fbpx
إمبراطورية التوليب! كيف تحول التوليب إلى ثروة وطنية في هولندا
شارك الخبر


يافع نيوز – منوع:
عيد المرأة في 8 مارس/آذار مناسبة جميلة للحديث عن التوليب، الزهرة الأكثر رواجا في هذا اليوم وأحد أهم صادرات هولندا، ورمزها الوطني.

في هولندا تباع يوميا قرابة 20 مليون زهرة توليب في أكبر مزاد للزهور في العالم FloraHolland.

ففي العالم الماضي، جرى هناك بيع 1,8 مليارزهرة توليب. ويجري في مزاد سوق الزهور، أو بورصة الزهور كما يحلو للبعض تسميتها، بيع الزهور منذ 100 عام. ويقع المزاد بالقرب من مطار سخيبول أمستردام. ويجري التداول فيه على مدى 5 أيام في الأسبوع، من الساعة 7 حتى 11 صباحا، حيث تعمل 5000 شركة على تزويده بالأزهار.

وبعد أن يجري عرض البضاعة على المشاركين وتحديد من رسا عليه المزاد، تظهر الأزهار في مساء اليوم نفسه أو في صباح اليوم التالي، على أبعد تقدير، في متاجر أوروبا والولايات المتحدة.

يقال إن زهرة التوليب جلبت إلى أوروبا من القسطنطينية، في أواسط القرن السادس عشر، وجرى إرسال مجموعة كبيرة من بصيلات هذا النبات الذي ينتمي إلى عائلة الزنبقيات، إلى حديقة النباتات الطبية في فيينا، التي كانت تحت إشراف عالم النبات الفلمنكي شارل دي لوكوز، الذي عمل في تلك الفترة على اصطفاء الزهور وتهجينها، ومنها التوليب الذي جاء اسمه، كما يقال، من الكلمة التركية tulbend.

وردة التوليب أفضل هدية تقدم للمرأة في 8 مارس
ولاحقا، غادر شارل دي لوكوز إلى هولندا للعمل كمشرف على حديقة إحدى الجامعات، وأخذ معه بعض بصيلات الزهرة المذكورة. فقام، في العام 1593، بزراعتها، لتظهر في العام التالي في هولندا أولى أزهار التوليب.

لم يرغب العالم المذكور في بيع هذه الزهور فاحتفظ بها في حديقته الخاصة، ويقال إنها تعرضت للسرقة عدة مرات. ولكن بعد وفاته سنة 1609، طرحت للبيع في السوق ولاقت رواجا كبيرا في هولندا، وراحت تلهم الفنانين وتظهر في كثير من اللوحات الجميلة. وفي القرن السابع عشر، انتشرت في الحدائق الملكية في أوروبا، ليتحول التوليب إلى رمز للمكانة الاجتماعية والثروة. وفي تلك الفترة، أخذ أغنياء هولندا يستثمرون أموالهم في زراعة التوليب.

ففي أواسط القرن التاسع عشر، بدأت زراعته في هولندا بشكل تجاري. واليوم، هناك 22500 هكتار من الأراضي تزرع به هناك، وتنتج حوالي 3 مليارات زهرة، يجري تصدير حوالي ثلثيها، فيما يباع الباقي داخل البلاد.

ولو تم رصف هذه الزهور، بتباعد 10 سم بين الواحدة والأخرى، فستكفي الكمية التي تنتجها هولندا لتغطية خط الإستواء 7 مرات.

إلى ذلك، فقد نجح الهولنديون في تهجين أصناف كثيرة من التوليب، بعضها في غاية الجمال. علما بأن عملية الحصول على صنف جديد، يختلف عن غيره إما باللون أو الشكل أو بقاء زهوره نضرة، تستغرق عدة سنوات.

ومن المعروف أنه لا يوجد في الطبيعة توليب أسود اللون، وقد جرت محاولات كثيرة للحصول عليه بالتهجين، دون نتيجة. وعلى الرغم من ذلك، حصل “التوليب الأسود” على شهرة كبيرة بفضل رواية الكسندر دوما التي تحمل الاسم نفسه.

رغم ان أصوله ليست هولندية بتاتا، إلا ان التوليب يشغل في الأعراف الهولندية مكانة مميزة فعلا. فأي هولندي يشعر بالفخر والاعتزاز لو تمت تسمية نوع من التوليب باسمه تثمينا لتأديته خدمات كبيرة لوطنه. ومن بين الهولنديين الذين حصلوا على هذا الشرف، لاعب كرة القدم داني بليند، ورئيس الوزراء السابق الدكتور جان بيتر بالكنإنده، ورائد الفضاء أندريه كويبرس.

أخبار ذات صله