fbpx
دي فيلت: العوامل التي تجذب الشباب للانضمام لداعش
شارك الخبر


يافع نيوز – 24:
يُشرف العالم السلوكي الألماني يوهانس سيبرت، على فريق تابع للبنتاغون للنظر في دوافع أتباع داعش، إذ اكتشف أن الدين لا يمثّل الدافع لكل أتباع داعش، فبعضهم يعتبر نفسه مشاركاً في قضية إنسانية.

يقول العالم الألماني يوهانس سيبرت: إن “فهم جدول أعمال خصمك يساعدك في التغلب عليه”، ويوهانس هو الألماني الوحيد في فريق كلفته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بالتوصل إلى فهم أفضل لأهداف داعش، وتوصل هذا الخبير في العمليات السلوكية بجامعة بايرويت في بافاريا إلى نتيجة غير متوقعة تماماً.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية مع العالم يوهانسن:

– كيف حصلت على الوظيفة في وزارة الدفاع الأمريكية؟
إنا متخصص في نظرية القرار، التي يتيح لي الفرصة لمعرفة كيف يتخذ المديرون التنفيذيون والقادة قراراتهم من خلال تحديد أهدافهم وهيكلتها، وعندما بدأ داعش في الانتشار، كنت أتساءل عما إذا كان يمكن أن أساعد في محاربة التنظيم، وفي “مركز تحليل المخاطر والاقتصاد لأحداث الإرهاب في جامعة جنوب كاليفورنيا”، تسنّت لي الفرصة لعمل ذلك.

ويساهم علماء من مختلف التخصصات بخبراتهم من أجل تحسين حماية المدنيين، وفي أول يوم عمل لي بالمركز، تصادف قيام قائد القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط بتكليف المركز بمهمة تتمثل في معرفة الأسباب وراء جاذبية تنظيم داعش لأتباعه والأهداف التي يتبناها.

– وماذا كانت النتائج التي توصلتم إليها؟
ترتبط هذه النتائج بتأسيس خلافة في سوريا والعراق والحفاظ عليها، هذا هو الهدف العسكري، أما الهدف الديني، فهو نشر الإسلام السُني، لذلك فإننا لا نتحدث عن طائفة تسيء استخدام الدين، وإنما تنظيم له مطالبات بقيادة إقليمية، ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي بلوغ أهداف أخرى مثل جمع المال والأتباع وقتل ما يُسمى “غير المؤمنين”.

– ولكن هذا ليس بالشيء الجديد؟
لكنه يصنع فارقاً كبيراً، فالتنظيم الديني يحظى بفرص أقل في جذب المؤيدين، أما الدولة فهي أكثر جاذبية، حيث تسهل في إيجاد الدعم، وبالتالي المال، لتمويل الإرهاب، لذا يحاولون إقامة بِنْية تشبه الدولة، ما يجعل من المهم للغاية تجميد المصادر المحتملة لتمويل هذا التنظيم.

– ما البيانات التي استخدمتها في عملك؟
كنت أقوم بتحليل أي شيء ذي صلة بداعش، يصدر عن كل المصادر الرسمية مثل خطب أبو بكر البغدادي وأبو محمد العدناني، لأتمكن من وضع يدي على الطريقة التي يفكر بها أبرز شخصيتيْن في التنظيم، فهما مثل المديرين الذين يتابعون أهدافهم بدقة، وسرعان ما أدركت أن أتباعهم ليسوا مجرد متعصبين أو مجانين.

– كيف؟
أولئك الأوروبيون الذين انضموا لتنظيم داعش، هم قبل كل شيء، شباب ضائعون يشعرون بالاغتراب وليس لديهم رؤية، والانضمام لداعش يعني لهم ممارسة السلطة والشعور بالانتماء وتعزيز احترام الذات لدى المرء، هناك أهداف دينية أيضاً مثل: التجارب الروحية والعيش والقتال في سبيل الله، وهناك كما يغيب عن تصورنا حتى الآن، أتباع لديهم أهداف إنسانية تتمثل في وضع حد للحرب في سوريا والتخلص من القمع الشيعي، هذه الفئة ليسوا مجرد زارعي قنابل متعصبين، فمنهم الطبيب والمحامي، لكن عادةً ما ينتهي بهم الطريق إلى خيبة أمل وسرعان ما يعودون مصدومين إلى أوطانهم.

– ماذا يعني ذلك بالنسبة للحرب ضد داعش؟
أجرينا 59 مقابلة مع خبراء مسلمين، لكنها لم تكشف لنا الكثير، ويرجع ذلك إلى أن جميع الخبراء كانوا من الشيعة، لكن تعتبر المعلومات نقطة حاسمة لتطوير إجراءات مضادة، على سبيل المثال، من الممكن أن يؤدي نشر تثقيف محدد حول الطريقة التي يعمل بها داعش وتعامله مع مجنديها إلى دفع الناس نحو النفور من التنظيم وعدم الانضمام إليه، والأكثر من ذلك، يمكننا أن نحاول بفعالية إشراك العائدين بخيبة أمل لإخبار الناس بتجاربهم.

– هل كان من الممكن تفادي هجمات باريس من خلال النتائج التي توصلتم إليها؟
أعتقد أنه من الصعب دائماً قول ذلك، فدائماً ما نصبح أكثر ذكاء مع مرور الزمن، لكن ستساعد النتائج التي توصلنا إليها على المدى البعيد في توضيح الإمكانات التي تعيننا على حماية السكان على نحو أفضل، يمكننا، إذا فهمنا أهداف داعش، أن نجد وسائل لمنعها من الحصول على ما تريد.

– هل يمكنك طرح أي نتائج للسياسيين الألمان؟
بالنسبة لي، بعد ما حدث في باريس، هذا يعني توافر موارد الآن لتوجيه ضربات إرهابية في أوروبا، ولابد أن ألمانيا أصبحت هدفاً للإرهاب أيضاً، لكنني أرى ذلك أيضاً كنقطة مرجعية لسياسة اللاجئين.

– هل هذا لأن الإرهابيين يختلطون باللاجئين؟
لا، أنا أتحدث عن نظرية القرار، علينا أن نفهم أولاً ما الأهداف التي نسعى لتحقيقها كمجتمع، وكيف نصل إليها؟، وتحت أي ظروف؟، هل هناك بدائل؟، ومن ثَمّ ينبغي أن نسأل أنفسنا: ما أهداف اللاجئين فيما يتعلق بحياتهم في ألمانيا؟، ومع هذه النتائج، نستطيع وضع تدابير بنّاءة للوصول إلى أهدافنا، هذا ما يجب أن نتحدث عنه، وليس الأرقام، فإذا لم نأخذ بعين الاعتبار أهداف مجتمعنا المتعلقة باللاجئين، فضلاً عن أهدافهم، فقد تصبح سياسة الهجرة الحالية مشكلة أكبر.

أخبار ذات صله