fbpx
المقاومة خيار أم ضرورة ؟

بقلم/علي سعيد الأحمدي
تسائل أحد الاخوة قائلا : لو أننا لم نقاتل الحوثي ومشينا خلف الوعود التي أعطيت لبعض الرموز الجنوبية ألم يكن ذلك أفضل لنا وللجنوب؟ وهل هذا الثمن الباهض الذي تم دفعه يوازي ما تحقق لحد الآن ونحن نشاهد الوضع يسوء في عدن وغيرها ؟؟
قبل الجواب على هذا التساؤل يجب أن نعلم أن مبعثه ودواعيه هو بسبب اهتزاز الصورة التي رسمها الكثيرون للحال الذي يتوقع بعد التحرير وما حصل لهم من إحباط و ضيق لذلك. ولكن عند النظر والتأمل سيدركون أن ما تم تقديمه من تضحيات يهون أمام ما كان ينتظر الجنوب والمنطقة برمتها ان نجح مخطط المعتدين الانقلابيين .
جنوبيا .. لو قدر للعدوان الانتصار والتمكين وفشل مشروع المقاومة في عدن والذي لولاه بعد توفيق الله لما كان لتدخل التحالف الأثر المرجو . أقول لو قدر لهم النجاح لكان ذلك ضربة في مقتل للجنوبيين قبل غيرهم.. كون العدوان الحوثي العفاشي وان زخرف القول وأعطى من الوعود والمواثيق ما أعطى الا انه لن يمكن للجنوبيين حكما حقيقيا بل سيظل ممسكا بكل عناصر القوة وسيعطيهم مناصب شكلية وفي أفضل الأحوال حكما محليا مقابل ضياع الهوية وبتر الجنوب عن عمقه العربي السني،_ويا لها من غربة! _ وسيعيش الجنوبيون في حال أسوأ تهميشا واستبدادا، فالجنوبيون سيصبحون الأقلية الأدنى جهوية، والأقلية الأدنى عرقيا ومذهبيا. ولا أدل على ذلك مما تم ممارسته بحق المدنيين الأبرياء في عدن أثناء الحرب من قصف عشوائي دون رحمة وماتم من حصار وتجويع بل ومحاولة احراق المدينة بقصف المصافي عدة مرات ، فهي في الأخير مدينة الأقلية الأدنى!.
أما على مستوى اليمن عموما .. فإن نجاح الانقلاب وتمكن المد الايراني سيجعل اليمن تبتلع من قبل جبهة الشر والتخريب التي عاثت في العراق والشام فسادا، وسيصادر القرار اليمني وتنتهك السيادة وتتحول اليمن لخنجر فارسية مغروسة في خاصرة الجسد اليعربي السني كحال الدول التي طالها هذا التدخل والعدوان. وقد يفشل الانقلابيون في بسط سلطة الدولة، وتضيع الشرعية ليحل محلها تعطيل مؤسسات الدولة كما هو حاصل في لبنان، وتدخل البلاد في دوامة طائفية بتمكن الحمقى والموتورين الطائفيين الذين سيقابلهم أمثالهم في الصف الآخر .

ستتحول البلاد الى منطقة قلق ومشاكل للإقليم والعالم وستدخل اليمن في قطيعة مع الجيران قد تنعكس سلبا على كل مناحي الحياة في اليمن .
باختصار ستضيع البلاد وستدخل في دوامة ومستقبل مظلم وليس هناك أي امكانية لأن تكون جزء متكاملا مع دول الاقليم بل ستكون نشازا ملتحقة بالدول الفاشلة غير المستقرة .

سيبقى مشروع المقاومة ضرورة فرضها الواقع والمستقبل المنشود للبلاد اليمانية التي عبث بها التدخل الخارجي . وآن لدول الإقليم أن تكون مستوعبة لهذه الأهمية والعمق الموجود في اليمن والذي يحتاج الى جهد كبير للوصول باليمن الى الإستقرار والتكامل مع تلك الدول .
سيبقى مشروع المقاومة وتضحياتها مشروعا عروبيا اسلاميا يجب ان يقدر بأن تجسد كل تضحياته بمشروع يحفظ للبلاد استقرارها وللعباد كرامتهم وتبقى المسئولية الأكبر على عاتق جبهة الشرعية والتحالف لإعادة الأمل والاتزان لصاحب التساؤل وأمثاله من الصادقين .