fbpx
يا أبطال التحرير .. انتبهوا .. عدن فوق كل المصالح!

صحيح إن الحبيبة عدن مثل أي مدينة أخرى تحتوي ابنائها في دفئ أحضانها و تحتضنهم في بحر حنانها،
تتواصل معهم في كل نشاطاتهم على ترابها..
تواكب براءتهم و هم يلعبون على ترابها اطفالا..
و مرور السنين الطويلة تتولد فيها تلك العلاقة العميقة بين الأرض و الإنسان،
و لكن مع عدن هنا يحدث الإختلاف عند المقارنة في تلك العلاقة..
فعلاقتنا بها تتكون في قلوبنا منذ المهد الى اللحد..
و لا تمر هذه العلاقة بكل هذا الكم المتسلسل و المعقد حتى تبنى العلاقات و الروابط، فقد وجدت مزروعة في القلب و بالفطرة..
فسئل طفلا صغيرا ليعبر لك عن فخره كونه ابن لها..
سئل شيخا و أنظر الى عينيه حين تشعان بفخر الإنتماء اليها..
تعلمون إني لا ابالغ في قولي بأني لم أرى علاقة حميمة بين الأرض و الإنسان مثلما هي بيننا و بين عدن، علاقة ترابط و إخلاص و وفاء و مشاعر لا توجد إلا بين إنسان و إنسان …
أطفالا يخلقون محبيبن لها بالفطرة،  فيكبرون ليزاوروها في كل بقاعها المترامية..
و كأنهم يلاعبونها هي يمرحون معها في أمواج بحارها،
يسابقونها ليتسلقون جبالها،
يزاورونها فيضربون خيامهم للبيات لياليهم بجانب أحد سواحلها الجميلة..
تبهرنا بامتيازها ذو النكهة الفريدة لشوارعها و منتزهاتها..
فهي غير كل المدن الأخرى التي ربما تتفوف عليها اعمارا و ثراء و طقسا و لكن ليس سحرا،
فهنالك شئ سحري تتمييز به، شئ شديد الجاذبية، شئ فيه الكثير من الأسرار ما لا يدركه عقل و لا تفهمه قلوب…سر لا تريد الحبيبة أن تبوح به!
عدن  متمييزة بشئ مبهم، غرس في أعماق قلوب أبنائها منذ القدم،
و أصبح غريزيا، يتناقله الأبناء في الأجيال المتعاقبة، و لم يعد يذكر سره أحد!
فأصبحت الأجيال تتوارث عشقها و حبها و التفاخر بالإنتماء أليها دون أن تعرف لذلك أسباب..
و مقابل توالد كل ذلك الحب كأن لابد أن يولد الحسد و الحقد في قلوب أخرى حرمت من تذوق لذة تلك العلاقة الحميمة،
قلوب مسودة لم تستوعب ذلك الحب المتوارث في تعاقب مستمر كينبوع دفاق رقراق لا ينضب!
قلوب كالحجارة بل و أقسى بسطت على أراضيها و أغلقت منتزهاتها و احتكرت مؤانيها و سيطرت على منافذها و عطلت أعمالها…
لأن ذلك الحب أصابها بالرعب و أدركت أن صمت ابنائها لن يطول و لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام كل تلك الإنتهاكات لحقوق أرضهم و أنسانهم و لن يسمحوا بمؤامرات تحاك لتشويه روابطها الاجتماعبة و عاداتها و سلامها و حضارتها..
كل ذلك الكم من التأمر فقط لاستئصال حبها من قلوبنا و إفراغ أعماقنا و خلايانا مما تحمله من عرفان و تقدير لها!
و مما زاد رعبهم، ما رأوه و تذوقوه من مرارة الهزيمة و الإنكسار، حين التصدي لجحافلهم،
أرعبهم ذلك  الصمود حين تحول الشباب الذي رأهنوا على بساطته و استضعفوه و اعتقدوا عدم مبالاته بما حوله…
ظنوا فخاب ظنهم..
انتقصوا فجاءهم الكمال البشري..
استضعفوا فطحنتهم أقدام مارد القوة و الشجاعة تولد في قلوب الصغار…
اعتقدوا انهم سيحسموا الأمور بساعات و تفاجأوا بطوفان أسطوري، فلم يصمدوا هم، انهزموا شر هزيمة لم تنفع معها خطط السنين و اعداد الربع قرن بالعدة و العتاد و المعسكرات المهولة..
و بعد الفشل في مواجهات الرجال، تبدلت الخطط و المؤامرات،
و كثرت المحاولات في ضرب أجمل مايميزها بعد موقعها الاستراتيجي، الا وهو التجانس الإجتماعي لأبنائها، في نسيج ذابت فيه كل الفوارق، فزرعوا بذور الشقاق و نفخوا في كير الفتن..
و ذلك من خلال تغذية النعرات و إشغال الناس في البحث عن أصولهم و معتقداتهم و ألوانهم  و أشكالهم و استغلال كل الثغرات المتاحة أمامهم، كل ذلك ليتم اشغالنا باحتياجاتنا الشخصية و صرفنا عن التوجه الى البناء و الأعمار و اللحاق بركب العالم..
