fbpx
حزب الإصلاح مخزون من الابتزاز والافتراء

حزب الإصلاح بحضرموت يتخذ من المحافظة وسيلة مساومة سياسة لمصلحة مركزه الرئيس في صنعاء, من منطق غريب ومريب. فهو يخيّــر الجنوبيين إما وحدة مع اليمن على الطريقة التي حددها هذه الحزب  وشركاؤه بصنعاء وإما سيفصل المحافظة لتكون دولة مستقلة لحالها. ويؤكد مراراً  من خلال رموزه بالمحافظة(حضرموت) على هذا المنطق الابتزازي المساوم , ولن يكون ما قاله الإصلاحي بالمحافظة صلاح باتيس  قبل يومين آخرهم حين صرح قائلاً: (إذا أردتم اليمن إقليمين فحضرموت الإقليم الثالث, وإذا أردتم اليمن دولتين فحضرموت الدولة الثالثة والحل الأفضل دولة اتحادية من 6 أقاليم).

 ان موضوع الإقليمين بالنسبة له ولحزبه مرفوض جملة وتفصيلا.

 هكذا بكل صفاقة إما أن تقبلوا بتمرير الستة الأقاليم وإما فإننا لن نقبل بجنوبيتكم ولا بمشروع دولتكم الجنوبية… ). مع ان مشروع الإقليمين مرفوض شعبيا بالجنوب خصوصا بعد كل ما جرى من قتل وبطش ودماء ودمار.

 لاحظوا ان هذه القيادات هي أداة سياسية بيد شيوخ حزبها بصنعاء, وهذا لا يحتاج إلى فراسة وحدس لنكتشف أنها مجرد أدوات سياسة وحزبية تحت الطلب. ففي الوقت الذي ترفض فيه هذه القيادات اي مسمى جنوبي أو أي تعريف ومفردة جنوبية فهي تتراقص طربا ونشوة لكل ما تسمع من مصطلح  يمني وإصلاحي تحديدا. وفي الوقت الذي تتأفف فيه هذه القيادات من اي ذِكر للجنوب, فهي تزداد تذللا ورخوة حيال كل ما يأتيها من الحصبة ومسيك.

 وفي الوقت الذي تعتبر هذه القيادات الوحدة مع  عدن ظلمٌ وهيمنة تعتبر الوحدة مع صنعاء دوحة وارفة للحرية وواحة مكللة بتيجان العدل وغار الإنصاف . فالوحدة مع عدن تعتبر طمساً لهوية حضرموت وخصوصيتها, والوحدة مع حي باب السبح  وباب شعوب قمة الحضرمية وصونا للهوية .الم نقل لكم إن هذه القيادات آخر ما تفكر فيه هي مصلحة حضرموت وأول ما تهتم فيه هو مصلحة حزبها؟, شأنها في ذلك شأن باقي قيادات هذه الحزب بكل المحافظات, ابتزاز وأنانية وخداع.

  وعلى كل حال فهذا الخطاب الإصلاحي المكثف هذه الأيام في محافظة جنوبية مهمة كحضرموت لا يمكن أخذه بمعزلٍ عن باقي الحملة التي يخوضها هذه الحزب ومعه قوى يمنية أخرى تضمر للجنوب مكائد وشراك. ففي الوقت الذي كان  فيه صلاح با تس يدلي بدلوه كانت تتناغم معه باقي الأصوات الإصلاحية على ذات الوتر والإيقاع. سنأخذ منها مثالين للتدليل على صحة ما نقوله, فهذا الناطق الرسمي للجيش التابع للشرعية اليمنية الموجودة بالرياض (العميد سمير الحاج) يقول وبكل وقاحة وصفاقة, إن الحراك الجنوبي كان شريكا بإسقاط صنعاء بيد الحوثيين عام 2014م.! ليأتي إصلاحي آخر أسمه (العيزقي ) ليقول في نفس اليوم لصحيفة لندنية الشيء ذاته تقريبا تجاه الجنوب, ويقول بطريقة لا تقل فجاجة وافتراء عما قاله صاحبه:  (الحراك الجنوبي وعفاش والحوثيون متفقون على تقسيم اليمن ).!

للأسف كلما تقدمنا خطوة نحو لملمة الشتات وتعاضد الجهود للوصول إلى تحت مظلة جنوبية واسعة تتسع للجمع أحزابا وإفرادا وهيئات نجد أنفسنا نعود  أدراجنا بمليون خطوة للخلف. في طريقنا  يزرعون  باليوم الواحد مائة لغم, وألف مطب ,وعشرات الحُـفر والأفخاخ.!

       الجنوب بالنسبة لهم ليس أكثر من شُـقري بعمامة شيخ حاشدي. هكذا يتعاطون مع الجنوب وهم ما يزالون في بلاد الغير يقتاتون على أبواب الأشقاء وعتبات فاعلي الخير, فماذا سيعني لهم الجنوب مستقبلا إن حكموا اليمن واستووا على الكرسي ؟؟ .

 ان البلاء موكل بالمنطق. الله يستر.