fbpx
( تحليل ) ما هي تأثيرات معارك (الجد والهزل) في شمال اليمن على الداخل والخارج ” دول الخليج والمنطقة “..؟
شارك الخبر
( تحليل ) ما هي تأثيرات معارك (الجد والهزل) في شمال اليمن على الداخل والخارج ” دول الخليج والمنطقة “..؟

يافع نيوز – خاص :

عام منذ إشعال مليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، فتيل الحرب في اليمن، والتي جاءت تتويجا لسلسلة من الحوارات والاتفاقيات التي عادة ما تنتهي في اليمن بحرب ضروس، لعدم جدية أطراف النهب والاستبداد في تطبيق تلك الاتفاقيات .

وأشهر عديدة، منذ دخول محافظات شمال اليمن، في حرب المواجهة لمليشيات الحوثيين والمخلوع، وخاصة منذ تحرير الجنوب  وطرد تلك المليشيات العدوانية، باعتبار ان الحرب في الشمال لم تقم منذ انطلاقها في مارس من العام الماضي، كون المليشيات كانت قد سيطرت على كل المحافظات الشمالية دون أي مقاومة تذكر .

مضت تلك الاشهر، ولا تزال المواجهات في محافظات الشمال، بين ( الجد والهزل ) تراوح جبهات القتال فيها اماكنها، في ظل واقع تتسارع فيه التطورات في المنطقة العربية، مما يوسع أثر ما يجري في اليمن   يوما بعد آخر ويزيد من احتمالية تحول اليمن الى (بؤرة صراع طويلة الامد ) .

 

أثر مزدوج لتأخير حسم معارك الشمال :

لتأخير حسم المعارك في محافظات الشمال اليمنية، أبعاد خطيرة تلقي بتأثيراتها ليس على الداخل اليمني فقط، بل وعلى دول الجوار والمنطقة بشكل عام .

ومهما كانت الأسباب التي تقف خلف تأخير الحسم في الشمال، وإعادة صنعاء الى كنف السلطات الشرعية، إلا أن ذلك يعد واقعا قد ينتج المزيد من المشاكل في اليمن والتي تؤثر بتلقائية على المحيط .

يؤثر واقع الشمال ومعاركه الغير محسومة، على العديد من الأطراف المحلية والعربية، في مقدمتها ( دول التحالف العربي) وسمعتها، وقدرتها في حسم الامور وإعادة الأمور الى مسارها الطبيعي . وخاصة اذا ما ارادت دول التحالف توسيع معاركها مع عملاء ايران في المنطقة العربية ( لبنان وسوريا )  .

ويخشى مراقبون، من ان ينتج ذلك، تدخلا دوليا في اليمن، ليزيد وضع اليمن مأساوية، وخاصة اذا ما تدخلت ( روسيا ) بحجج مغلفة في اليمن، وهي التي تدعم المليشيات الانقلابية عبر إيران .

وتتمثل تأثيرات تأخير حسم معارك الشمال وتراخي طرف المقاومة والجيش المسمى ” داعم للشرعية “عن حسم الامور ،  تأثيرات داخلية، وأخرى خارجية يمكن طرحها كالاتي :

أولاً : تأثيرات داخلية :

وهذه التأثيرات يمكن سردها على النحو التالي :

  • تزايد معاناة المواطن وتفاقم الازمة الانسانية .
  • تحول القيادات العسكرية والقبلية الى ( تجار حروب) من خلال استنزاف دعم دول التحالف، وهو ما قد يجعل اطالة الحرب من مصلحتها لجمع الاموال والعتاد العسكري.
  • ترسيخ تفكك النسيج الشمالي، وبروز الانقسام الطائفي داخل الشعب الشمالي بين ( الزيدية والشافعية ) .
  • تطبيع الحياة على الحرب، ضمن بؤرة صراع طويلة الأمد.

 

ثانيا : تاثيرات خارجية :

وتلقي تأثيرات تأخير حسم المعارك بالشمال، بظلالها على الخارج، وفي المقدمة دول الخليج بدرجة رئيسية، باعتبارها قائدة التحالف العربي، من خلال الاتي :

  • استنزاف اموالا طائلة، وصرف امكانيات ضخمة لحلفاء في الشمال لا يريدون اصلا حسم المعارك .
  • ترسيخ مفهوم ان المليشيات قوية رغم كل الضربات التي تتلقاها من دول التحالف البالغة 12 دولة، وهو ما يكسب المليشيات اعجاب بنفسها واعجابا من شعب الشمال .
  • تأثر سمعة دول التحالف العربي وإظهارها بمظهر العاجز عن حسم الأمور في اليمن، للانتقال الى مربع صراع آخر مع ايادي إيران في دول أخرى .
  • وطالما والتحالف والشرعية لم تحسم الامور شمال اليمن، كيف  يمكن للتحالف ان يحسم الامور في دول تتمتع فيها ايران بنفوذ أكثر من نفذوها باليمن .
  • تأخير المعارك في شمال اليمن، يزيد من احتمالية تدخل دولا في الحرب بشكل مباشر لانقاذ المليشيات وابقاءها مسيطرة على صنعاء.

وعلى اثر تلك المعارك يرى مراقبون عن كثب، ان هناك مخارج للتحالف العربي، للحد من تأثيرات استمرار المعارك بالشمال، تتمثل في لجوء التحالف الى الاعتماد على الجنوب كأقاليم محرر، يتمتع بأمن واستقرار، على ان يتم فيه معسكرات للتحالف العربي، ومن ثم اعتماد استراتيجية طويلة تتمثل في خلخلة الحواضن الشعبية للمليشيات واستمالة القبائل .

كما يؤكد سياسيون آخرون، ان ترك التحالف لأمور المناطق المحررة قيد المجهول، يشكل خطرا على النصر الذي تحقق في الجنوب، وما لم يتدارك التحالف الوضع الامني في المناطق المحررة وبالاخص في عدن، فإن الامور قد تخرج عن السيطرة وتؤول الى منحدرات خطيرة . حد وصفهم.

 

أخبار ذات صله