fbpx
حتى لا نخسر الجنوب مرتّين ..! – بقلم : سالم عباد
شارك الخبر

مضت الأيام مسرعة منذ إنطلاقة أولى أعمال الحركة الجنوبية الوطنية السلمية التحريرية الإستقلالية “الحراك الجنوبي” عام 2007م، تطور الوعي الشعبي بالقضية الجنوبية عام بعد آخر، أصبح هناك وعي جماهيري يعم كل أرجاء الجنوب عن قضية الوطن، وتحديداً أجياله الشابه الذي يعول عليهم الكثير في المستقبل، حيث أصبح الجيل الشاب يتحدث بوعي ومسؤولية عن قضة الوطن العادلة.

في الأعوام الماضية قدم الجنوب العربي خيرة الرجال و الشباب، خلال مشوارة النضالي الممتد لأكثر من عشرة أعوام تقريباً، أتذكر بعض أسماء الشهداء التي لا تزآل عالقة بالذاكرة حتى اللحظة، والتي كانت لحظات إستشهادهم مألمة جداً،  ويجب أن تخلد في تأريخ الجنوب العربي الحديث، منهم الشهيد وضاح البدوي في مثلث العند وهو يحمل رآية الوطن عالياً في الأفق، والشهيد الحدي الذي كان يدافع عن عرضه في أبين ضد قوات الأمن المركزي، والطفل الشهيد عادل نزار الذي قال مقولته الخالدة “الرجولة ملهاش قطع غيار”، إضافة إلى مئات الشهداء الذي سقطوا خلال هذا الثورة التي لم تتحقق أهدافها الأساسية حتى اللحظة، والذي أتعشم من قيادة المقاومة الجنوبية الإعتناء بأسرهم وذويهم وتقديم كل العون والمساعدة لهم في المستقبل.

الجنوب الآن يمر بمنعطف تأريخي مهم وخطير في آن واحد من تأريخة الحديث، والذي أثبت للجميع وتحديداً الأشقاء والأصدقاء، أن أبناء الجنوب على حق، رغم التشوية والتزوير المستمر التي كانت ولا تزآل تقوم به النخب السياسية في الشمال وأجهزة صنعاء المختلفة ضد كل ماهو جنوبي ويرمز إلى دولة الجنوب وعاصمتها عدن.

إن المرحلة القادمة تتطلب من كل أبناء الجنوب، وتحديداً النخب الجنوبية تفهم المرحلة الحالية بشكل جيد، والإسهام للتخطيط للمرحلة القادمة بصورة علمية وموضوعية، كون الأشقاء و بعض الأصدقاء وصلوا إلى قناعة من ضرورة إجتثاث نظام حكم صالح و كل حلفائه، والتخطيط للمستقبل بأدوات وطرق مختلفة، وتحديداً بعد تحالف الآخير مع الذ اعدائهم والتي تمثل تهديد على امن المنطقة برمتها.

على أبناء الجنوب العربي الداخل  أن يعملوا بجد أمام الفرص التأريخية التي أمامهم، ويسهموا بالإنخراط بالعمل الميداني في مختلف المؤسسات في الجنوب و على رأسها المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية والإقتصادية و الإعلامية، إضافة إلى المؤسسات المدنية الآخرى، على أقل تقدير في العاصمة عدن والمدن المحررة بعد الحرب الأخيرة، وتحت قيادة المقاومة الجنوبية، أيضاً على قيادة المقاومة الجنوبية التعامل بشئ من العزة والكرامة والرفعه مع تطلعات الجماهير الجنوبية، وتبتعد عن التسويات التي تقدم لقيادة المقاومة والتي تجعل من المقاومة الجنوبية مؤسسة ثورية يستطاع بيعها وشرائها ببعض التسيويات والإمتيازات التي تقدم إلى إفرادها والتعامل الهش لها مع اجهزة الشرعية، بل على قيادة المقاومة التعامل المباشر مع دول ومؤسسات الدول الشقيقة وأولهم دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

الموضوعية والمنطق يقول أن علينا ان نكتسب الخبرة في إدارة وتشغيل كل المؤسسات التي تحتاجها الدولة الجنوبية القادمة، أيضاً على النخب الجنوبية في الداخل والخارج، وتحديداً السياسية والعسكرية و الإقتصادية العمل على بناء قنوات تواصل مع الأشقاء والأصدقاء من أجل دعم مشروع إستعادة الدولة الجنوبية خلال الخمس السنوات القادمة، حيث نحتاج إلى إعتراف دولي بدولتنا، وكذلك أعادة تفعيل العلاقيات الدبلوماسية و السياسية والعسكرية والأقتصادية والثقافية والعلمية …الخ بين العاصمة عدن وعواصم دول العالم، أيضاً المساندة منهم خلال السنوات الخمس الإولى لتسير العمل في مؤسسات العسكرية والمدنية، وتقديم الخدمات الأساسية والضرورية لعامة الشعب.

الجنوب هذه الأيام يمر بمرحلة هامة من تأريخة الحديث، ويجب على أبناء الجنوب عامة، وتحديداً النخب الجنوبية ان تعي هذه المرحلة جيداً، وتعمل إلى جانب كل مخلص يعمل بصمت وبمختلف الطرق لإعادة وطننا لبناء مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة، بدلاً من لوم الواقع ومايجري في الميدان هذه الأيام، وذلك من أجل أن لا نخسر الجنوب مرتين.

 

أخبار ذات صله