fbpx
“أحزاب اليمن” .. أين هي مما يحدث ..؟ مواقفها .. تواجدها ميدانيا .. وتعاملها مع التحالف العربي ..؟ ( تقرير )
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – خاص :

( الوطن والوطنية ) ليست عنونا براقاً، ولا شعارا تتغنى به الاحزاب والقوى والجماعات، الحاكمة او المعارضة، بل هي اشياء ثابتة في وسط متغيرات الاحداث، ولا تسقط ابداً، لكن من السهل ان يسقط رافعي شعاراتها في لحظات من التأريخ .

( احزاب اليمن ) اسم  اختفى من واجهة الاحداث والاعلام، نتيجة لغياب دورها فيما يجري، حتى ان ذكرها لدى البعض بات على استحياء كما لو أنها عاراً، وذلك نتيجة سقوط اقنعتها، وتحولها الى كومة من الصمت والحياد في أخطر لحظات ومراحل يعيش فيها الوطن .

ذلك ليس تجنيا على تلك الاحزاب، فللأحزاب باليمن، تأريخ طويل من العمل، خاضت فيه مجمل الاحداث والتفاصيل، والحوارات، وكانت جزءاً من الصح والخطأ الذي رافق عقودا من الزمن، شهدت تراكمات لم تكن كل القوى والاحزاب بمنأى عنها، لكنها اليوم، وبعد تغيرات جذرية، وفي مرحلة استثنائية، باتت تلك الاحزاب مجرد أثراً بعد عين، وكل ذلك كان بشكل غير متوقع،  وكأنها لا تنتمي لوطن اسمه اليمن، ولا لجغرافيته ولم تعش احداثه .

وفي حين يظهر على الطابع العام غياب تلك الاحزاب واندثارها، يرى مراقبين ان هناك سقوطا مدويا لتلك الاحزاب وخاصة ” احزاب المعارضة – المشترك” وسقوطها يتجسد في وقوفها مع ” مليشيات الحوثي والمخلوع صالح” التي توالي إيران، وخاصة احزاب ( الاصلاح والمؤتمر والناصري ) التي غابت عن الساحة، إلا من تواجد بعض افرادها وقياداتها، بشكل منفرد وليس باسم الحزب الذي ينتمي اليه .

أحزاب عريضة، وتمتلك قواعد بشرية، وفروعا في كل محافظة ومديرية ومركز، لم تحرك ساكنا للتصدي لتمدد مليشيات الانقلاب التي باتت سببا في تدمير كل في اليمن، حيث تعاطفت تلك الاحزاب منذ البداية مع المليشيات، وحاورتها على طاولة واحدة، وسمحت لها باقتحام صنعاء، وذهبت لتفاوضها في صعدة على الامان والسلام، بل واليوم تصمت امام جرائمها وتسببها بدمار شامل لليمن،  لا يمكن لهذه الاحزاب ان تكون اليوم، إلا جزءاً من الدمار الذي لحق باليمن شمالا وجنوباً . كما يرى ذلك كثير من المراقبين عن كثب .

تساؤلات مشروعة  :

في خضم الظروف والاضاع التي تشهدها اليمن والمنطقة العربية، ياتي ذكر الاحزاب اليمنية باستحياء، وذكر دورها وموقعها من الاحداث، سواء في المناطق الجنوبية المحررة او المناطق الشمالية التي تشهد معارك لتخليصها من مليشيات الانقلاب.

من هنا تبرز عدة تساؤلات مشروعة، وهي :

  • أين دور الاحزاب من دعم استقرار الامن والسكينة العامة في عدن والمناطق المحررة ..؟
  • أين تلك الاحزاب من حشد قواعدها البشرية لحسم المعارك في تعز ومحافظات الشمال ..؟
  • هل يعني صمت تلك الاحزاب موالاتها لمليشيات الانقلاب ..؟
  • هل ترفض تلك الاحزاب الوقوف مع التحالف العربي ضد ايران ومشروعها الذي ارادت تنفيذه مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح ..؟.

كثيرة هي الأسئلة التي تخطر في ذهب المواطن البسيط، فضلا عن السياسيين والاعلاميين والمراقبين للاوضاع والتوجهات وتغيرات السياسة.. لكن مع ذلك تبقى تلك الاسئلة بدون إجابات، طالما والاحزاب السياسية اليمنية، لم تجرؤ عن تحديد مواقفها بصراحة، إما خوفا او جبناً، وإما رفضها الوقوف مع التحالف العربي .

الموقف الغامض لبعض تلك الاحزاب، وتلاعب بعضها بمصطلحات توردها في بياناتها الاعلامية، التي تعتبر مجرد ” ذر الرماد على العيون” تحتاج توضيحا، وترجمة افعال ميدانية في جبهات المواجهة،ليس لشيء، ولكنه لأجل اليمن وتخليصها من حالتها المزرية التي تعيشها، وكعمل وطني أقل ما يمكن ان تفعله تلك الاحزاب .

سقوط مدوي : 

مع اشتداد المعارك واحتدامها، في الشمال، وبقاء الحال على ما هو عليه، وتأخير عملية الحسم، تزداد سمعة الاحزاب سوءاً لدى الشعب والنخب، باعتبارها مجرد ” ظاهرة اعلامية” ورافعة لشعارات الوطن والطنية لا غير .

سقطت تلك الاحزاب، عبارة يرددها كثير من الناشطين وبسخط عارم، واخرين يعتبرون تلك الاحزاب مسبّة في تاريخ اليمن، شمالا وجنوباً، خاصة بعد فقدان تلك الاحزاب بوصلتها ومحركها وهو ” المؤتمر الشعبي العام” الذي بات منقسما بين ( علي عبدالله صالح – وعبدربه منصور هادي ).

هذا ما يعني، أن تلك الاحزاب، كانت مجرد تابعة للحزب الحاكم، الذي لولا ان الظروف والثورتين الشعبيتين في الجنوب والشمال، اسقطته، لما سقط ولبقيت تلك الاحزاب رديفه له في صنع معاناة الشعب اليمني ودمار اليمني .

التحالف والاحزاب : 

التحالف العربي، الذي جاء منقذا لدوله وامنها من بطش ايراني ومليشياتها في اليمن، لم يلاقي قبولا الا من ( المقاومة الجنوبية التابعة للحراك الجنوبي والسلفيين الوسطيين،  ومن الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور عادي واتباعه) هذا جنوباً .

أما شمالاً، لم يلاقي التحالف العربي الجهة الموثوقة التي يمكنه الاعتماد عليها، فكل الاحزاب مراوغة وتظهر غير ما تضمر، حيث يعتمد التحالف في معاركه على ( رجال القبائل الشرفاء – وعلى الاحرار الوطنيين من ابناء الشعب الشمالي اليمني )، فيما الاحزاب والحركات والقوى تنكشف يوما بعد آخر انها مجرد وجه آخر صنعه ( المخلوع صالح) للعب بالأوراق وخلطها .

الايام كفيلة بالحقيقة : 

ومع ما كتب اعلاه، بناء على اراء كثير من الناشطين وردود افعالهم، ومناقشتهم لما يعيشيوه يومياً، تبقى الايام القادم كفيلة بتأكيد المواقف وترسيخها في ذاكرة الأمة العربية والشعب اليمني، والتأريخ لا يرحم، وكل شيء مرصود وموثق . كما يقول الناشطين اليمنيين .

أخبار ذات صله