فكثرت المحاولات في ضرب مدنية و سلام عدن و ابنائها من خلال استنساخ سلوكيات قبائل و مشائخ الجبال و الكهوف، التي لم نرى منها الا القتل و تغذية الثأرات و الاستقواء للبسط على أملاك و أراضي الغير و استعباد أخرين بقوة السلاح و المال،
من خلال استغلال الحاجة و الجهل و الفقر و جعلهم مليشيات مسلحة تتبع من مشييخوا و أممروا و زععموا،  فنصبوا أنفسهم على الأخرين لاستغلالهم في تنفيذ مايرغبون بالقوة..
حين انتصرنا و لاح في الأفق بأننا أصبحنا على بعد مرمى الحجر من إسترجاع كل أمجادنا بل و بنفس جديد نتفادى به سلبيات الماضي و كأن الحماس كبير، للشروع بذلك، فإذا بهم يمكرون و ينفذون خططهم..
فتبدأ عمليات الاغتيالات و التفجيرات و اقلاق السكينة و الأمن في تناغم و انسجام تام بين هذه المليشيات التي تتدعي حرصها على الجنوب و المليشيات المهزومة في جبهات القتال..
فكل ماتقوم به من أعمال تخريبية و نشر الفوضى لا يخدم إلا أنصار إيران و المخلوع…
فكلما اشتد على اولئك الأمر في مكان ما و لاحت تباشير هزبمتهم في منطقة ما أنبرى هولاء بإسقاط مدينة او استهداف شخصية أو موقع بسيارات مفخخة و أحزمة ناسفة كلها متشابهة،  احادية اللون،،لون عفاشي وأحد و تحت مسميات عدة، لعل أسخفها داعش!
هم كذلك حقدهم و كراهيتهم تجعلهم يتناسون او يرحلون خلأفاتهم، فيضعون أيديهم بأيدي بعض فيتعاونون على أسقاط الحبيبة عدن أولا لتبقى إن لم تكن تخت سيطرتهم فلتكن في مهب رياح الفوضى و عدم الاستقرار..
لأنهم يدركون جيدا، أن نهايتهم في استقرار عدن و تطبيع الحياة فيها
كل ذلك واضح و مفهوم لنا جميعا،
و لكنهم ما كانوا لينجحوا في تنفيذ مخططاتهم الشيطانية لولا غباء و جهل بعضنا في تسهيل مهأمهم..
فكيف لنا من كنا على إستعداد في تقديم أرواحنا و أموالنا و دمائنا و أولادنا قرابين لنصرة الدين و الحفاظ على أرضنا و عرضنا أن نسمح لأحد أن يستغل حالة الإحباط التي أوصلنا اليه بعض المسؤولون الغير مسؤولين المتلاعبين بقضايانا،
نحن من كنا لنضحي بأكثر من ذلك كيف نسمح  باستغلالنا و تجيشنا و جعل منا عصابات تقلق السكينة و تخيف الأستثمار لمجرد مشاكل شخصية نقر باننا مظلوميين بسببها و لكن لا نغفل بأن هناك من يستغلنا !
كيف نسمح لهم ان ينفذوا بنا هتك عرض مدينتنا و كيف نسمح لهم ان يجعلوا منا خناجرا يطعنون به خاصرتها؟!
نحن سبب كل هذه الفوضى لأننا إن وقفنا بحزم و قاطعنا هولاء العصابات و لم نسمح لهم بإستغلال حاجاتنا لضرب مدينتنا لم نجحوا!
بدوننا هم صفر على شمال العدد لا يساوون قيمة…
فمتى نستفيق و نعرف كل هذه الحقائق على الأقل لنمنعهم من التبجح و الظهور بهذا الشكل السافر؟!
متى نجعلهم يدركون حجمهم و أنهم غير مقبولون ليتجولوا بتلك الحرية و كأنهم في منازلهم؟!
متى نجعلهم يدركون بأن عدن لا تقبل البلطحة و العصابات و مشائخ الحرب و سماسرة السلاح و السوق السوداء و تجار المخدرات؟!
متى نلتف لنساعد قيادة المحافظة عيدروس و شلال  و غيرهم من الشرفاء الذين هم من صلبنا و يدرك الكثيرون أنهم يتعرضون لأشد الحملات التحريضية و الكيدية مرة بأنهم عملاء لإيران و هم الذين كانوا شوكة في حلوقهم اثناء الحرب و مرات بإتباع طرق أخرى..
متى ندرك أن عدن بحاجة الى اصطفافنا لبنائها و اعمارها، و هي بحاجة لمزيد من التضحيات و الابتعاد عن المصالح الشخصية و الأنانية الضيقة؟!
متى نستشعر المسؤولية و نقطع دابر الشر و نقطع الطريق عليه؟!
متى ندرك عواقب تكتلاتنا خلف رؤساء عصابات،  و إن تفرقنا يدفع بنا الى جرف هاوية سحيقة لن ينجوا منها أحد!
متى نتخلى عن هولاء الحاقدين و ننضوي
تحت رآية الخوف من الله و قيد اخلاقنا الحميدة و حدود عاداتنا الحميدة و حب هذه الأرض؟!
متى، متى، تغلبون المصلحة العليا ذات المستقبل المشرق..
متى متى نستفيق؟!