fbpx
الحراك الجنوبي الحاضر الغائب !!

بقلم /مجاهد القملي
إذا كان الصوت الهادر ولفيف الحشود في المليونيات الشعبية التي كان يقيمها ويحشد لها الحراك الجنوبي يسمح لنا بالنسيان وبالتالي بالتجدد فهو يسمح لنا أيضاً بالعيش خارج الزمن والعودة إلى سن الطفولة وهكذا كان يفعل طبيب الأمراض النفسية وهكذا يرى الكثير أن لامعنى للزمن من دون الأنا وكي يعيش الأنا والزمن على أفضل وجه علينا أن نخرج من إطار الزمن وحدوده الفسيحة وإذا كان كل شي هو من صوت ونور فلا يوجد إذاً تدرج في القيم بل هناك تفاعلات أزلية بين الأشكال من خلال التواصل والانصهار… المادة والشحن والحركة وأدوات مماثلة دلائل الحياة وغريزتها التي يمكن أن تسمى طاقة عالمية بل نسميها صوتا داخليا كونيا متعددا. في ثنايا مرحلة الوهج الثوري الآفلة تجعلنا لا نؤمن بتاتا بقدر السياسة وتفاصيلها المرعبة بقدر ما نتحسر على فترة مضت ولم تؤسس بصيص من الوعي الفكري والثقافي الذي يهذب مرحلة اليوم ويقوي من عودها وشكيمتها ..

تقر كل الطرق الروحانية التراثية بوجود جسم من نور لكل كائن حي يرى عند بعض الأتقياء الزاهدين ان هذا النور المنبعث من الروح هو إنعكاس لجوهر موقف إجتماعي على حده وربما لهذا الفرض ولهذا السبب كانت الحركة الثورية الجنوبية ممثلة بقياداتها قبل أن تقبض على مقاليد الحكم كانت لاتفطن أو بمعنى أدق لم تستوعب بُعدا سياسيا يحمل مدلول قيادة دولة ولم تدرس هواجس الغزاة رغم انها كانت تؤمن أنها ذاهبة إلى منحدر حتمي مزمجر بكميات من الوحي والهراوات والمجنزرات والدروع الواقية لتفريق الأحلام الشعبية أكثر وفرة من الكتاب المدرسي المقلد ببهرجات ورموز المنهج العائلي البائد… ولأن أي نظام مثقل بالفساد والانحطاط المهووس المتشبث بالحكم أصلا يعتمد على ضعف ذاكرة الناس وعلى أستعداد المواطن للتكيف والصبر على الأوضاع المتغيرة القاحلة المليئة بالضباب وهم مجرد إشعال ثقاب من الكبريت ممكن أن ينتفضوا بصورة هستيرية يدمرون كل شي أمامهم كنوع من انواع الانتقام الغاشم وهذا ماحدث خلال الحرب الاخيرة على الوطن كيف دمروا وخربوا كل جميل ورائع ..وأكبر دليل على ما أقوله كيف أصبحت منصورة الأمس منصورة اليوم من معقل للحراك الجنوبي الى …

عندما كنا نهتف في الساحات وفي المظاهرات يجب أن يطبق الان على أرض الواقع ..إذاً وحدة الصف وهو أحد الشعارات الذي كنا نرددها ومصطلح يوحي بالقوة ونفاذ الرأي وحسن التدبر ويكاد أن يكون سلاحاً فعالاً دون اللجوء إلى أي أدوات سياسية قد يثيرها البعض أو إستعمال أي من وسائل الممانعة الأخرى لما يحمله بين طياته من معان بليغة وإشارات رادعة لكل من يحاول أن يشق هذا الصف لخلوه من الثغرات ذات الفجوة التي لا يستطيع الخلق ردمها وإفتقاره الى التصدعات التي لاحقة النضال السلمي منذ ولادته. الواقع الجنوبي اليوم يشير بوضوح بالغ وحاجة ملحة إلى الصف الواحد والرأي الواحد والجبهة الواحدة لمواجهة خطر المجاميع الإرهابية التي تُستخدم كأداة لتنفيذ مخططات الدولة العميقة والقضاء على بؤر الفساد والنهوض بالواقع الجنوبي الذي يعاني من حالة ركود وتردي في جميع المجالات وعلى الأصعدة كافة فهل نفقه المرحلة ومتطلباتها ام أننا سنظل في دوامة من أمرنا وسبيل عيشنا نسلخ قوانا المنهكة بجلابيب التهكم وعبارات البوح بضمائر الوطن ومزاياه الأصيلة دون النظر إلى رذائل الإنسان وسلبياته المقززة .اللهم لطفك لطفك يا الله.