fbpx
هوشلية ما بعد الحرب – بقلم : ناصر السيد سمّن
شارك الخبر

 

 

تحررت عدن والمحافظات المجاورة لها وفرح الناس جميعا وغنوا ولعبوا ورقصوا ..وحق لهم ذلك خصوصا بعد الحصار والدمار والأيام السوداء التي عايشوها اثناء اقتحام مناطقهم من قبل مغول القرن.

في ذلك اليوم كان الجميع فخورون بالنصر العظيم الذي تحقق على ايدي ابنائهم الابطال.

في ذلك اليوم عندما كان ابطال المقاومة الجنوبية في طريقهم الى المنطقة الوسطى بمحافظة أبين اعترضتهم أمراءه عجوز ومعها بندقية قديمة وكانت تطلق أعيرة نارية في الهواء ترحيبا بأولئك الابطال القادمين من عدن .

فتوقفت عرباتهم وكانت بالعشرات.

توقفت تلك العربات عن بكرة أبيها وكان الجميع يتعجب من فعل تلك العجوز .

تقدم اليها البعض منهم ليصافحوها فصافحتهم وقالت لهم (معي جماع شياه) أي عدد من الاغنام. خذوها لكم فهيا ضيافتكم اليوم و والله انكم تستحقون أكثر من ذلك.

قال لي احد الذين كانوا حاضرين في ذلك الموقف قال والله اننا بكينا جميعا بسبب ما فعلته تلك العجوز.

هذه القصة واحده من الآف القصص التي حدثت في ذلك اليوم العظيم.

اذ كان الناس يحلمون بواقع جميل خصوصا بعد ما حصل لهم من مآسي وويلات خلال عقدين من الزمن .

السبب الذي جعلني اتذكر تلك القصة هو ما نراه اليوم يحصل تجاه اولئك الابطال .

ولعل الأكثر ايلاما هو وقوف اكثر من 8000 من ابطال الجنوب امام أبواب المعسكرات دون غذاء او ماء منذ يومين.

هناك أمور حصلت ومازالت تحصل منذ تحرير عدن لم نجد لها أي تفسير غير انها تخدم اعداء عدن والجنوب

فعندما ترى انعدام المحروقات بشكل كامل ومن جميع محطات البترول وانعدام مادة الغاز وان وجد فبأسعار خيالية

ثم تجد عمال المصافي فتسألهم  عن السبب ؟ يردوا  عليك انهم يعملون بدون مرتبات منذ أشهر خلت !

وعندما تخرج الى السوق ويصدمك ارتفاع الاسعار في جميع المواد الغذائية ؟

ثم ترى الموظفين يشكون عدم استلام مرتباتهم ؟

كذلك منتسبين الجيش والشرطة يقال لهم رواتبكم في صنعاء ومن يريد راتبه عليه الطلوع الى صنعاء ؟

وغير ذلك الكثير من المآسي التي تحدث بين لحظة وأخرى منذ تحرير عدن !

وأما عن الاغتيالات والاختطافات وفي وضح النهار فحدث ولا حرج  .

وكان أخرها اختطاف اللواء متقاعد/ منصور صالح سالم الفضلي و ولده العقيد/ صالح منصور الفضلي دون أي ذنب فعلوه سوى انهم ينتمون الى الجنوب ؟

كل ذلك يحصل في عدن والجنوب بينما نرى الاوضاع في الشطر الشمالي أفضل بكثير مما يحدث في الشطر الجنوبي وعلى عكس ما يروج له الاعلام اليمني المسيطر عليه اعلاميين شماليين .

اذ لم نسمع عن اغتيالات في صنعاء ولا في غيرها من المحافظات الشمالية ولا اختطافات ولا تفجيرات ولا سيارات مفخخة

بالنظر الى كل ذلك يتضح ان هناك ايادي خفية تابعه لأحزاب يمنية تعمل على تدهور الوضع في الجنوب وتركز كل امكانياتها في اتجاه واحد وهو عدم استقرار الجنوب مهما كل ذلك من ثمن .

الشيء الغريب في ذلك كله هو الصمت المزري من قبل الجهات المسئولة (الشرعية)  تجاه ما يحصل في عدن والجنوب ! يتساءل أحدهم؟

فيرد آخر بقولة وما العجب من ذلك الصمت اذا ما عرفنا ان الشرعية مكونه من تلك الاحزاب اليمنية التي ادخلت البلاد في متاهة.

بقي ان نناشد التحالف العربي وخصوصا السعودية والإمارات عليكم الحفاظ على ما انجزتموه قبل ان يتبخر ذلك الانجاز في الهوا وحينها لا ينفع الندم .

ف هاهم ابناء الجنوب يبدون استعدادهم للسير معكم جنبا الى جنب حتى تحقيق كامل الاهداف المشتركة.

 فقط  ينبغي عليكم مساعدتهم للخروج من محنتهم التي وضعهم فيها سياسييهم.

وإخلاص نياتكم تجاههم وتجاه قضيتهم العادلة.

 وثقوا كل الثقة ان مساعدتكم لشعب الجنوب المغلوب على امره ستكون سبب في نصركم على اعدائكم وإفشال مخططاتهم . ومن يقف مع الحق ومع المظلوم فلا شك ان الله سينصره ولو بعد حين.

 

بقلم / ناصر السيد سُمًن.

أخبار ذات صله