غير أنه مع استلام “الملالي” سدة الحكم في طهران عام 1979، ظهر مصطلح “تصدير الثورة” إلى الوجود، وحاولت إيران جاهدة تصديرها إلى حيث توجد أقليات شيعية في الدول العربية المجاورة.

لكن في تلك الفترة كان لبنان غارقا في حرب أهلية، وبالتالي لم يكن لإيران أي نفوذ، رغم أن هذا لم يكن يعني أنها لم تسع إلى مد نفوذها إلى لبنان، حيث توجد طائفة شيعية كبيرة نسبيا.

أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وفي العام 1982 تحديدا، تأسس حزب الله، على أيدي رجال كانوا يحظون بدعم ملالي إيران، غير أن الحزب لم يعلن رسميا إلا في العام 1985، وفي ذلك العام أعلن حسن نصر الله، قبل تسلمه رئاسة الحزب، الالتزام بولاية الفقيه.

وحتى تسود الهيمنة الإيرانية على الطائفة الشيعية، كان على الحزب أن يكون هو القائد لهذه الطائفة ويستفرد بها، فشن حربا ضد حركة أمل التي كانت تحظى بدعم دمشق، وذلك في العام 1988، فدانت له السيطرة على الطائفة وصادرها وصادر قرارها.

لكن ظل النفوذ الإيراني من خلال حزب الله محصورا في الحزب والطائفة، ذلك أن الحزب لم يكن جزءا من العملية السياسية في لبنان، غير أن هذا الأمر بدأ يتحول بعد توقيع حزب الله على اتفاق الطائف عام 1990، ودخوله المعترك السياسي.

في العام 1992، دانت السيطرة للتيار الإيراني داخل الحزب بتولي حسن نصر رئاسة الحزب، حيث أصبح أمينا عاما له خلفا لأمين عام الحزب عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في ذلك العام.

وفي العام نفسه، نجح حزب الله في الحصول على غطاء إيراني وسوري، وبالتالي ازداد نفوذه في الطائفة وفي لبنان، وهو النفوذ الذي ترسخ مع الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، حيث ارتبط الانسحاب بما كان يسمى “المقاومة الإسلامية” التي يمثلها الحزب.

في العام 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وحملت أطراف لبنانية دمشق المسؤولية، في وقت لاحق، تم وجهت أصابع الاتهام للحزب، واضطرت دمشق إثر هذه الحادثة إلى سحب جيشها من لبنان، ليستفرد الحزب بلبنان، كونه أكبر قوة عسكرية مسلحة هناك.

وفي العام 2006، أعلن حزب الله عن اختطاف جنود إسرائيليين، وهي العملية التي أدت إلى “حرب يوليو” 2006، التي نجم عنها تدمير جزء كبير من لبنان.

وفي محاولة منه لصرف الأنظار نتائج الحرب المدمرة وعن تورطه باغتيال الحريري، شن حزب الله حرب ترويع ضد اللبنانيين في العام 2008، بحيث أصبح لاحقا القوة العسكرية المطلقة في لبنان.

وفي العام 2013، أعلن حزب الله دخوله رسميا في النزاع الدامي في سوريا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي فبراير 2015، أعلنت السعودية وقف المساعدات العسكرية إلى لبنان بعدما ارتهنت سياساته بسياسات حزب الله المؤيدة لإيران وضد مصلحة لبنان ومحيطه العربي.