fbpx
ذكرى شهداء الجنوب
شارك الخبر


بقلم : ابراهيم الكسادي
حينما أتذكر تلك الوجوه التي تتلوح الجدران – صورهم – أحس بشيءٍ من الخوفِ واﻷمل يجريانِ معاً ولا يفترقان ، خوفٌ من بطش البندقية ودموع اﻷمهات ، واملٌ يحمله الثّوار واﻷحرار الذين آمنوا بأن الحرية دُفع ثمنها مسبقا ولا مجالَ للتراجع ، لكني أيضاً اقف ك ( اﻷطرش في زفة) حينما تُنصب مسارح المزادات العلنية للساسة فيبيعون ويشترون وكأنهم دفعوا فلذات أكبادهم وليس أولاد غيرهم ، للسخرية الحمقى تستغرب مِن ضمائرهم الضائعة (كيف يجرؤون على ذلك! ) لكن كما يقول تشي جيفارا (اﻷيادي البيضاء تزرع بالبندقية وتدفع الثمن واﻷيادي السوداء تتحين الجنى بعد تضحية اﻷحرار ) .

لا يكاد يمر يوم على أعتابنا إلا وأفواه البندقيات تلفظ أنفاسها البطاشة ، فتزهق أروحًا وتعذب أخرى ، وكلّ واحدٍ منّا ينتظر متى يحين الوقت ليصبح خبرا لكان ؟ وليس من حق السلطويين أن يعبروا على جُثث الشهداء أو على أكتاف الجرحى ، فمهما غلبت نشوة السلطة فلا بد أن تُسقط صاحبها فلا شيء يستمر حتى النهاية ، لكن اﻹنسان يحيا بمواقفه ويخلده التاريخ ولن يموت ذكره ﻷنه اختار باب الخالدين ، لﻷسف حينما سقط الجنيد سقطت اﻷقنعة الخبيثة للبعض ، وها هو المشهد يكرر نفسه حينما سقط الإدريسي ، فالمتجارة بأرواح الثوار اصبح ظاهرا للعيان ، والمواطنون يلتزمون الصمت ﻷنه اﻷنسب في زمن يموت في كنفه من يقول لا .
عهد الرعب والبطش ولى فمن المستحيل أن يعود الشماليون بأجسادهم لكن فكرهم هو السائد بيننا ، وهم من يتحكم بنا كأننا أحجار الشطرنج ، فمتى ستصحو إرادة الشعب ويقول : كفى ، فالشرعية غطاء يستبيح دماءنا ونحن لا نعلم ﻷي واجهة نسير ، في تعز تتراجع المقاومة الجنوبية وتخلف الضحايا تلو الضحايا بفضل المقاومة الفوتوغرافية لجماعة المخلافي ، وفي صنعاء تتساقط المعسكرات بلمح البصر والقتلى قلة من الضعفاء ، فيكفي أن نهدر دماء أهلنا يا جن ، القافلة تسير والذئاب تفترسها غدرا ، فهل من عقلاء يسمعون أصوات المعاناة ويفتحون آذانهم فإنها لا تعمى اﻷبصار ولكن تعمى القلوب …
إبراهيم الكسادي

أخبار ذات صله