fbpx
قوات التحالف تستدرج مليشيات الحوثي وصالح لحرب استنزاف طويلة الأمد
شارك الخبر


يافع نيوز – القدس العربي:
أكملت قوات التحالف العربي بالتمام والكمال أمس شهرها الحادي عشر من التدخل الجوي والبري في اليمن لدحر الميليشيا الحوثية التي انقضت على السلطة وسيطرت على كل مفاصل الدولة في البلاد.

أحد عشر شهرا انقضت وما زالت المعركة قائمة بين القوات الحكومية بشقيها الرسمي والشعبي المدعومة بقوات التحالف العربي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية وبين ميليشيا الحوثي التي لم تتخذ حتى الآن منحى حرب العصابات ولا حتى الحرب التقليدية بين جيشين أو قوتين وجها لوجه.

الحرب اليمنية طالت في نظر العديد من المحللين العسكريين، رغم أنه كان بالامكان وضع حد لاستمرارها منذ وقت مبكر. قد يعزو البعض أسباب ذلك إلى أخطاء استراتيجية فيما يعتبر البعض الآخر وضعا طبيعيا في مثل هكذا معارك، التي يكون الوقت فيها جزء من العلاج.

مصدر عسكري رفيع من القوات الحكومية أكد فعلا أن (الوقت) فعلا جزء من العلاج، حيث اتخذت الحكومة بالتنسيق والتعاون مع قوات التحالف خطوات متسارعة نحو تأسيس جيش وطني قوي يمسك بزمام الأمور بعد انتهاء المعركة بالإضافة إلى إنشاء قوات أمنية محترفة تحفظ المدن والمؤسسات العامة والخاصة عندما تضع الحرب أوزارها، وهذا ما بدأ يتحقق على الأرض بتخريج العديد من الدفع العسكرية والأمنية التي أنهت التدريبات العسكرية والتي التحقت مؤخرا بقوات الجيش الوطني في أكثر من جبهة.

وذكر لـ«القدس العربي» ان إطالة أمد المعركة لم يكن عبثيا، وإنما لاستنزاف ميليشيا الحوثي وإنهاكها وتمزيق كل مكامن القوة لديها باستمرار المعارك في أكثر من جبهة وتشتيت قواها في محاولة للقضاء عليها للأبد وليس لمجرد إزاحتها عن السلطة.

وأوضح أنه «لو كانت المعركة انتهت بضربة خاطفة عبر إزاحة الحوثيين عن السلطة خلال وقت قصير فإن هذا سيعني أن الميليشيا الانقلابية ستحول وجهتها نحو حرب العصابات وهذا معروف في الحروب التقليدية من هذا النوع، ولكن الهدف هنا هو القضاء على شوكتها للأبد وإقامة دولة قوية على أساس وطني، بعيدا عن السيطرة الطائفية والمذهبية».

وكشف أنه «تم استدراج ميليشيا الحوثي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد في أكثر من جبهة عبر الإبقاء على وضع المعارك في وضع غير محسوم، للقضاء عليهم للأبد» في إشارة منه إلى أن بقاء المواجهات بين الكر والفر وبين التقدم والتأخر، كان مقصودا للقضاء على كافة مكامن القوة لدى التمرد الحوثي نهائيا، حتى لا تذهب المواجهة نحو منحا آخر، تأخذ شكل حرب العصابات والتي قد تكون أكثر تعقيدا وأكثر كلفة وأطول أمدا، ربما تستمر عشرات السنين كما حصل في العديد من الدول التي اتخذت فيها بعض الجماعات من منهجية حرب العصابات وسيلة للسيطرة على أجزاء من البلاد.

وكانت مصادر سياسية يمنية ذهبت في أكثر من مناسبة إلى اتهام قوات التحالف بالتخاذل في حسم المعركة في مدينة تعز التي تعاني الأمرّين جراء المواجهات المسلحة العنيفة التي تخوضها قوات المقاومة المدعومة بقوات محدودة من الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي وغطاء جويا محدودا لقوات التحالف التي بدأت عملياتها الجوية في اليمن في 26 آذار/مارس من العام الماضي.

وأعطى الاستعجال في عملية تحرير محافظة عدن والوضع الأمني الصعب الذي أعقب عملية التحرير، مبررا قويا لعدم الاستعجال في تحرير بقية المدن والمناطق وفي مقدمتها مدينة تعز، والإتجاه نحو فتح جبهات أخرى متوازية مع حرب الاستنزاف في مدينة تعز التي تحملت أعباء كبيرة جراء إطالة أمد هذه الحرب لكنها كانت الضرورة الملحة التي لجأت اليها قوات التحالف للقضاء النهائي على شوكة الحوثيين ومن يقف وراءهم.

طبعا قد يفهم البعض أن المقصود بالحوثيين هنا أنهم جماعة عبدالملك بدر الحوثي ومن سايرهم، ولكن المقصود أبعد من ذلك، وهو كل قوة تساندهم أو تقف إلى جانبهم لدعم مشروعهم الإنقلابي الطائفي وفي مقدمتهم القوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، الذي سعى خلال فترة حكمه التي تمتد لنحو 33 سنة إلى تأسيس جيش للدولة على أساس مذهبي طائفي، يتسيد من خلاله على الدولة بقوة السلاح ويعمل على إقصاء الآخر لأنه ببساطة ليس من طائفته، وهذا ما خلق الغبن والقهر لدى أغلبية اليمنيين الذين ثاروا على نظام صالح وأطاحوا به من خلال ثورة 2011.

ونظرا لأن الأيام كشفت أن الإطاحة برأس نظام صالح لم تكن هي الحل الجذري لمعالجة الوضع اليمني وإنما كانت بمثابة القضاء على الجزء الظاهر منه فقط، بينما بقيت الدولة العميقة التي بناها صالح تعبث بمسارات بناء الدولة الحديثة التي طمح اليمنيون إلى تأسيسها، ولم تكن هذه الحرب المجنونة التي يقودها صالح تحت عباءة الحوثي سوى نتيجة من نتائج ذلك العبث الصالحي/الحوثي والذي تسعى قوات التحالف وقوات المقاومة والجيش الوطني إلى اجتثاثه من جذوره بصبر وهدوء حتى لا تقوم له قائمة في المستقبل.

أخبار ذات صله