fbpx
الفيروس القاتل للعروبة

عندما كان نصر الله وحزبه حزب الله في مواجهة الصهاينة كنا معه , بل كنت معجبا بخطابته وعاشقا لإبهامه المهددة والمتوعدة لإسرائيل , كانت عروبته تجذبني نحوه , وجرائم اليهود ضد اخواننا في العروبة والإسلام والإنسانية وحدتنا في مواجهتهم , حتى بدأت أنانية حزب الله في التعامل مع المقاومة من هما لبنانيا وعربيا كإستراتيجية دفاعية وهجوميه ,إلى هما خاصا به وبأجنداته وارتباطاته الطائفية , حتى تحول حزب الله لمليشيات تؤرق ألبنانيين , وتعيق التوافق في لبنان , وأداة معرقلة لإرساء كيان دولة ومؤسسات شرعية يحتكم لها اللبنانيين في خلافاتهم واختلافاتهم ,عندما شاهدت انتصارات وهمية أكثر من أنها واقعية بدأت أتوجس , وعندما كانت مناظر الموت والخراب تعم جنوب لبنان , وهم منتشيين بنصر إطلاق الصواريخ التي تجلب الأداء أكثر مما تؤدي , عندما وجدته يحتمي بالمدنيين ويقدمهم ضحايا شطحة ونطحه الغير مجدي , ,سقط من عيني عندما ساند نظام الأسد الطاغية ضد ثورة شعب مغلوب , فقلت هذا ليس حزبا ثوريا ولا جماهيري ولا أنساني , هذا حزب مصلحة وأجندات خارجية , وهو فعلا حزبا إيرانيا كثر مما هو لبنانيا .

اليوم الحزب بصماته التخريبية في الوطن العربي واضحة في سوريا لا ينكرها , وهو شريك النظام في كل جرائمه , والعراق رأس حربة في الطائفية المشتعلة هناك ولبنان معطل مؤسساته وشرعيته , واليمن يساند الانقلاب ونظام صالح الطاغية بنسخته المتخلفة كشوكه غرسها في جسد وطننا الغالي .

أي حزبا هذا عربيا ينخرب بلد العروبة ويغذي فيها الفتن , ويدعم فيها التمرد ومليشيات الموت , ويعيق بناء النظام والقانون , حزبا تنكر لحضارته وبعده القومي والوطني ليتلبس بحضارة وبعد لها تاريخ سيئ وعابث بالأمة العربية والإسلامية .

بمجرد ما يذكر اسم نصر الله اليوم في مسقط راسي عدن في حضرت جمعا من الناس , لا تجد بينهم من يدافع عنه أو عن حزبه , سقط هذا الحزب وزعيمه من نفوس الناس والكل متذمر ومستا من تدخل نصر الله وحزبه في شائن وطني الغالي , في زرعه البذرة الخبيثة , والفتن المدمرة , في نبشه لصراعات مغمورة تحت ركام التاريخ , نسيت وتناسها الناس وتعايشوا بسلام , لم نعد نكترث لطوائفنا وعراقنا وصراعات أسلافنا , حتى ذكرنا بها السيد المزروع من خلف التاريخ والساكن في كهف التخلف والمشبع بحقد الماضي البعيد , وأعاد الحياة لصراعات تخدم أسياده وأسياد حزب الله إيران .

أنها لعنت القدر نزلت علينا , بمثل هولا الذي لا خير فيهم لأمة , غير بث الكراهية والحقد والضغائن وترسيخ صراعات مدمرة , محاولة للقضاء على أحلامنا وطموحاتنا وأمالنا في الدولة الضامنة للحريات والعدالة , دولة التعايش والعيش الكريم , لا فيها سيد ولا شيخ ولا أمير , فيها القانون هو زعيمنا وأميرنا والحاكم بيننا بعد الله وحده لا شريك له .

لست مع أي تدخل خارجي لطرف ضد أخر أو لفرض كيان على أخر , لكنهم قرروا ابتلعنا وهضمنا وان يكونوا الكل ونحن الجزء , وفي يدهم كل قوتنا وسلاحنا ونحن مدنيين امنين مسالمين , دفعنا مجبورين لحرب لم تكن في حسباننا , وكان ملجئنا لقوميتنا وعروبتنا الشيء الطبيعي , العرب والخليج هم ملجئنا الطبيعي لأي غزوا فكري أو مسلح , فكانت مصر الداعمة لثورتي سبتمبر وأكتوبر واليوم التحالف العربي داعم لثورة فبراير في الشمال والجنوب , ولو تمعنت جيدا بالدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري والتنموي على مدى الخمسون عام لن تجد ما يتفوق عن السعودية والكويت والإمارات في دعمها السخي لوطننا , مع بعض الملاحظات التي شابت العلاقة ودعم قوى النفوذ التي أساءت للعلاقة , لكنني اعتقد أنهم استوعبوا الدرس وتجاوزوا الأخطاء , ويشعرون بالمسئولية واعتقد انه شعورا بالذنب أيضا يدفعهم ليكونوا صادقين اليوم فنحن على أرضا واحده وأخوه في العروبة والإسلام واللغة , واستقرارنا استقرارهم , وصار واجبا وطنيا مواقفهم الجادة والصادقة لإنقاذ اليمن من المجهول .

أحداث اليوم في وطني العربي هي امتداد لفشل الأمس , لتؤكد لضرورة إنعاش روح القومية العربية , واستحضار فكرة الوحدة العربية هو الحل ,الوحدة العربية كفكرة نابعة من قلب التراث، وكحاجة لمواجهة كل التحديات والمخاطر، وكطريق لمستقبل العرب الذين لا مستقبل لهم بدونها, وحدتنا هي قوتنا أمام جبروت وتأمر الغزو الفكري والطائفي العقيم , وحدتنا هي رفعتنا وكرامتنا وعزتنا واستعادت مجدنا لننهض ونواكب تطورات العصر لنكن امة كسائر الأمم .