خلفه سمير خفاجي، منتجًا أو مخرجًا. من عادل إمام إلى شريهان، أو أي اسم آخر يخطر لك. لذا، سوف يخطر لك أيضًا أن مثل هذا الرجل صنع ثروة طائلة ما دام الأجر الذي يتقاضاه أي من نجومه يفوق الأرقام الستة. لكن خفاجي الذي يتحدث بمرارة في مقابلاته الصحافية، يشكو من العقوق، ومن القلّة، ومن الشلل النصفي الذي هدّه. ويتذمر من أن أحدًا من نجوم مداره السابق لا يسأل عنه، فيما عدا شريهان.

لا أعرف ماذا يحدث ولماذا يصل كبار أهل الفن إلى هذه النهايات البالغة الصعوبة. فقد كانت أمينة رزق، على مدى عقود، «النجمة الكبرى»، لكن سنواتها الأخيرة كانت فقرًا وبؤسًا. و«شرير» الشاشة توفيق الدقن (أحد اكتشافات خفاجي) مات بائسًا رغم سنوات النجاح الطويلة. وشكا كثيرون مثله أوضاعهم إلى نقابة الفنانين. وفي لبنان غاب في السنوات الماضية عدد من الفنانين والفنانات في حالات محزنة بلا حدود.

طبعًا، يُفترض أن لا أحد في نجاح سمير خفاجي المالي، أو لا أحد يمكن أن يفهم كيف أن نجمة مثل سعاد حسني تصل إلى ما وصلت إليه في سنوات لندن التي انتهت بخاتمة مأساوية وغموض أليم.

هناك حالات لم نعرف عنها. وهناك في المقابل الفنانون المتهمون بـ«الحرص الشديد» مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وعادل إمام. هل هم بخلاء؟ بعد 1967 تبرعت أم كلثوم بدخل عام كامل للمجهود الحربي. والشعراء والفنانون الذين كانوا حولها، كانوا يقولون إنها طالما أعطتهم حقوقهم مضاعفة، وطالما ساعدت المعوزين ممن حولها أو بعيدًا عنها.

أي جهة تؤيد؟ ليس هناك أجمل من الكرم ولا أبشع من البخل. لكن كم يتساوى الكرم والبخل في حالات مؤسفة ومحزنة. كم يصبح الكرم لعنة عندما تلتفت حولك ولا تجد أحدًا. وخصوصًا لا تجد نفسك، لأنها أصبحت عالة عليك وأصبحت خجولاً بها. وما أكثر الذين أضحكوا الناس وماتوا في البكاء الصامت، والدموع المحجوبة، مثل إسماعيل يس وزينات صدقي ونجم الكوميديا اللبنانية شوشو (حسن علاء الدين). لكن من حيث «المجموع» لم يُضحك مصر أحد مثل سمير خفاجي. سنوات من صناعة الضحك، واليوم أحاديث لا ابتسامة فيها.

* نقلا عن “الشرق الأوسط