fbpx
الغارديان: كيف السبيل لمواجهة داعش في ليبيا؟
شارك الخبر


يافع نيوز – 24:
دعت صحيفة “غارديان” البريطانية في افتتاحيتها إلى أن ينظر الغرب بعين الاعتبار إلى حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا، بعد خمس سنوات من الثورة ضد معمر القذافي، حيث تحولت البلاد بسرعة إلى جبهة جديدة للحرب ضد تنظيم داعش.

وترى الصحيفة أن هذا التحول بات واضحاً الآن، بعد قيام الولايات المتحدة بشن غارات جوية ضد هذال التنظيم الإرهابي، الذي سيطر على مساحات واسعة من ساحل ليبيا، واستهدف المنشآت النفطية في البلاد.

وكانت الطائرات الأمريكية قصفت معسكر تدريب تابع لداعش في صبراتة، في شمال غرب ليبيا، أمس الجمعة، ما أسفر عن مقتل عشرات المتشددين، بحسب تصريحات البنتاغون. وذكر مسؤولون أمريكيون أن العملية استهدفت عنصراً تونسياً مسؤولًا عن هجمات إرهابية ضد السياح في تونس عام 2015، بما في ذلك الهجوم على منتجع ساحلي في سوسة أسفر عن مقتل 38 شخصاً، بينهم 30 بريطانياً.

قلق ومؤشرات
وتساءلت الصحيفة عن النتائج التي قد تفضي إليها هذه الاستراتيجية، وكيفية الاستمرار فيها مع غياب حكومة وحدة وطنية ليبية تستطيع إضفاء شرعيتها على هذه البلد التي مزقتها الحرب؟

ونوّهت الصحيفة إلى القلق الكبير الذي ينتاب أمريكا وحلفائها من توغل داعش في ليبيا، حيث تقدر قواته هناك بـ 6500 مقاتل، وبالرغم من الفوضى التي أعقبت التدخل الغربي ضد القذافي عام 2011، هناك مؤشرات على أن بعض الدول الأوروبية تفكر في تدخل عسكري جديد، جنباً إلى جنب مع حلفائهم الأمريكيين، بهدف منع داعش من إنشاء قاعدة انطلاق لشن مزيد من الهجمات ضد أوروبا وشمال أفريقيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطط التدخل في ليبيا لا تزال قيد الدراسة في روما وباريس ولندن، ولم يُتم يُتخذ أي قرار بعد، وليس من الواضح ما إذا كانت الحملة ستكون مقصورة على الضربات الجوية، أم ستشمل قوات برية.

وكانت إيطاليا أعلنت أنها سمحت للطائرات بدون طيار الأمريكية باستخدام قاعدة في صقلية لتنفيذ ضربات ضد داعش.

قواعد قانونية
وترى الصحيفة أن إحدى مشكلات التدخل العسكري الدولي هي ضرورة استناده إلى قواعد قانونية، فيما يصعب الحصول على قرار في الأمم المتحدة الآن نظراً للحاجة إلى موافقة روسيا.

من هنا، يتوجب أن تقدم السلطات الليبية طلباً رسمياً بالتدخل، لكن ليس هناك اتفاق في ليبيا على حكومة واحدة، كما فشلت وساطة الأمم المتحدة إلى الآن في التوصل إلى اتفاق يجمع بين الفصائل المختلفة.

يذكر أن الأراضي الليبية منقسمة بين حكومتين وبرلمانين؛ إحداهما في العاصمة طرابلس والأخرى المعترف بها دولياً في مدينة طبرق شرقي ليبيا، وخلقت الفوضى الناتجة عن ذلك الانقسام فراغاً شغلته داعش.

مسألة وقت
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، أمس الجمعة، إن الغارات الجوية ليست بداية حملة جوية دولية، مشيرةً إلى أن ذلك قد يكون مسألة وقت، نظراً لضورة منع داعش من اتخاذ ليبيا منصة انطلاق وشن هجمات كارثية ضد أوروبا، ولذا تستحق فكرة شن “حرب جديدة على الإرهاب” في ذلك الجزء من أفريقيا أن تخضع لمزيد من النقاش العام أكثر مما هو حاصل الآن.

وترد الصحيفة على من يعزو انحدار ليبيا إلى الاقتتال الداخلي نتيجة للتدخل الغربي والإطاحة بالقذافي عام 2011 بقولها إن هذا المنطق يغفل مسألة مهمة، وهي أن ليبيا كانت تفتقر إلى مؤسسات فاعلة تقوم بدورها حتى تحت حكم القذافي، حيث لم يكن هناك سوى حكم ديكتاتور.

وفي الختام، تُرجع الصحيفة تفكك ليبيا إلى نقص الاهتمام الدولي والمتابعة الدبلوماسية بعد عام 2011، ولذا تشهد البلاد اليوم حالة من الفوضى التي لا يستطيع الغرب أن يغض الطرف عنها، وليس عليه أن يفعل، ولكن وضع السياسة الصحيحة يتطلب مناقشة أمينة ومفتوحة، بحسب الافتتاحية.

أخبار ذات صله