fbpx
(( يافع جزء من الدولة ))

بقلم/ العميد:صالح قحطان المحرمي
لم تعد يافع تلك القبيلة التي تحكمها الأعراف والعادات القبلية التي سيرت أمور الناس لمراحل زمنية طويلة والتي تجاوزتها في العام 1967 م حينما تم إعلان استقلال دولة الجنوب وشارك أبناء يافع وكوادرها بكل حماس في تأسيس هذه الدولة والنظام بديلا عن كل المكونات القبلية وذابت يافع القبيلة رغم حجمها داخل تلك الدولة في فترة قياسية حتى جاءت ما تسمى دولة الوحدة التي قضت على كل مقومات الدولة وأصبح الناس تائهين بين صعوبة ورفض داخلي للعودة للقبيلة التي انتهت وبين المضي في نظام الدولة المدمر من قبل فوضى الوحدة ودعاتها.

يافع لم تعد تلك القبيلة التي ينحصر أبناءها بمساحة جغرافية وحدود قبلية معينة ومحددة بتلك الجبال التي لم تعد تتسع لأبناء يافع بل امتدت على خارطة الجنوب العربي ودول الاغتراب. ومصالح يافع تجاوزت بقعة جغرافية بعينها.
لا يوجد اليوم من يستطيع الحديث باسم يافع سياسيا ومن الخطأ الاعتقاد أن يافع يعبر عنها مجموعة تلتقي في ديوان أو ملتقى أو رواد وسيلة تواصل أو منطقة أو أفراد وقد يتفاجأ الجميع عندما أقول أن أبناء يافع هم بين الأكثر ذوبانا في الدولة وقد طوعوا كل أفكارهم وإمكانياتهم في خدمة المشروع الوطني وتشهد لهم المراحل السابقة ذلك .

ومن يتحدث باسم يافع عليه أن يدرك أن يافع لم تعد تلك القرى وأن يكبر في حديثه بحجم يافع وكبرها ومواكبة لكل المتغيرات في الوطن والإقليم وتوافقا مع هم أبناء يافع الوطني والعمل نحو استعادة دولة الجنوب والتي ينبغي أن يوجه الجميع الجهود والأحاديث نحو هذا الهدف العام الذي ينبغي أن يكون بحجم هذا الوطن الكبير وأن ماقدمته يافع من أجل الجنوب لايمكن أن يلغيه أي مناطقي غبي أو جاحد حاقد وعلى كل يافعي مخلص أن يقتدي بكثير من النخب المثقفة في يافع والمدركة لأهمية ودور يافع في تكوين الدولة وأيضا على كل الوطنيين المخلصين أن يعوا حجم المؤامرة على القضية الجنوبية ومحاولة توجيه خطاب الحقد والفتنة بين مناطق الجنوب التي نؤكد بأنهم لم ينالوا أي شيء مما يسعون إليه وعلى الجميع إدراك مصادر الرأي والقرار اليافعي وعدم أخذه أو بناء أي وجهة نظر حوله إلا من مصادره في يافع الدولة والوطنية والثقافة والتاريخ .

مايميز أبناء يافع هو اندماجهم في المجتمعات التي انتشروا بها وكانوا ذا تأثير إيجابي بل ومكون أصيل وجزء مهم ومؤثر في كل مجتمع تواجدوا فيه وقد ساهم أبناء يافع بكل شرف وحماس بإظهار قضيتهم وأهلهم في كل المحافل الدولية وكانوا خير ممثلين لقضية الجنوب وشعبه في الخارج والداخل بكل الطرق وهم يشعرون بذلك فخرا بخدمة وطنهم الذي ارتبط بهم وانتموا إليه ولم ينسوه والمقام هنا ليس لاستعراض أي دور من تلك الأدوار التي يعرفها الجميع.

لم تدفع يافع كقبيلة بأي شخص للوظيفة العامة وكل من تقلد منصب أو مهمة كان بجهود وكفاءة شخصية بل أن معظمهم قد لاقى أصناف النقد المحاربة من أبناء يافع أنفسهم وما ينبغي على يافع هو ترتيب البيت اليافعي تحت مشروع الوطن الجنوبي ليستمروا مؤثرين إيجابيا في خدمة هذا المشروع السامي واستعادة دولة الجنوب وبناء مؤسساته وخدمة الإنسانية أجمع وليساهموا في نشر الخير بين الناس.